لو قدر لي أن اصطاد - بالطيب أو بالغصب - الخط الهاتفي لبرنامج من برامج القنوات الفضائية التي يضرب فيها المتحدثون الودع ويقرأون المستقبل ويسخرون خدامهم من الجان للحصول على المعلومات بدقة تفوق أنظمة «البنتاغون» والـ «إف بي آي»، لطلبت منهم أن يفكوا لنا طلاسم وألغاز هذا البلد، وأن يكتبوا لي واحدا من تلك الأحجبة التي تكتب أمام المذيعة الحسناء المتبرجة في أحسن أحوالها، حتى أعلقها على ذراعي أو حتى ألبسها كالعقد الثمين... لا يهم إطلاقا طالما أن تلك الأحجبة في إمكانها تحقيق المراد.
في الحقيقة، أجد نفسي (مكسور الخاطر) على نفسي وعلى غيري من أولئك الناس الذين يتصلون بالآلاف ويصرفون الآلاف على تلك المكالمات الهاتفية... ويزداد (خاطري كسرا) كلما وجدنا أنفسنا، نحن الآلاف في هذه الأمة، نشترك في أمور محددة ومنها ضيق الرزق، والمرض والحسد والسحر والوقوع فريسة للأعمال السرية الخفية التي تدفن هنا أو هناك... وتصبح كل كلمة يقولها الشيخ فلان صحيحة، في حين أننا نتناسى أن الشياطين تتربص بنا، من شياطين الإنس والجان طبعا، ونفقد حتى البوصلة التي تقودنا إلى طريق رب العالمين الذي يحيطنا بحفظه ورعايته ورزقه الكريم، تضيع كل الدروب أمامنا.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
المهم أيها الأحبة، تمنيت لو استطعت الحديث إلى أولئك الناس الذين يمتلكون قدرات خارقة في قراءة المغيبات وفك السحر والحسد والإبداع في صوغ الطلاسم، حتى يتمكنوا من فك العمل الذي أصيبت به بلادنا، فيكشفون الشياطين الذين يحومون حول هذه الأرض الطيبة، ويكشفون لنا اللصوص وسرقة قوت الناس، ويحذروننا من قبيلة من الجن لا ترى بالعين المجردة لأنها تعيش في سرية تامة وتنوي بالبلد والناس شرا، ثم ارجوهم رجاء حارا أن يكتبوا لي طلسما أو حجابا فأقوم بنسخه أكثر من 700 ألف نسخة فأوزعه على البحريني وغير البحريني ليلبسه حفظا من الشياطين ورجما لمن يكيد كيده ويناصب جهده لأنه بذلك لن يمحو ذكرنا ولن ينال منا ولا من بلادنا.
حجاب واحد رحم الله والديكم.
العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ