بلا أدنى شك يعتبر مايكل شوماخر بأرقامه القياسية هو الفارس الأول في عالم الفورمولا1، فقد حقق إنجازات لا يمكن لمنافس أن يضاهيها بسهولة، بانتزاعه بطولة العالم سبع مرات، وخاض 250 سباقا فاز في 93 منها وكان أولها في جائزة بلجيكا العام 1992.
ومنذ وفاة البرازيلي إيرتون سينا العام 1994 في حادث أليم على حلبة إيمولا الايطالية، فرض شوماخر موهبته على البطولة على رغم شخصيته التي كانت محل انتقاد كثير من زملائه في بعض الأحيان.
وزار شوماخر قبر سينا في مدينة ساو باولو قبل السباق البرازيلي العام الماضي في لفتة كاعتذار منه للجماهير البرازيلية الذين ضمروا الحقد له بسبب احتفاله على مضمار إيمولا عندما فاز باللقب بعد لحظات من وفاة سينا.
لم يكن الألماني شوماخر يتوقع وهو في الثانية والعشرين من عمره انه سينصب نفسه في الأعوام اللاحقة «الأسطورة المطلقة» لسباقات فورمولا1 عندما بدأ مسيرته العام 1991 مع فريق جوردان فورد وبأنه سيحطم جميع الأرقام القياسية ويفرض نفسه السائق الأفضل في تاريخ هذه الرياضة.
ولم تكن بداية شوماخر في سباقات فورمولا1 تقليدية، إذ خاض العام 1991 سباقا واحدا مع جوردان ثم انتقل الى فريق بينيتون الايطالي ليفرض نفسه بين أفضل السائقين اصحاب الخبرة مثل الفرنسي الآن بروست والبريطاني دامون هيل وسينا (بطل العالم 3 مرات في ذلك الوقت).
وبدأت أسطورة شوماخر تأخذ معالمها الحقيقية منذ العام 1994، إذ انتزع لقب العالم وحافظ عليه في العام التالي، واشتد بريق تألقه مع فيراري وخصوصا من العام 2000 إذ فاز باللقب 5 مرات محققا انجازا يصعب تكراره.
شوماخر اعتزل سباقات السيارات نهاية الموسم الماضي الذي كان فيه منافسا شرسا على اللقب قبل أن يخسر في الجولة الأخيرة أمام بطل العالم الجديد الاسباني فرناندو ألونسو إلا أن اسم شوماخر سيبقى خالدا في سباقات الفورمولا 1، وسيترك رحيله فراغا كبيرا في المسابقة من الصعب تعويضه قريبا.
شوماخر لم يكن فقط متسابق سيارات وإنما كان أسطورة بحق من خلال الشعبية الجارفة التي تمتع بها بشكل جعل اسمه مرادفا للفورمولا 1.
ومازال الكثير من عشاق هذا النجم الألماني الشهير لا يصدقون رحيله عن هذه السباقات، إلا أن سنة الحياة تقتضي أن لكل زمان دولة ورجالا.
العدد 1668 - السبت 31 مارس 2007م الموافق 12 ربيع الاول 1428هـ