في حديث له مع «الوسط» قال مستشار اتحاد الأسرى والمعتقلين العراقيين عبدالجبار العزاوي انه لم يتعمد من عرضه للفيلم التسجيلي أثناء استراحة المؤتمر القومي العربي أية إثارة طائفية، مؤكدا في الوقت نفسه أن المسألة انتهت بسلام بينه وبين المعترضين على الفيلم.
من جانب آخر ذكر العزاوي أنه تقدم برسالة مفصلة إلى جلالة ملك البحرين لطلب الدعم والمساندة للجنة التي يديرها في العراق للبر والإحسان والتي تعاني من مشكلات مالية حاليا، لافتا إلى أن المؤتمرات القومية العربية على رغم الانتقادات حول ما تحققه إلا أنها متحركة وغير ساكنة والدليل توافقه مع أفكار المؤتمر القومي الإسلامي أخيرا.
مشادة الفيلم التسجيلي
وكان العزاوي هو الذي قام بإعداد المادة الفيلمية التي عرضت في استراحة المؤتمر ظهر أمس وتسببت في مشادة قوية بين أطراف عراقية. وجاءت المشادة بعد عرض الفيلم التسجيلي مباشرة والذي كان يقدم مشاهد حقيقية لمعاناة العراقيين مذيلة بجمل مثل «هذا ما يعانيه أهل السنة في العراق»، فما كان من بعض الحضور إلا أن أبدوا اعتراضهم الشديد على عرض الفيلم، الأمر الذي أدى إلى مشادة قوية لم تنته إلا بتدخل أطراف للتهدئة.
وفي هذا الصدد قال العزاوي «لم أكن أريد من خلال المادة الفيلمية أن أطرح أي وجهة نظر أو فكرة طائفية، وكان وجه الاعتراض بأكمله بشأن العبارات التي ذيلت الشريط التسجيلي وليس بشأن فحوى المادة الفيلمية. ولطالما رفضت أن أتعامل مع التوصيفات المذهبية والتي سعيت لإلغائها لأن المحتل هو الذي يريد أن يفرضها علينا، ولطالما حاولت تعزيز فكرة أننا جميعا مواطنون عراقيون».
وأضاف العزاوي ان «الشارع حاليا محتقن من كلمتي سني وشيعي، ويشعر بحساسيتها، وهي التي تسعى لتوسيع الشق بين الصفين وتثير الحساسية بين الأطراف، وأعتقد أن هذا كان السبب الرئيسي في الثورة ضد الفيلم».
وأكد أن الفيلم عرض لقطات حقيقية من معاناة العراقيين وذيلها بعبارة أنها معاناة أهل السنة في العراق لأنها واقع. كما عرض لقطات عن استقبال أفراد عراقيين للاحتلال بمظاهر الفرح ولم يذيلها بأي توصيف، مضيفا «لو ذكرت مثلا في لقطة العراقيين الذين أبدوا مظاهر الفرح في استقبال الاحتلال أنهم من طائفة معينة، فستكون الثورة ضدي عندئذ منطقية، لكنني تعمدت ألا أنحاز لأي فئة».
وعن المشادة التي حصلت بالأمس أكد العزاوي أنها انتهت على صلح بينه وبين الشخص الذي اعترض على الفيلم، مشيرا إلى أنه بدأ يصرخ وفقد أعصابه، لكنه ندم على ذلك لاحقا واعتذر على ما بدر منه.
الحساسية المذهبية هي السبب في الإثارة
وعن تبريره للمشادة التي حصلت قال العزاوي ان حساسية الأسماء في الفترة الحالية حساسة جدا بالنسبة الى الألفاظ المتعلقة بالمذهبية، مؤكداُ أن الأمين العام للمؤتمر خالد السفياني كان محقا باعتراضه على الفيلم لأنه يريد للمؤتمر النجاح والجماهيرية.
وأضاف «من حق أي فرد في المؤتمر أن يعترض على عرض الفيلم ويبدي أية ملاحظات يراها، حقا أنني كنت أتمنى لو طرحت الملاحظات بشيء من التحضر والدراية الكاملة عن المادة الفيلمية وهدفها، لكنني لا أمتلك أن أحجر على الأفراد أن يبدو آراءهم».
وكان السفياني ذكر في حديث سابق له مع «الوسط» أن الفيلم - مثار الجدل - عرض من دون علم الأمانة العامة للمؤتمر ومن دون دراية لمحتواه، وهو ما برره العزاوي بقوله «لقد أثارني في الحقيقة عرض فيلم الضمير العربي عاطفيا وشعرت برغبة في عرض الفيلم الذي كان بحوزتي، كانت نيتي صافية ولم أكن أقصد أية إساءة، حتى أنني لم أتعمد أن أعرض الفيلم في هذا الوقت، ولذلك لم أعرضه على الأمانة العامة مسبقا، وتوقعت ألا يكون مثيرا للجدل وخصوصا أنه عرض في وقت الاستراحة».
كما أن السفياني كان مسئولا بدوره عن معرض للصور قدم على هامش المؤتمر والتي عرضت لقطات من معاناة الشعب العراقي المختلفة، وفي هذا الصدد أكد أنه عرض الصور التي قرر عرضها جميعا على الأمانة العامة واستجاب لكل الملاحظات التي أبداها الأمين العام للمؤتمر فاستبعد الصور التي يمكن أن تكون مثارا للخلاف الطائفي أو المذهبي وتمسك بالصور التي تعبر عن معاناة الشعب العراقي بالكامل.
رسالة قدمها للملك طلبا لدعم لجنة البر والإحسان العراقية
وأكد العزاوي أن هذا المؤتمر يعتبر مكملا للمؤتمرات التي سبقته كما أنه يدرس حال الأمة بكل تداعياتها ووصل إلى قناعات تؤكد ضرورة العمل باتجاه القومية العربية التي تهدف إلى إصلاح الوضع العربي الداخلي والخارجي إلى جانب القوميات الأخرى بحيث يكون هناك تيار قومي يتعايش مع التيارات الأخرى لخدمة الأمة العربية واستنهاضها ودعم القوى التحررية بالاعتماد على أساسات منهجية ثابتة أهمها الحفاظ على الهوية العربية ومبدأ أن المقاومة هي خير وسيلة للدفاع.
وفي رده على سؤال «الوسط» بشأن ما يتردد من «قدم الأطروحات القومية» أكد العزاوي أنه لولا القومية العربية والبعد الفكري للمؤتمر وتجانسه لما كان هناك وجود للفكر الوحدوي، فمن يعمل داخل المؤتمر هم نواة الفكر القومي. وأشار إلى أنه لا يمكن اعتبار الطرح الذي يتعاطاه المؤتمر قديما وخصوصا أنه توافق مع أفكار المؤتمر القومي الإسلامي أخيرا. وأكد أن المؤتمر لا يعتبر حالة جامدة وساكنة ولكنه متجدد وذو بعد واسع يتجه لخدمة الأمة العربية وليست غايته البقاء على حال واحدة ساكنة.
وقال العزاو- وهو سجين سابق في سجن أبوغريب ويعمل حاليا مستشارا في اتحاد الأسرى والمعتقلين السياسيين العراقيين وأمينا عاما لجمعية البر والإحسان للأيتام في العراق - «ما يتعرض له الإنسان العراقي حاليا من ظروف راهنة وانتهاك للحقوق وعمليات قتل مستمرة تتطلب العمل من خلال لجان أهلية لمحاولة إرجاع الحقوق وحفظها، ونطمح من المشاركة في المؤتمرات المختلفة إلى حشد الدعم والمساندة لهذه اللجان الأهلية». وذكر العزاوي أنه وجه رسالة مفصلة إلى جلالة الملك حمد من أجل تقديم دعم مباشر مادي ومعنوي للجنة البر والإحسان التي تعاني من مشكلات مالية.
العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ