هو ذلك المدير الذي يحسب نفسه محور الكون، وأن الكل يجب أن يعمل من أجله. وهو ذاته المدير المستبد بطبعه الذي يعجز عن توصيل أفكاره عبر الحوار والمناقشة، لأنه يعلم في قرارة نفسه بأنه ضعيف الحجة والبرهان فلا تخلو قراراته في معظمها من البروغماتية والارتجالية.
والمدير الفاشل هو ذاته الذي يتعامل مع الموظفين بميزان الكيل بمكيالين، وذلك ضمن قاعدة الفرض والجبروت والتصنت السري عبر الجواسيس والمرتزقة إذ يحاول عن طريقهم كسب احترامه وبسط هيمنته البائسة لأنه يعلم في قرارة نفسه بأن مصيره الفشل ثم الفشل ويسعى دائما لإرضاء نفسه عن طريق الوصايا بالقوة للحفاظ على منصبه حتى لو كان على حساب مصلحة العمل أو الكل.
والمدير الفاشل هو ذلك المدير الذي ليست لديه خطط مكتوبة للعمل وليس له هدف معلن ومؤقت يعمل من أجله ليحققه أو يقدم ما هو جديد في إدارته. وهو ذلك المدير الذي يحاول قمع كل الأصوات والكفاءات التي تحاول مساعدته للنهوض بتميز الإدارة في الطرح والعمل، ذلك لأنه لا يسمع إلا صوته ولا يرى إلا نفسه، فلذلك تجد إدارته لا تتحرك وهي تسير مسار «الدودة» إذا رغبت في التغيير والحراك.
والمدير الفاشل هو ذلك الذي يعجز عن تطوير موارد الاستثمار في إدارته ولا يعرف إلى ذلك سبيلا، سوى فرض الجبايات ورفعها على العملاء البسطاء ليسجل في حسابات دفاتره زيادة في دخل الإدارة حتى يرضي رؤساءه أو ليوهمهم بأنه عمل على زيادة دخل الإدارة، حتى ولو كان ذلك مدعاة لخسارة الإدارة زبائنها وخسارة حبهم وولائهم لها.
والمدير الفاشل هو الذي لايزال يغط في سباته ولا يعلم أن الحياة تتطور وتتبلور وما يصلح في زمن ما، فإنه لا يصلح في غيره من الأزمان. وهو الذي لا يعلم بمدى حدوده ولا يلتزم بها، لأنه فاشل في ذاته وبالتالي فهو فاشل في التعامل مع غيره، وهو فاشل بكل المعطيات ذلك أن «فاقد الشيء لا يعطيه».
فهل يعلم المدير الفاشل بأنه فاشل؟! فقط، فلينظر إلى من حوله ليرى كم موظف مازال على رأس العمل أو طلب التقاعد أو تقاعد أو طلب الانتقال من إدارته أو تقدم بتظلم ضده... ساعتها سيعرف المدير الفاشل بأنه فاشل!
عارف الجسمي
العدد 1683 - الأحد 15 أبريل 2007م الموافق 27 ربيع الاول 1428هـ