في جلسة اجتماعية عفوية حضرها عدد من أولياء الأمور، دار حديث بشأن مناهج الحلقة الأولى الدراسية، ونقصد بها تلاميذ فصول الأول والثاني والثالث الابتدائي.
وكان نقد أولياء الأمور شديدا لها، إذ أوضحوا أنه من خلال تطبيق وزارة التربية للمناهج الحالية في المدارس فإنها لن تخرج لنا طلبة متمكنين في العلم، ولن يتمكن أولياء الأمور من متابعة أبنائهم بالصورة التي تطور من مستواهم التعليمي.
وذكر أحد الآباء مثالا على ذلك، أنه في يوم ما لجأ إليه ابنه المسجل في الصف الثالث الابتدائي طالبا منه توضيح إحدى مسائل الرياضيات، ويضيف: «أخذت أتفحصها طويلا ولم أهتدي إلى حلها حتى أحسست بالخجل من نفسي ومن ابني، بينما هو تارة ينظر إلى وجهي وتارة أخرى ينظر إلى الكتاب».
وتابع ولي الأمر «حاولت الخروج من ذلك المأزق المحرج الذي وضعتني فيه تلك المسألة أو بالأحرى ذلك اللغز بشتى الطرق، ولم أتمكن... بينما لم أتعرض ولا مرة في حياتي إلى موقف محرج كتلك اللحظة التي وقفت فيها حائرا لا أدري ماذا أفعل، هل أقول إلى ولدي الحقيقة وهي أن والده في (ورطة)؟ بينما والدته شعرت بالحرج الذي وقعت فيه فجزاها الله ألف خير، عندما حاولت إخراجي من المأزق الذي وقعت فيه والذي لفه الكثير من علامات الاستفهام، حتى وصلنا إلى قرار وهو أن نقول له ليس عندنا حل لهذا اللغز، وأننا نعتقد أن في المسألة خطأ»، مشيرا إلى أن «هذا القرار جعلنا نعيش على أعصابنا حتى رجوع ولدنا من المدرسة في اليوم الثاني، بل ولم تهدأ أعصابنا إلا عندما قال لنا أن المعلم اكتفى بحل بعض المسائل ولم يحل تلك المسألة، فقلنا في أنفسنا... الحمد لله، بارك الله فيه على هذا الفعل الذي أنقذنا من السقوط أمام نظر ابننا الصغير».
أما نحن كأولياء أمور فأخذ كل واحد منا خلال تلك الجلسة يعرض تجربته المريرة مع المناهج الجديدة، فواحد يتحدث عن منهج العلوم وآخر عن الرياضيات، وثالث عن منهج مختلف.
وفي هذا الجانب قال أحد أولياء الأمور أنه عندما يلجأ إلى المعلم، يراه أكثر استياء منه، وأكثر من هذا وذاك، يقول أحد المتحدثين أنه تكلم مع اختصاصي مناهج، فكان رده أيضا أنهم غير راضين عن تلك المناهج وأنهم لا يتحملون المسئولية بصورة مباشرة عنها، وأن لا يد لهم في موضوع إعداد المناهج.
الآن لن نناقش في صحة ذلك القول أو عدمه، لأنه إن صح ذلك القول فتلك طامة كبرى في المجال التعليمي، بل كل ما نريد قوله هو أن المناهج الدراسية التي تقرر تدريسها إلى تلاميذ الحلقة الأولى تحتاج إلى إعادة نظر قبل أن تحدث المفاجآت التي لم يكن أحد يتمنى وقوعها حتى بنسبة 1 في المئة.
إن التذمر الكبير من قبل التلاميذ وأولياء الأمور ومن مختلف الأطراف المعنية بالشأن التعليمي، لن يقدم أي نتائج إيجابية، وسيؤثر حتما على مستوى تحصيلهم، بل وأن علامات ذلك بانت واضحة وجلية.
كل ما نتمناه أن ينظر في هذا الجانب بعين فاحصة في جميع جوانبها، وأن يكون لإدارة المناهج الدور الأكبر في وضع المناهج الدراسية، وأن لا يكون واضعوا المناهج خارج هذه الدائرة بل أن يعيشوا في جميع فصولها وحيثياتها.
أيضا يجب أن يكون للمعلم دور في وضع المناهج الدراسية حتى يشعر بقيمته التربوية والتعليمية... هذا ما نأمله ونرجو أن يكون في واقعنا التعلمي، بالإضافة إلى أن تعد وزارة التربية والتعليم استبانة لأولياء الأمور والهيئات الإدارية والتعليمية وللاختصاصيين في إدارة المناهج عن المناهج الدراسية التي تدرس حاليا، وأن يتم من خلال النتائج العلمية التي نتنج عن استبانة العمل على تصحيح أو تعديل تلك المناهج بما يتناسب مع الإمكانات التعليمية المتوفرة في مدارسنا.
الجميع يعلم أن أبناءنا باتوا منشغلين بالكثير من الأمور التي أشغلت أذهانهنهم في هذه الأيام من إنترنت وألعاب تكنولوجية متطورة، وذلك يتطلب تطوير المناهج الدراسة تطويرا يتناسب والتكنولوجيا الحالية، وتطويرا لا بد أن يأتي ضمن توافق مختلف الأطراف المعنية بهذا الجانب.
سلمان سالم
العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ