«تحسين أوضاع العمال جزء من المشروع الإصلاحي»، عبارة ألقاها جلالة الملك في خطبته بمناسبة عيد العمال العام الماضي، ولربما اعتبرها العمال بارقة أمل في تعديل جزء من أوضاعهم المعيشية، أو إحدى المكرمات التي يأملون الحصول عليها في عيدهم العمالي العالمي.
وأصرّ جلالة الملك في كلمته على أن يتم منح العمال البحرينيين بالشركات التي تساهم فيها الحكومة نسبة من حصتها في الأرباح السنوية الموزعة، وقال جلالته إن لديه الإصرار والعزم الكبيرين على ذلك من خلال استخدام كل الطاقات المتاحة، وأنه لابد من تطوير القوانين لينال كل ذي حق حقه في عصر تقلصت فيه الاعتبارات الأيديولوجية، إذ إن كفاءة العامل وعطاءه أبعد وأعمق من الشعارات الحزبية، مُحفزا النقابات المهنية على أن تسعى لتحسين أوضاع أعضائها بعيدا عن التيارات السياسية، باعتبار أن العمال من أهم قطاعات المجتمع المدني الذين يجب العمل على تحسين دخولهم ودفعهم نحو الالتحاق بالطبقة الوسطى.
ومن جانبهم، كانت للعمال كلمة خاصة، فرحوا واستبشروا خيرا، وتوقعوا أن يكون العيد في هذا العام عيدين، الأول عيد العمال... والثاني عيد مكرمة جلالته بشأن توزيع الأرباح، وكانت «الوسط» التقت بعدد من العمال والموظفين، وسجلت آراءهم وكلماتهم بهذا الصدد.
رئيس نقابة المضيفين الجويين صادق الدرازي قال «بعض الهيئات شبه الحكومية أعطت (البونس) لموظفيها ما يفرح العامل، إذ يمثل أقل ما يقدم، وكنا نتمنى أن تكون النسبة الموزعة على هيئة أسهم في الشركة تمنح للعامل، لأن ذلك يزيد من مستوى إنتاج الشركة نظرا لتحس أوضاع العاملين فيها»، موضحا أن «خطوة جلالة الملك المذكورة تعتبر متقدمة من نوعها وممتازة، لأنه لو ناضل العمال على تحقيق مكسب كذلك لاستغرقوا فترة طويلة، بينما اختصر الملك مشوارا كبيرا في ذلك. يتطلب الأمر من إدارات الشركة أن تقدر هذا الموضوع لتفعيل القرار حال أقرّه جلالة الملك، الذي سيحسن من وضع العامل الاجتماعي والاقتصادي ويساعد على تشجيعه وبقائه فيها».
وأضاف موظف قسم الصيانة بهيئة البحرين للمؤتمرات والمعارض أحمد العلوي أن «أهم الإنجازات التي أوصلت البحرين لمستويات تنافس دول العالم على كل الأصعدة جاءت نتيجة سواعد العمال البحرينيين التي لا تتلكأ في خدمة الوطن، ولا يستبعد عن جلالة الملك أن يصدر مكرمة ملكية بشان توزيع نسبة على العاملين، لأنه على علم كافٍ بمكانة العمال في رقيّ المملكة»، منوها إلى أن «آلية التوزيع يجب أن تقتصر على العمال والموظفين ذوي الدرجات الدنيا، باعتبار أن مناسبة عيد العمال تقتصر على العاملين فقط».
أما محمد الجمري الموظف بشركة البحرين للألمنيوم (ألبا) فقال إن «ما جاء به جلالة الملك حلم راود كل عامل بأن تكون له أرباح مادية تسهم في إعطائه دافعا للإخلاص للشركة وبالتالي الإخلاص للمملكة، ونحن كعمال نتمنى أن يتحقق ذلك، وأن تكون لدينا أسهم في الشركة أيضا»، مضيفا «بشأن ما يتعلق بآلية التطبيق فإن هناك نوعين من أنواع توزيع الأرباح؛ النوع الأول هو تحديد سقف توزيع الأرباح (البونس)، أما النوع الثاني فهو بصرف راتب إلى ثلاثة رواتب لكل عامل بحسب راتبه الشهري».
من جانبه قال موظف الأمن بإحدى شركات الخدمات الأمنية عبدالرضا الشعلة قائلا: «هناك أنباء عن تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وأتوقع أن تكون هناك مكرمة ملكية بهذا الشأن باعتبار أنها ستساعد أصحاب الرواتب الضعيفة»، مشيرا إلى أن «النسبة يجب أن توزع على العمال والموظفين الذين تكون رواتبهم أقل من 400 دينار؛ لأن العمال الذين تقلّ رواتبهم عن ذلك المبلغ بالكاد يكفيهم المعاش إلى نهاية الشهر».
العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ