أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس (الاثنين) أنها تعمل على رفع طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2009.

وقال وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي خلال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز التي بدأت أمس في دبي إن الإنتاج الحالي للإمارات يبلغ 2.7 مليون برميل يوميا.

وأشار في تصريحات للصحافيين إلى أن بلاده تملك أكبر خامس احتياطي للغاز في العالم، وتسعى لأن يكون لها دور فعال في منتدى الغاز العالمي.

وقال الهاملي الذي يرأس منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) إن مستوى الإنتاج الحالي لدول أوبك العشر يتراوح ما بين 27.5 مليون إلى 28 مليون برميل يوميا .

وأضاف أن المنظمة «ترى أن إمدادات النفط الحالية في السوق كافية». وأعلن الهاملي أن الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك المقرر في سبتمبر/ أيلول المقبل سيبحث آليات التعاون بين الدول الأعضاء، ويناقش حجم إنتاج المنظمة خلال الفترة المقبلة.

وقال إن الدول المنتجة للغاز ستبحث في اجتماعها المقبل في روسيا حجم إنتاجها، وستقوم بتقييمه خلال الخمس سنوات الأخيرة.

ومن جانب آخر أكد رئيس أوبك محمد الهاملي مجددا أمس أن أسواق النفط العالمية لا تعاني من نقص في المعروض لكن المنظمة مستعدة لرفع الإنتاج إذا تطلب الأمر.

وأضاف ردا على سؤال عن انخفاض المخزونات الأميركية والمخاوف من عدم ارتفاع المخزونات بالمستوى المعتاد في الربع الثاني من العام قائلا «المعروض النفطي كاف. السوق لا تعاني من نقص في الإمدادات».

وأضاف «نحن مستعدون لضخ المزيد إذا كانت السوق تحتاج إلى ذلك».

واتفقت أوبك التي تضخ ثلث النفط العالمي على الإبقاء على خفض في إمداداتها بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا في اجتماعها الذي عقد قبل شهر.

وارتفعت أسعار النفط فصعد برنت بنحو عشر دولارات ليسجل نحو 70 دولارا للبرميل. وجرى تداول الخام الأميركي الخفيف بسعر 64 دولارا للبرميل أمس وشهد ارتفاعات أقل بسبب زيادات المخزونات ما زاد الفارق بين الخامين إلى مستوى قياسي اقترب من سبعة دولارات الأسبوع الماضي.

وقال الهاملي إن ارتفاع الفارق بين سعري الخامين القياسيين العالميين يرجع إلى افتقار للسيولة. وأضاف «أعلم أن سعر برنت مرتفع للغاية بسبب نقص السيولة. عادة لا نرى مثل هذا الفارق الكبير بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت». وقال الهاملي إن المنظمة ملتزمة بتأمين الإمدادات والمحافظة على استقرار أسواق النفط العالمية.

وقال الهاملي : «لا يجب أن يكون هناك أي شك بشأن التزام أعضاء أوبك بتأمين الإمدادات بالشكل المعتاد للمستهلكين وبالمحافظة على استقرار السوق».

وقال الهاملي أمام المشاركين في مؤتمر بشأن النفط في دبي «لقد تم إثبات ذلك مرارا وتكرارا خلال الأزمات التي تسببت بها الظروف المناخية القاسية والتوترات الجيوسياسية وانقطاع الإمدادات بسبب أعمال العنف».

إلا أن الهاملي أثار مخاوف تتشارك فيها الدول المنتجة للنفط بشأن «الحاجة لأمن الطلب» على الخام.

وقال في هذا السياق «إن من شأن ذلك أن يعزز تصميم الدول المنتجة على الاستثمار في توسيع قدراتها الإنتاجية مستقبلا. إن النتيجة ستكون تعزيز أمن الطاقة بالنسبة للجميع».

وقال الهاملي إن الأعضاء الـ12 في أوبك قلقة إزاء سياسات تنتهجها دول مستهلكة «تسعى إلى تحويل الاستثمارات عن صناعة النفط أو تظهر تمييزا ضد النفط عبر دعم المحروقات المنافسة».

وأضاف «لا يمكن للدول المنتجة أن تنفق أموالا كثيرة تحتاجها في قطاعات أخرى، من أجل تطوير المنشآت بينما تقول لها الدول المستهلكة أنها تسعى إلى تخفيف اعتمادها على نفط أوبك».

وقالت منظمة أوبك أمس إن إمدادات النفط الخام في الأسواق كافية وخفضت توقعاتها للطلب على نفطها الخام هذا العام رافضة دعوات من بعض الأعضاء لضخ مزيد من النفط.

وفي أحدث تقاريرها الشهرية عن الأوضاع في سوق النفط توقعت المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي أن يبلغ الطلب على نفطها الخام 30.28 مليون برميل يوميا العام 2007 بعد أن كانت تتوقع من قبل طلبا قدره 30.4 مليون برميل يوميا.

وقال التقرير «على النقيض من النقص الحالي في سوق البنزين تبدو العوامل الأساسية المتعلقة بالنفط الخام العالمي متوازنة إلى حد كبير عند مستويات إنتاج أوبك الحالية».

وأضاف «من الواضح نظرا لوفرة إمدادات النفط الخام أن زيادة الإنتاج لن تؤدي إلا إلى زيادة المخزونات من النفط الخام ولن تحل مشكلة النقص في منتجات التكرير».

وارتفعت أسعار النفط الأميركي صباح أمس في الأسواق الآسيوية بشكل طفيف إذ سجل خام غرب تكساس المتوسط 63.82 دولارا للبرميل بزيادة قدرها 19 سنتا عن سعر الإقفال يوم الجمعة الماضي.

في الوقت نفسه سجل خام مزيج برنت صباح اليوم 68.85 دولارا للبرميل بزيادة قدرها 22 سنتا عن سعر الإقفال يوم الجمعة الماضي.

وكان الانخفاض الكبير في المخزون الاحتياطي من البنزين في الولايات المتحدة قد أدى إلى ارتفاع أسعار خام غرب تكساس المتوسط أثناء التعامل يوم الجمعة الماضي إلى 64.50 دولارا للبرميل وهو أعلى معدل خلال العام الجاري. من ناحية أخرى أدت الرغبة في جني أرباح عن طريق المضاربة إلى انخفاض سعر البرميل إلى أقل من 64 دولارا.