ذكر خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس أن لا مانع من الاستعانة بالحساب الفلكي في تحديد وقت ومكان الهلال لتسهيل الرؤية، ولكن لا يستغنى عن الرؤية الشرعية في ذلك.
وقال: إن «الأصل (في رؤية الهلال) هو الاعتماد على الرؤية لأنها في مقدور كل الناس عالمهم وجاهلهم، أما الحساب الفلكي فلا يتقنه إلا نفر يسير وقليل، ومع ذلك فلا نرفض الحساب الفلكي ولا نستغني عن الرؤية الشرعية».
ودعا إلى الاستعانة بالحساب الفلكي الدقيق المبني على الخبرة والدراية، لتحديد وقت ومكان الهلال لتسهيل الرؤية.
وتطرق إلى شهر رمضان المبارك الذي يهل قريبا على المسلمين فرحب بقدومه، ودعا إلى اغتنام الفرصة فيه لتحقيق التقوى في القلوب والأقوال والأعمال.
وقال: «إن الحكمة الجامعة من تشريع الصيام بيّنها الله عز وجل في قوله «لعلكم تتقون» (البقرة: 183)، فقد فُرض علينا الصيام لغاية كبرى ولمقصد أسمى ألا وهو تحقيق التقوى في قلوبنا وأقوالنا وأعمالنا. ومن حقق التقوى وقى نفسه من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة».
ودعا إلى أن يكون الصيام لله، «لا أن يكون موافقة لمن حولك،ولا أن يكون بنية التخفيف والرجيم والفائدة البدنية، بل لتحقيق التقوى كما تقدم، فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى».
وأضاف «إذ كان تحصيل التقوى هو الأثر الباطن لإقامة فريضة الصيام، فإن حسن الخلق هو الأثر الظاهر للصيام الذي يروض النفوس ويهذبها ويصلحها، فيكون الصائم رحيما صابرا صادقا متواضعا، كريما في أقواله وأفعاله وسائر صفاته».
وبين فوائد الصيام وبركة رمضان، فذكر قول النبي (ص): «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجلّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم».
وأوضح مسألة مستنبطة من هذا الحديث ألا وهي مشروعية التهنئة بقدوم شهر رمضان قال العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان.
وبين أن من فوائد شهر رمضان تكفير الذنوب، مستشهدا بقوله (ص): «الصلوات الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ الى رمضانَ مكفراتٌ لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».
كما استشهد بقوله (ص) «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، و»من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، و»من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»
ثم تطرق مطر إلى إلى فوائدَ الصيام الصحية للإنسان، وخصوصا إذا اتَّبع الصائمُ النهجَ السليمَ في صيامه، وذلك من ناحية الاعتدال في المطعم والمشرب، وقال: «ذكر أهل الاختصاص من الأطباء المسلمين وغير المسلمين، أن الصيام مفيد في علاج أمراض المعدة والدم والجهاز العصبي وغيرها، وهو مفيد في تجديد القوى وتصفية الجسم وتخليصه من السموم والفضلات المضرة الناتجة من الأغذية والأدوية، وهناك أطباء كثر في البلاد الغربية يعالجون مرضاهم بالصيام بل تم إنشاء المصحات التي تعالج الأمراض المستعصية بالصيام.
العدد 2535 - الجمعة 14 أغسطس 2009م الموافق 22 شعبان 1430هـ