قال المعتقلان علي الخباز وحميد يوسف في حديثهما مع صحيفة «الوسط» خلال زيارتها لهما في المستشفى العسكري يوم أمس إن قوات مكافحة الشغب قامت بالاعتداء عليهما وإجبارهما على توقيع إفادة لا يعلمان ما كتب فيها، وتصويرهما عنوة وهما يرتديان لثاما أُلبسا إياه بالجبر.
وأضاف المعتقل حميد يوسف «كنت قادما من سوق المنامة وعندما دخلت منطقة السنابس لم تكن هناك مناوشات في القرية حتى وصلت بالقرب من المنطقة القريبة من المنزل، وإذ بمجموعة من الشباب كانوا يركضون وقوات مكافحة الشغب من ورائهم، ولما اقتربت من منزلنا، قامت قوات مكافحة الشغب بالإمساك بي وتوجيه الركلات والضربات لي وتغطية وجهي باللثام. مردفا «أن رجال الشغب قاموا بجري في أرجاء منطقة السنابس وهم يوجهون لي اللكمات والضربات بالأحذية وضربي بالسلاح وتوجيه عبارات بذيئة وغير لائقة، وطالبوني بالاعتراف على مجموعة من الشباب وذكر أسمائهم، كما قاموا بوضع الرمل والحجارة في فمي عندما طلبت شرب الماء».
وقال حميد ان ضابطا مدنيا قام بضربه في مركز شرطة المعارض، وإجباره على لبس اللثام وتوقيع إفادة لا يعلم ما كتب فيها. مشيرا الى أنه تعرض إلى كسر في فكه ورضوض في جسده وكسر في أنفه بالإضافة إلى كسر ضرسين.
من جهته، طالب المعتقل علي الخباز الجهات المسئولة بأخذ حقه من المعتدين من قبل قوات مكافحة الشغب التي اعتدت عليه وتسببت بتدهور حالته الصحية وخصوصا انه يعاني من ضيق في التنفس.
وقال الخباز: «كنت متوجها إلى أحد المطاعم لشراء وجبه العشاء، فتفاجأت بمجموعة من الشباب يركضون ووراءهم قوات مكافحة الشغب، وحاولت الركض بعد مشاهدتي الجميع يركض، الا أني سقطت على الأرض وقام عدد من قوات مكافحة الشغب بالإمساك بي وتوجيه اللكمات والضربات لي ورميي على الأرض وإلباسي لثاما رغما عني وجري في منطقة السنابس وتوجيه الشتائم والضربات بالسلاح».
وأكد الخباز أن قوات مكافحة الشغب قاموا بضربه بطريقة وحشية، وإجباره على الاعتراف بأن اللثام والقفازات يعودون له بالإضافة إلى كمامة كانت في جيبه بسبب ما يعانية من ضيق التنفس.
واختتم المعتقلان حديثهما بتوجيه نداء عبر «الوسط» إلى وزارة الداخلية للتحقيق فيما قامت به قوات مكافحة الشغب التي كانت مناوبة تلك الليلة، والتوصل إلى المسئولين تحديدا عن هذه الاعتداءات وتعريضهم للمحاكمة.
... ووالدة الخباز تطالب بعثة الاتحاد الأوروبي بالتدخل
علمت «الوسط» أن والدة المعتقل علي سعيد الخباز سلّمت السفارة الألمانية في البحرين رسالة لإيصالها إلى أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي الذين يزورون البحرين حاليا، مطالبة البعثة بالتدخل والنظر في موضوع اعتقال ابنها وتعرضه للضرب المبرح الذي تسبب بكسر أنفه والجانب الأيسر من جمجمته، وتورّم في عينيه، وانخلاع في حنكه، وتمزق في مواقع مختلفة من ظهره تمنعه من الجلوس، إلى جانب تعرضه لجروح وتمزقات كثيرة في وجهه وصدره.
وأضافت والدة الخباز في رسالتها أن ابنها اعتقل بالقرب من منزل جده من قبل قوات مكافحة الشغب الذين قاموا بجره إلى الشارع العام، ووجهوا له ركلات وضربات وهو مرمي على الأرض حتى أغمي عليه ونقل في إحدى دوريات مكافحة الشغب إلى مركز شرطة النعيم الذين قاموا بدورهم بنقله إلى المستشفى العسكري عدة مرات بسبب تدهور حالته الصحية.
وأفادت والدة الخباز أن العائلة توجهت إلى المستشفى العسكري وأخبرهم الموظفون هناك أن المعتقل غير موجود في المستشفى، وهو ما زاد من قلقهم - بحسب ما ذكرت والدة المعتقل - ما حدا بهم إلى الاعتصام في مركز شرطة النعيم حتى حضرت دوريات مكافحة الشغب لإخراجهم من المركز.
وذكرت والدة المعتقل في رسالتها لأعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي أن العائلة وبعد مرور أكثر من أسبوع على الاعتقال لا تعلم مصير ابنها الذي ليس له ذنب سوى أنه كان موجودا في الشارع أثناء تمشيط قوات مكافحة الشغب للمنطقة المجاورة لموقع تنظيم اعتصام. واعتبرت والدة المعتقل ما حصل لابنها انتهاكا لحرمته كإنسان له حقوق، ورأت أنه يعبر عن وحشية أفراد قوات مكافحة الشغب التي لابد أن تتحمل المسئولية القانونية تجاه ما حدث، حتى تكون عبرة لغيرها، على حد تعبيرها.
وأفادت أن ما جرى لابنها يعتبر جريمة في حق الإنسانية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل، ومحاسبة المسئولين عنها وتقديمهم للعدالة، كما دعت إلى التدخل للإفراج الفوري عن المعتقل ونقله للمستشفيات المتخصصة لعلاجه جراء الإصابات والكسور التي نالته.
وحثت والدة المعتقل بعثة الاتحاد الأوروبي على مخاطبة السلطات البحرينية للتوقف عن المعالجات الأمنية لحالات الاحتجاج السلمي أينما كانت، والامتناع عن العقاب الجماعي، واستهداف النشطاء والممارسين لحقهم في التعبير والتجمع السلمي.
العدد 1726 - الإثنين 28 مايو 2007م الموافق 11 جمادى الأولى 1428هـ