أعلن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس (الجمعة) في مؤتمر صحافي في شيكاغو أن «أول إجراء» سيتخذه بصفته رئيسا للولايات المتحدة سيكون وضع خطة للنهوض الاقتصادي.
وأوضح أوباما «نواجه أكبر تحدٍ اقتصادي في حياتنا وسيكون علينا أن نتحرك بسرعة لحله». مضيفا «سنحتاج إلى إقرار حزمة حوافز سواء قبل أو بعد تولي الرئاسة (...) أريد أن أرى حزمة حوافز عاجلا وليس آجلا». ووعد أوباما بمساعدة قطاع صناعة السيارات على مواجهة التراجع الحاد في مبيعات الشركات الثلاث الكبرى في مجال صناعة السيارات.
وبشأن تشكيل الإدارة الجديدة، قال إنه يتحرك بكل سرعة متروية لشغل المناصب الحكومية في إدارته ويتوقع أن يعلن الأسماء خلال أسابيع.
وبشأن الرد على رسالة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قال: «سأدرس الرسالة وأرد عليها الرد المناسب». لكنه قال إن الأسلوب الأميركي تجاه إيران لا يمكن أن يتم دون ترو، وقال: «أعتقد أنه يجب أن نفكر في الأمر».
واشنطن - رويترز، أف ب
قال الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس (الجمعة) إن الولايات المتحدة تجابه أحد أكبر تحدياتها الاقتصادية وتعهد بمواجهة الأزمة مباشرة عقب توليه المنصب في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال الرئيس المنتخب في أول مؤتمر صحافي له عقده في شيكاغو عقب اجتماع مع مستشاريه الاقتصاديين: «فور تسلمي مهامي الرئاسية سأتصدى مباشرة للأزمة الاقتصادية عبر اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد من أزمة الائتمان ومساعدة أسر العمال وإعادة النمو والازدهار». وأكد «سنحتاج إلى إقرار حزمة حوافز سواء قبل أو بعد تولي الرئاسة (...) أريد أن أرى حزمة حوافز عاجلا وليس آجلا».
وقال: «نواجه أكبر تحدٍ اقتصادي في حياتنا وسيكون علينا أن نتحرك بسرعة لحله».
وأشار أوباما إلى أحدث البيانات الاقتصادية والتي تظهر خسائر كبيرة في الوظائف وزيادة في البطالة.
ووعد أوباما بمساعدة قطاع صناعة السيارات على مواجهة الانخفاض الحاد في مبيعات الشركات الثلاث الكبرى في مجال صناعة السيارات.
وكانت أكبر ثلاث شركات أميركية لصناعة السيارات هي فورد وجنرال موتورز وكرايزلر أعلنت عن خسائر كبيرة.
من جانب آخر، قال أوباما إنه يتحرك بكل سرعة متروية لشغل المناصب الحكومية في إدارته ويتوقع أن يعلن الأسماء خلال أسابيع.
وأوضح «عندما يكون لدينا شيء نعلنه بشأن تعيينات الحكومة فإننا سنفعل ذلك». وأضاف «إنني أريد أن أتحرك بكل سرعة متروية لكنني أريد أن أؤكد على التروي مع السرعة».
وبشأن الملف النووي، قال أوباما: «أعتقد أن صنع إيران للسلاح النووي أمر لا يمكن قبوله، وعلينا أن ننظم جهدا دوليا لمنع حدوث ذلك».
وأضاف الرئيس الأميركي المنتخب أن «إيران تدعم منظمات إرهابية وأعتقد أنه شيء يجب أن يتوقف».
كما أكد أوباما أنه تلقى رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقال: «سأدرس الرسالة وأرد عليها الرد المناسب». لكنه قال إن الأسلوب الأميركي تجاه إيران لا يمكن أن يتم دون ترو، وقال: «أعتقد أنه يجب أن نفكر في الأمر».
وشكل أوباما فريقا اقتصاديا انتقاليا يضم 17 فردا لإعطائه المشورة في اختيار الفريق الدائم الذي سيعمل معه في البيت الأبيض وكيفية الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية.
ويضم الفريق الانتقالي الاقتصادي وزيري الخزانة السابقين روبرت روبين ولورانس سمرز ووزير العمل السابق روبرت ريتش ورئيس شركة جوجل اريك شميت ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) السابق بول فولكر والملياردير وارن بافت.
إلى ذلك دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أمس الولايات المتحدة إلى عدم التخلي عن احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.
وفي ختام لقاء في القدس مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قال باراك للصحافيين «إن ما نفكر فيه، قلناه... لا نستبعد أي خيار. ونوصي الآخرين بعدم استبعاد أي خيار». وأضاف الوزير الإسرائيلي: «إننا مقتنعون بأن إيران تواصل العمل للحصول على سلاح نووي وتواصل خداع العالم عبر إجرائها مفاوضات حول مراقبة هذا السلاح».
وفي المقابل دعا الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أمس الرئيس الأميركي المنتخب إلى»إعادة تأهيل» الصورة الدولية لأميركا وإزالة عدم الثقة الدولية المتزايدة ببلده.
من جانبها أعلنت سورية أمس أن يدها «ممدودة « للإدارة الأميركية الجديدة، وأنها تنتظر يد الرئيس المنتخب أوباما. كما عبر رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي تواجه حكومته عقوبات من قبل واشنطن عن استعداده للعمل مع الرئيس الأميركي المنتخب حديثا لتحسين العلاقات.
واشنطن -أف ب
كان الأمين العام للبيت الأبيض من أبلغ الرئيس جورج بوش في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في مدرسة ابتدائية في فلوريدا بأن الولايات المتحدة تعرضت لأسوأ هجمات على أرضها في تاريخها.
وكان الأمين العام للبيت الأبيض آنذاك اندرو كارد وقد حل محله العام 2006 جوش بولتن في منصب لا يعتبر في الواجهة الإعلامية غير أنه بالغ الأهمية إلى حد أنه شبه بمنصب رئيس للوزراء.
وليس افتتاح الرئيس المنتخب باراك أوباما التعيينات في إدارته المقبلة بهذا المنصب سوى دليل إضافي على أهمية هذا المنصب المحورية.
وتتفاوت امتيازات الأمين العام للبيت الأبيض بحسب ما ينوطه به الرئيس من صلاحيات وما يتمتع به الشخص المعين نفسه من مواصفات. غير أن أحد أعضاء الإدارة الحالية أشار إلى أن الحادي عشر من سبتمبر 2001 هو المثال الأكبر على السلطة الفريدة المنوطة بهذا المنصب للوصول إلى الرئيس.
وقال المسئول طالبا عدم كشف اسمه «إنه يتمتع في هذه الإدارة بما يدعى امتياز الوصول» إلى الرئيس موضحا «هذا يعني أنه كلما احتاج إلى مقابلة الرئيس، يمكنه الاتصال بمكتب أمانته وترتيب موعد لم يكن على جدول الأعمال». وأضاف أن عدد الذين يتمتعون بمثل هذا الامتياز «لا يتعدى عشرة أشخاص وربما أقل».
وتعاقبت شخصيات متعددة الآفاق والمواصفات في هذا المنصب بينها وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد ونائب الرئيس الحالي ديك تشيني ويتراوح دور الأمين العام بين تقديم المشورة للرئيس والحرص على غذائه وصحته.
وقال المتحدث باسم الإدارة الحالية كارلتون كارول إن «الأمين العام يلعب دورا بالغ الأهمية في ما يتعلق بالإشراف على فريق البيت الأبيض وعلى الإدارة والسهر على حصول (الرئيس) على المعلومات والنصائح التي يحتاج إليها لاتخاذ القرارات الواجبة».
والأمين العام الحالي يتحكم بجدول أعمال الرئيس ويقرر من يقابل الرئيس ويشرف على إعلام البيت الأبيض، كما يلعب دورا في تحديد السياسات الواجب اتباعها، وقد عين له لهذا الغرض مساعد مكلف تحديدا وضع هذه السياسات.
وصلاحيات الأمين العام تمضي أبعد من ذلك وقد ألمح عضو في الإدارة طلب عدم كشف اسمه إلى أن الأمين العام يرتب جدول أعمال الرئيس بحيث يتيح له وقتا لممارسة هوايته وهي ركوب الدراجة الهوائية.
ويبقى أن هذا المنصب هو الذي يتطلب أكبر قدر من الطاقة والوقت بين جميع مناصب الإدارة الأميركية وقال عضو الإدارة إنه في الفترة الانتقالية كالفترة الحالية يلعب الأمين العام «دورا أساسيا في اختيار المعاونين وتنظيم البيت الأبيض وتشكيل الإدارة».
القاهرة - جوناثان رايت
يقول محللون ودبلوماسيون إن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما القادمة ستتبنى نغمة جديدة تلقى ترحيبا مبكرا في الشرق الأوسط تدعو للحوار والالتزام بتحرك متعدد الأطراف.
ولكن حدوث تغير حقيقي في السياسة الأميركية في المنطقة سيتطلب شهورا إن لم يكن سنوات، حيث يتلمس أوباما طريقه وسط صراعات معقدة تسببت فيها إدارة الرئيس جورج بوش التي تخرج من السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، أو سمحت لها أن تحتدم.
ويقول المحللون والدبلوماسيون إنه في حين ترى الحكومات العربية أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو المصدر الأساسي الأكثر خطورة لعدم الاستقرار إلا أنه من المرجح أن تضعه إدارة أوباما في ذيل أولوياتها بعد العراق وإيران على سبيل المثال.
وسيأتي الشرق الأوسط كله بعد مشاغل أوباما الأكثر إلحاحا في الداخل والتي تتمثل في تحفيز الاقتصاد والخروج من مأزق الديون المتعثرة التي ساعدت على التسبب في أسوأ أزمة مالية عالمية في 80 عاما.
ويقول عز الدين شكري فيشر من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات وهي مركز أبحاث مقره بروكسل: «يجب على الناس (في الشرق الأوسط) الاعتدال في توقعاتهم...إذا كانت توقعاتك هي التغيير الكامل فأنت تجهز نفسك لخيبة أمل».
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة وليد قزيها إن طفولة أوباما غير العادية... فهو من أب أفريقي وعاش في إندونيسيا... ستجعله أكثر تجاوبا مع المشاغل التي تشغل غير الأميركيين. وتابع قائلا «الأرجح أن أسلوبه سيكون أكثر إنسانية. وبينما كان (المرشح الجمهوري للرئاسة جون) ماكين متوترا وصداميا فإن أوباما أكثر انفتاحا».
وقال الأستاذ الجامعي المغربي مهدي المنجرة: «يمكننا أن ننظر إلى (انتخاب أوباما) كتطور مؤكد لصالح السلام كهدف للبشرية كلها من دون تمييز على أساس العنصر أو الدين». لكنه استطرد قائلا «ولكن يجب ألا نتوهم ونتوقع حدوث تغيير مؤثر في خطوة واحدة».
وقال مدير مركز الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي في بيروت بول سالم إن أوباما كأول رئيس أميركي أسود أحدث «تحولا ثقافيا رمزيا أوليا». وتابع قائلا: «العلاقة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة التي تحولت إلى علاقة كريهة ومتوترة للغاية والتي تغيرت لمجرد أن يكون لدينا شخص مثل أوباما في طريقه إلى البيت الأبيض». لكنه أضاف «فيما يتعلق بالسياسات الفعلية... لن تكون التغييرات سريعة جدا على الأرجح». وخلال حملة الانتخابات الرئاسية التي استمرت 21 شهرا لم يقدم أوباما سوى التزامات قليلة جدا فيما يتعلق بالشرق الأوسط بخلاف وعد بتقليص القوات الأميركية الموجودة في العراق وعرض حوار من دون شروط مسبقة مع إيران وسورية.
وفي مناظراته الثلاث التي أجراها أثناء الحملة مع ماكين لم يسأله أحد قط عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي كان قضية رئيسية في السياسة الخارجية الأميركية لكل من جيمي كارتر وبيل كلينتون الرئيسين الديمقراطيين السابقين.
لكن من بين مستشاريه السياسيين دينيس روس الوسيط الرئيسي في الشرق الأوسط في عهد كلينتون والذي اعتبره الجانب الفلسطيني في محادثات السلام مواليا لـ»إسرائيل» بشكل مفرط. كما لا تلقي الحياة السياسية المبكرة لأوباما كثيرا من الضوء على توجهاته إزاء صراعات الشرق الأوسط.
لكن كانت لدى أوباما كناشط يساري في شيكاغو صلات بشخصيتين بارزتين في الجالية الأميركية الفلسطينية هما أستاذ الأدب المقارن الراحل إدوارد سعيد والمؤرخ رشيد الخالدي. وهذا أمر غير مألوف بالنسبة لسياسي أميركي. ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز في أبريل/ نيسان الماضي عن أوباما قوله إن محادثاته مع هاتين الشخصيتين الأكاديميتين كانت «تذكرني دوما بنقاطي المعتمة وتحيزاتي الخاصة». وقال قزيها «أظن أن الرجل (أوباما) يدرك في أعماقه بينه وبين نفسه أن هناك قدرا من الظلم. أناس مثل رشيد (الخالدي) ساعدوه على أن يرى النور». وأضاف «لكنه أيضا سياسي من الدرجة الأولى ولن يحرق قاعدته السياسية من أجل الدفاع عن قضية عادلة. سيتعين عليه أن يتطلع إلى فترة ولايته الثانية وإلى من يؤيده داخل الولايات المتحدة».
وقال المحللون إن موقفه في المحادثات مع العراقيين بشأن الانسحاب الأميركي قد يتناغم إلى حد ما مع تطلعات الحكومة العراقية التي تطالب بانسحاب على مدى زمني أطول قليلا.
وفيما يتعلق بالمحادثات مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل سيواجه أوباما المعضلة نفسها التي واجهتها إدارة بوش التي فشلت في إقناع الإيرانيين بوقف أنشطتهم لتخصيب اليورانيوم.
وقال سالم من مؤسسة كارنيجي: «فيما يتعلق بإيران فمن المؤكد أنهم سينتظرون الانتخابات الإيرانية في يونيو/حزيران 2009. لا اعتقد أنهم سيفكرون في أي شيء قبل ذلك».
ومن المرجح أن تجمد المفاوضات الجادة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الأقل إلى أن تجرى الانتخابات الإسرائيلية في فبراير/ شباط المقبل والمحادثات التي ستليها لتشكيل حكومة ائتلافية وهو ما قد يستغرق شهورا. والمسرح الفلسطيني مفتت هو الآخر حيث تلوح انتخابات رئاسية وبرلمانية.
العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ