العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ

غرف لعزل مرضى «انفلونزا الطيور» في 22 مركزا صحيا

كلفة الواحدة منها تصل إلى 6 آلاف دينار

كشف رئيس الخدمات الطبية في الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة عبدالحسين العجمي أن العمل جارٍ حاليا على إنشاء غرفة عزل واحدة في المراكز الصحية البالغ عددها 22 مركزا وعيادة المطار لمعاينة أية حالة يشتبه في إصابتها بأنفلونزا الطيور، وأضاف أن الكلفة الإنشائية لكل غرفة تصل إلى 6 آلاف دينار، مؤكدا استمرار المملكة في توفير البنية الأساسية لمواجهة أي طارئ.

275 طبيبا للتعامل مع المرض

وأوضح العجمي في تصريح خاص بـ «الوسط» أن هناك اشتراطات خاصة لغرف العزل، منها أن تكون منزوية معزولة عن غرف فحص المرضى وقاعة الانتظار لحماية المرضى الآخرين المترددين على المركز الصحي، مضيفا «بدأنا منذ العام الماضي ومازلنا مستمرين في تدريب الطاقم الطبي لمواجهة انفلونزا الطيور، فلدينا في الرعاية الصحية الأولية 275 طبيبا معظمهم درّبوا على كيفية تشخيص الحالات والتعامل معها ومتى يتم تحويلها لمجمع السلمانية الطبي، كما أن لكل مركز صحي خطة خاصة به وهي جاهزة لتدخل حيز التنفيذ إذا ما تطلبت الظروف، والمملكة حاليا آمنة ولم يعلن وصول المرض إليها، إلا أننا ماضون في خطواتنا الاحترازية».

الكادر الطبي جريءعلى رغم تعرّضه للإصابة

وقال رئيس الخدمات الطبية إن الوزارة أصدرت في نهاية مارس/ آذار الماضي تعميما للأطباء للتذكير بكيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها، وتم فتح خط ساخن للتواصل بين أفراد الكادر الطبي، وأقيمت حملات تدريبية لكوادر الصحة وهي مستمرة ليكون الأطباء والممرضون على دراية تامة بالمرض ويتمكنوا من تمييز الحالات المشتبه بها والتفريق بينها وبين الأنفلونزا العادية، فلابد أن يكون المشتبه بإصابته مخالطا للطيور والطيور النافقة أيضا.

ولدى سؤاله عما إذا كان يضمن جرأة الطاقم الطبي في معاينة الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض أجاب بأن «الطاقم الطبي معرض للإصابة بمختلف الأمراض بحكم عمله، وهم جريئون ومهيأون للتعامل مع هذه الحالات، ونحن نتبع الإرشادات الدولية التي توصي بها المنظمات المعتمدة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية للتعامل معها».

تحويل الحالات لجناح 13 بالسلمانية

من جهتها قالت رئيسة الخدمات التمريضية في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة بوزارة الصحة سهام الراشد إنه وبحسب الخطة الموضوعة للمراكز الصحية من قبل الوزارة فإن غرف العزل في المراكز الصحية ستكون للحالات المشتبه بإصابتها بأنفلونزا الطيور، وكل حالة تراجع المركز وتجتمع فيها الأعراض التي حددتها الخطة تدخل غرفة العزل فورا، والأعراض هي ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية والتهاب الحلق وألم الجسم والاتصال مع الطيور في المنزل أو غيره واتصاله بطيور نافقة، موضحة أنه لا يظل المريض في غرفة العزل بالمركز الصحي أكثر من ساعة حتى يجري له الأطباء خلالها ما يلزم ومن ثم يتم الاتصال بالإسعاف على الرقم 999 لينقل المريض إلى جناح 13 المخصص للعزل بمجمع السلمانية الطبي لتعمل له الفحوصات اللازمة مثل فحوصات الدم ويعطى الأدوية اللازمة الخاصة بعلاج المرض.

توفير الملابس الواقية والأقنعة للمراكز

وأوضحت الراشد أنه تم تفعيل بنود خطة مواجهة أنفلونزا الطيور وعمل طلبية كبيرة لتزويد جميع المراكز الصحية بالملابس الواقية والأقنعة والقفازات، وهناك كميات كافية منها حاليا، أما غرف العزل في المراكز الصحية فستكون كل منها مزودة بكل الأدوات اللازمة لاستقبال وفحص الحالات المشتبه في إصابتها بأنفلونزا الطيور مثل مختلف أدوات الفحص وجهاز الضغط وجهاز فحص الأذن والعيون والقفازات الخاصة والملابس الواقية وأغطية الرأس والمادة الخاص لغسل الأيدي وتعقيمها قبل وبعد فحص المريض، ويجب أن يلتزم الطبيب أو الممرض الذي سيدخل الغرفة بالاحتياطات الدولية المنصوص عليها في الخطة المتمثلة في لبس الملابس الواقية والكمامات والقناع والقفاز والغطاء الخاص بالحذاء، وبعد أن ينتهوا من توفير الرعاية الصحية اللازمة للمريض توضع هذه الملابس والأقنعة التي استعملوها في كيس خاص للتخلص منها حتى لا تكون مصدرا لنقل العدوى.

حملة تثقيفية كبيرة

وبينت رئيسة التمريض في الرعاية الأولية أن تم البدء في وضع الخطط المتعلقة بمواجهة أنفلونزا الطيور منذ العام 2005 من خلال وضع خطة على مستوى الإدارات تضم خطة للرعاية الصحية الأولية (المراكز الصحية) وخطة أخرى للرعاية الصحية الثانوية (مجمع السلمانية الطبي)، وقد اشتملت على كيفية تعامل هذه الجهات مع الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض، كما تقوم كل من ممرضات الصحة المدرسية وممرضات صحة المجتمع وقسم التثقيف الصحي بدور تثقيفي كبير إزاء طلاب المدارس ومختلف أفراد المجتمع من خلال المحاضرات وورش العمل.

وأضافت أنه إذا أخذ المريض موعدا بالهاتف لمراجعة المركز الصحي فيمكن أن يذكر الأعراض التي يعاني منها، فإذا كانت الأعراض هي ذاتها المذكورة سلفا فيتم توجيهه لدخول غرفة العزل فور وصوله للمركز، وإذا لم يكن قد أخذ موعد لمراجعة المركز ستحوله ممرضة التصنيف إلى غرفة العزل إذا تأكدت من توافر جميع الأعراض فيه، وما يبعث على التفاؤل هو وعي الناس.

الموسوي: تجريب الخطط واستمرار تقييمها

على الصعيد نفسه قالت رئيسة قسم مكافحة الأمراض بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة منى الموسوي إن كل قسم في وزارة الصحة جرب آليات تنفيذ الخطط التي وضعها لمواجهة أنفلونزا الطيور وإجراءاتها لمحاولة تطويرها لتكون جاهزة للتنفيذ بحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى التقييم المستمر لكل الخطط الموضوعة. أما الأقنعة والأدوات التي سيستخدمها الكادر الطبي في حالة حدوث الجائحة فهي موجودة في المخازن وجاهزة للاستعمال وهناك خطة لكيفية توزيعها على مختلف مراكز ومستشفيات الوزارة، وأشارت إلى أن دور وزارة الصحة يبدأ بعد دور وزارة شئون البلديات والزراعة المعنية بالصحة الحيوانية.

«الثروة الحيوانية» مستعدة أيضا

من جانبه أكد مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة شئون البلديات والزراعة سلمان عبدالنبي استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية وتنفيذ القرارات الوزارية الصادرة في الفترة الأخيرة بشأن منع استيراد الطيور الحية البرية والمائية من جميع دول العالم ومنع استيراد الطيور الحية من الدول المصابة حسبما توصي به المنظمة الدولية للثروة الحيوانية، وأشار إلى أنها قرارات مهمة تطبق على المنافذ خاصة فيما يتعلق بالإرساليات الواردة إلى المملكة.

وقال عبدالنبي «تقوم فرق العمل الميدانية بالبحث والتقصي للطيور المهاجرة التي تأتي للمملكة والتأكد من سلامتها عن طريق أخذ عينات عشوائية من جميع المناطق وإرسالها للمختبر، وإلى الآن لم يتضح وجود أي إصابة بأنفلونزا الطيور، وهناك فرقة أخرى تعني بمزارع الدواجن ومربي الطيور وتقوم برش المزارع والتأكد من سلامة الطيور فيها»، ولفت إلى أن «الوضع في مزارع البحرين حاليا مطمئن وقد أفادت النتائج بسلامتها، وهناك فرقة تتعاون مع العاملين في محمية العرين لرصد الطيور المهاجرة والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال».

وأشار إلى أن «هناك احتياطات شاملة يستعملها العاملون الميدانيون مع الطيور مثل الملابس الواقية والأقنعة والواقي الخاص بالوجه والرجلين والأيدي، وكل ما يعتمد دوليا من احتياطات لمنع انتقال العدوى للعاملين في هذا القطاع»، ولفت إلى أن فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة يقللان من نشاط فيروس المرض بشكل كبير ويقلل المخاوف بشأنه.

العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً