العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ

لماذا «الفوبيا»؟

هل حدث أن تعرفت على شخص يخاف من الأماكن العالية أو المغلقة؟ أو على شخص يخاف من التجمهرات والازدحام؟ أو على شخص يخاف أن يلمسه الآخرون؟

إن مثل تلك المخاوف تندرج في حالة مرضية تسمى الرهاب أو (الفوبيا)، ولكن هل يمكن اعتبار هؤلاء الناس مرضى من بعض الأوجه؟ كلا، ولكن يجب أن نقول أنهم يعانون من بعض الاضطربات العاطفية كأن يكون هناك شيء يشوشهم في الماضي بشدة ويحاول مثل هؤلاء أن يتفادوا هذا الاضطراب العاطفي الذي يمكن تسميته نفسيّا.

ويتلافى المريض الألم الجسماني، بينما جميعنا نتأثر بالمؤثرات العاطفية، فعندما نبكي نحمر خجلا أو نتصبب عرقا، ولكن بعض الناس الذين يشعرون بوطأة هذه المؤثرات بقوة أكبر أو تكون قدرتهم على المقاومة أضعف يتعاملون مع الألم العاطفي بطريقة غير طبيعية وغير اعتيادية ويسمى هذا النوع من رد الفعل أحيانا بالعصبية، ويتطور إلى الرهاب وهو خوف غير معقول من أمور معينة كالخوف من الأماكن العالية أو المغلقة.

وغالبا ما تكون الأشياء التي يخافها المرعوب هي ما يمكنه تحاشيه، فالتسلق أو الإقامة في مكان مغلق ليس ملزما لأحد، ويمكن للمرء ألا يفعلها؛ وبالتالي فإن الخوف منها لا مجال له، ولكن ما الذي يدفع إلى مثل هذا الفزع الموهوم؟

إن منشأ ذلك قد يكون من تجربة مرّ بها المرعوب وهو طفل، كأنْ يكون قد خاف من والده فنقل خوفه لا شعوريّا إلى المكان العالي الذي يصبح عنده رمزا لذلك الوالد، أو الخوف من مواجهة حقيقة كونه يخاف من والده.

إن السلوك البشري معقد جدا، ويخضع لملابسات كثيرة يدرسها علماء النفس، ومهما يكن الحال فالرهاب حالة غير مقلقة لأنه مسألة نفسية خالصة.

جعفر عبدالكريم صالح

العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً