العدد 1708 - الخميس 10 مايو 2007م الموافق 22 ربيع الثاني 1428هـ

اضبط... أبشع صور التعذيب في «بيوت بحرينية»!

المخفي يكاد يكون أخطر بكثير

تعترف رئيس قسم الصحة المدرسية بوزارة الصحة مريم الملا هرمس بأن المخفي من حوادث تعذيب الأطفال في البحرين يكاد يكون أخطر وأبشع بكثير مما يراه الأطباء في المراكز الصحية والعيادات اليوم، في اشارة الى صورة مقلقة تتمثل في قضية تعرض أطفال بحرينيين الى اعتداءات وتعذيب، بعضها من جناة مجهولين، وبعضها الآخر، والأكثر خطورة، من أقرب الناس (الأب والأم!).

ولدى شرطة دائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي الكثير من القصص المخيفة، يدفعهم «الضمير» كما يصف أحدهم، الى البوح بها، تحذيرا من السكوت والصمت المطبق من جانب المجتمع على ما يحدث من وقائع دموية، فأحدهم يشير الى أن أحد الآباء أحضر صبيا وقد احترق صدره وكتفاه وادعى أنه فاجأهم بمحاولة حرق نفسه في الحمام الذي داهموه بغتة لانقاذه، لكن، في التفاصيل ما يشير الى الشكوك في الأب نفسه، في تعريض ابنه لمثل هذه المشكلة.

ويعطي طبيب آخر صورة مؤلمة أخرى، ليدفع في اتجاه اجراء المزيد من الدراسات التي تنتهي بتوصيات «تلقى آذانا صاغية»، ضاربا المثل بالعمل المضني الذي قامت به استشارية الأطفال فضيلة المحروس طوال عقد من الزمن في رصد وضبط ظاهرة التعذيب الجسدي الخفية في المجتمع البحريني، إلا أن المجتمع يبدو منشغلا بالسياسة والاعتصامات «حسب وصف الطبيب» أكثر من فضح الممارسات التي تحدث في البيوت والتي يكون المجرم فيها طرفا، لكن المشتركين أكثر من طرف، هم الذين علموا بالواقعة ومن فعلها وتستروا عليه.

وقال :»لقد وضع أحدهم ابنه في (الغسالة) وادارها؟ هل تصدق هذا الكلام؟ إنه أب مريض نفسيا يصب جام غضبه وفشله في الحياة وسوء أوضاعه على طفل صغير بريء؟ جرب ان تضع ابنك الصغير على سطح الغسالة وليس في داخلها؟!».

وتتحدث رئيس قسم الصحة المدرسية مريم الملا الى «الوسط» فتقول ان هناك عملا لم يتوقف لأن القضية مهمة، ففي السابق عملت لجنة حماية الأطفال من الاعتداءات ووضعت بعض القواعد لكشف تعرض الأطفال لأي نوع من انواع التعذيب الجسدي، لكن العمل القائم حاليا هو تشكيل لجنة تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية وتضم في عضويتها اطرافا من جهات ذات علاقة لبحث مشروع انشاء مركز حماية الأطفال من الاعتداءات.

ويثني مصدر طبي على هذا المركز الذي يعطي دلالة - من دون أرقام أو احصاءات - على ان المشكلة كبيرة، وهي فعلا كذلك، مؤكدا أن هذا المركز سيكشف الفضائح التي نخشاها، ومع أن الأطباء اعتمدوا منذ عقد التسعينات مجموعة قواعد لكشف الأطفال المتعرضين للتعذيب، فإن اطفاء عقب السيجارة في رأس الطفل، أو ربطه بسلاسل في المنزل كعقاب، أو الاعتداء عليه جنسيا ليست هي الصورة الوحيدة، بل هناك صور تصل الى حد الربط في المراوح والضرب بالأحذية واستخدام السكاكين الملتهبة «للتأديب»، ما يجعل من مهمة المركز القادم «مصيرية» مرتبطة بمستقبل رجال البحرين.

العدد 1708 - الخميس 10 مايو 2007م الموافق 22 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً