العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ

«رئيس مفوضية اللاجئين»: ردود فعل بحرينية إيجابية لدعم لاجئي العراق

ذكر رئيس المفوضية العليا للاجئين أنطونيو غوتيريز أن مملكة البحرين أبدت ردود فعل إيجابية بشأن المشاركة في المؤتمر الذي ستعقده المفوضية في جنيف خلال الشهر الجاري، مشيرا إلى أنه تلقى تأكيدات بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى التركيز على الجوانب الإنسانية للاجئين العراقيين وتقديم مختلف أوجه الدعم لكل من سورية والأردن على اعتبار أنهما الدولتان اللتان تحتضنان العدد الأكبر من اللاجئين العراقيين، غير أنه رفض التصريح بالمزيد من تفاصيل لقائه مع مسئولين في وزارتي الداخلية والخارجية البحرينيتين في هذا الشأن.

وأكد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده غوتيريز في بيت الأمم المتحدة ظهر أمس بحضور الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في معرض رده على سؤال لـ «الوسط» أنه ليس هناك لاجئون عراقيون في البحرين، غير أنه قال: «نأمل من البحرين كما نأمل من بقية الدول تقديم مختلف أوجه الدعم لسورية والأردن، إضافة إلى كل من مصر وإيران اللتين تحتضنان أيضا عددا من اللاجئين»، نافيا أن يكون لدى المفوضية أي توجه لفتح مكاتب إقليمية جديدة لها في المنطقة، وأنها تتواصل مع دول المنطقة من خلالها مكاتبها في الرياض والكويت والإمارات.

وأكد غوتيريز أن زيارته للمنطقة تتمحور حول أزمة اللاجئين العراقيين، مشيرا إلى أن حركة النزوح القسري في العراق في هذه الفترة تشكل أزمة إنسانية كبرى، وخصوصا مع وجود مليون و800 ألف نازح داخل العراق، ومليونين من اللاجئين في خارجها.

وأشار إلى أن التركيز الشديد على الجوانب العسكرية والسياسية فيما يتعلق بالعراق أدى إلى إغفال الجانب الإنساني في هذه الأزمة، مضيفا أن هناك نحو مليون و750 ألف لاجئ عراقي في سورية والأردن، وأن هناك ضغطا شديدا على الخدمات التي تقدم في هاتين الدولتين للمواطنين وخصوصا في مجالات التعليم والصحة، والدولتان تعيشان عبئا نتيجة استقبالهم هذا العدد من أخوانهم من اللاجئين العراقيين.

وأكد أن كلا من سورية والأردن بحاجة إلى دعم من المجتمع العالمي ليتمكنا من الحصول على الإمكانات اللازمة لتمكينهم من التعامل مع هذه المشكلة، وبناء على ذلك فإن المفوضية السامية تعمل الآن على عقد مؤتمر عالمي في جنيف في يومي 17 و18 أبريل/ نيسان الجاري سيخصص للتعامل مع الجوانب الإنسانية الخاصة في العراق، مشيرا إلى أن جولته في المنطقة تهدف لتعبئة الدول للمشاركة الفعالة في هذا المؤتمر.

وأشار غوتيريز إلى أنه كان في بغداد قبل يومين، وارتأى أن الحل الأمثل للعراقيين عندما تتهيأ الظروف المناسبة هي العودة الطوعية للعراقيين، وإلى حين حدوث ذلك يجب على السلطات العراقية أن تتواصل مع مواطنيها، وأن تتعاون مع الحكومات التي تستقبل هؤلاء اللاجئين حتى تكون عودتهم الطوعية امرا سهلا.

ولفت إلى أن اجتماعاته التي عقدها في بغداد كانت مشجعة للغاية، وخصوصا بعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعددا من المسئولين العراقيين، معتبرا أن هذه المباحثات من شأنها أن تحقق النتيجة المطلوبة للتعبئة المطلوبة لمساعدة العراقيين الذين يقعون تحت ولاية المفوضية.

كما أشار غوتيريز إلى موضوع الفئات المستضعفة التي دعا لايجاد حلول لها، ومن ضمن هذه الحلول موضوع إعادة التوطين، لافتا إلى أن فرص إعادة التوطين تعد محدودة جدا، وأن المفوضية تحاول استخدامها بحكمة وعدل لمساعدة هؤلاء الذين تعرضوا للتعذيب الشديد في دولهم أو الذين لا يستطيعون العودة.

وذكر أنه من المؤمل من خلال المؤتمر التقدم في طريق عمل المفوضية الإنساني، متوجها بالشكر إلى كل من سورية والأردن لما تقومان به من تحمل أعباء جسيمة في استضافة العراقيين، كما توجه بالشكر لحكومة مملكة البحرين لما قامت به بالتعامل مع بعض ضحايا الحرب وتقديم علاج لهم في البحرين.

وأضاف أنه من خلال زيارته هذه يتوجه بالنداء القوي للدول العربية والإسلامية ليكون لهم دور فعال في المشاركة السياسية التي تدور في أجهزة المفوضية، مستندا في ذلك إلى ما تملكه البلدان العربية من التركة الأخلاقية المستقاة من التقاليد العربية والإسلامية والقرآن والسنة النبوية، مشيرا إلى أن الاطلاع على سورتي التوبة والبقرة يتبين فيهما الكثير من مبادئ القانون الدولي الإنساني.

وأكد غوتيريز أهمية وجود البلدان الإسلامية في أجهزة المفوضية كي تكون لها مشاركة فعالة وصوت قوي في المجتمع الدولي، وخصوصا أن العالم في الفترة الأخيرة يشهد تناميا في الظواهر السلبية مثل العنصرية ورفض الأجنبي، ناهيك عن الصور المشوهة للإسلام.

وأوضح أنه من المتوقع أن يعقد في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل مؤتمر في إسلام آباد بالتعاون مع المفوضية لمناقشة مشكلة اللاجئين في البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، معربا عن أمله في أن يكون لمملكة البحرين دور فعال في هذه المجالات وخصوصا أن لها تقديرا كبيرا في الدوائر الإقليمية والدولية.

أما بشأن مطالبات البعض بأن يكون هناك دور للولايات المتحدة الأميركية في تقديم هذا الدعم، فقال غوتيريز: «نحن لسنا منظمة سياسة وإنما انسانية ولا يسمح لنا بأي تدخل سياسي، ولكنني أعترف أننا كمنظمة لا نتعامل إلا مع مؤشرات الأزمة، ولا نقوم بمعالجة المشكلة، فالعلاج بيد من لديهم القرارات السياسية».

العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً