كأنه كُتبَ على فريق المحرق أن يظل طوال الموسم ناقص الصفوف لا تكتمل عناصره أبدا، لا يهنأ أبدا بعودة لاعب للتشكيلة الرئيسية بعد انتهاء إيقافه أو شفائه من الإصابة؛ لأن هناك من يعوض هذه المعادلة ويغيب على الفور لتظل المحصلة النهائية نقصا في الصفوف.
هذا هو حال لسان المحرق ومسئوليه ومدربه وهو يستعد للقاء فريق الطلاب التركماني يوم الثلثاء المقبل في الجولة الخامسة من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، فبعد تواصل غياب الثلاثي جيسي جون وفتاي وإسماعيل وجغو جاء الدور هذه المرة على ريكو وحسين سلمان ولا يعرف كيف يفلت المحرق من مشكلة الغيابات ويهرب من براثنها وهي المشكلة الدائمة والمتجددة في صفوف الفريق سواء هو كان راضيا أو مرغما.
وعلى رغم هذه الغيابات الكثيرة فإن المحرق مطالب بتحقيق الفوز ولا سواه وخصوصا إذا ما أراد توسيع دائرة احتمالات تأهله للمرحلة الثانية من البطولة سواء بطلا لهذه المجموعة أو ثانيا عن مجموعة غرب آسيا.
لا تأثير للغيابات
ولو جئنا لتأثير هذه الغيابات على صفوف المحرق، لتأكد لنا أنها لا تعني الكثير وخصوصا أن البديل متوافر بكثرة، فالثلاثي وجغو وجون وفتاي لم يمثلوا الفريق في هذه البطولة ولعبوا القليل من المباريات هذا الموسم مع الفريق، أما بالنسبة إلى البرازيلي ريكو فاللاعب عبدالله الدخيل يستطيع أن يسد الفراغ الذي سيخلفه وهو قادر على فعل ما يفعله ريكو وأيضا غياب حسين سلمان ليس بالمؤثر؛ لأن هناك أكثر من لاعب يجيد اللعب في هذا المركز.
وطبعا تركت هذه الظروف القاسية آثارها على استعدادات الذئاب للقاء الطلاب، ولم يجد مدرب الفريق سلمان شريدة بدا من التركيز على النواحي النفسية للاعبين لمحاولة تقوية عزيمتهم ورفع حالتهم النفسية وتذكيرهم بأن المحرق بمن حضر ينتصر وهو الذي حقق فوزين كاسحين في بطولة كأس الملك أخيرا.
وفي حدود المتاح، حاول الجهاز الفني الاستقرار على أفضل تشكيلة لخوض هذه المباراة تعوض الغيابات، وتحقق للفريق نوعا من التوازن التكتيكي في مواجهة فريق غامض وعلى أرضه التي تعتبر من أهم عقبات التأهل للمحرق.
الموقف العام للفريق وحساباته
وكان من الممكن أن يستريح المحرق ويريح جماهيره ويتأهل لدور الثمانية للبطولة، ولكن التعادل المفاجئ مع الهلال أجل هذا الحسم إلى الجولتين المقبلتين أمام الطلاب التركماني والوحدات الأردني، والأخير أصبح في وضعية أفضل وأقرب للوصول إلى ربع النهائي عن هذه المجموعة وبالنظر إلى الموقف العام للمحرق في هذه المجموعة وفرص تأهله نجد أنه بات في حاجة ماسة لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الطلاب في هذه الجولة والنتيجة الإيجابية التي أعنيها لا تعني إلا الفوز وكذلك في مباراته الأخيرة والتي يستضيف فيها هنا في البحرين فريق الوحدات منافسه على الصدارة وذلك لاعتلاء الصدارة والتأهل كأول المجموعة لأن المركز الثاني ربما لن يؤهله بالنظر إلى باقي المجموعات ورصيد الثواني فيها، هذا المأزق وضعه المحرق لنفسه بعد تعادله المفاجئ في الجولة الماضية ما كلف الفريق فقدانه الصدارة وتسليمها للوحدات بفارق الأهداف.
وتنتظر الجماهير البحرينية عموما والمحرقاوية خصوصا ظهورا جيدا للفريق في هذه المباراة حتى يستعيد وضعيته في مقدمة فرق المجموعة على غرار ما بدأه في هذه البطولة وما تعود عليه محبوه، وهي تدرك صعوبة المهمة لكنها تثق بشدة في نجوم الذيب الذين اعتادوا على تخطي الصعاب وتجاوزوا تجارب مشابهة من قبل، ويعول شريدة في ذلك على تجاوز العقبات المماثلة والمضي بقوة في المشوار الآسيوي حتى محطته الأخيرة، وهو ما جعله ينفذ برنامجا إعداديا استثنائيا خلال الأيام الماضية، مستفيدا من الحالة المعنوية الجيدة التي اعترت الفريق بعد تأهله بجدارة إلى نصف نهائي كأس الملك وحسمه من قبل بطولة الدوري.
العدد 1703 - السبت 05 مايو 2007م الموافق 17 ربيع الثاني 1428هـ