انتشرت في بعض الصالونات النسائية قبل عام ونصف تقريبا حنة سوداء وبنية لتنعيم الشعر تحت شعار «ودعي الاستشوار ورحبي بشعر ناعم طوال اليوم»، وفي ضوء حب النساء عموما والفتيات خصوصا إلى الزينة لجأت غالبية فتيات ونساء البحرين إلى هذه الصالونات التي سرعان ما علقت إعلان الحنة وسعرها على واجهاتها التي غطيت بهذا الإعلان ما جعل ربحها الآن يأتي من هذه الحنة التي مازال الكثير يجهل موادها على رغم أنه تأكد أنها تحتوي على مواد طبيعية.

وفي ضوء انتشار هذه المادة قبل عام ونصف لم يشتكِ أحد منها في البداية إلا أن هذا السكوت كان أشبه بالسكوت الذي يسبق العاصفة، فالعاصفة بدأت خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ لا جلسة نسائية تخلو من الحديث عن هذه الحنة التي لونت شعر الفتيات والنساء سواء باللون الأسود أو البني، غير أن أحاديث النساء لم تتوقف عند الحنة فقط فقد وصلت إلى الحديث عن تساقط شعر بعض النساء، في الوقت الذي تؤكد فيه بعضهن أن هذه الحنة جعلت شعرهن ناعم الملمس لا يحتاج إلى أي مادة لتنعيم الشعر أو الذهاب إلى الصالون، ولم يقتصر الحديث عند هذا الحد فحتى الرسائل الإلكترونية بدت وسيلة للتحدث عن هذه الحنة.

نساء في رحلة تساقط الشعر بسبب الحنة

تقول أم عزيز في حديث إلى «الوسط»: «يا ليتني لم أجربه فشعري تحول إلى جحيم. منذ نحو سنة وأربعة أشهر وأنا أعاني من تساقط كثيف في الشعر وذلك بسبب الحنة السوداء التي تم إقناعي بأنها تنعم الشعر وتزيده كثافة».

وتضيف أم عزيز قائلة: «شعري في السابق لم يكن يعاني من شي فهو ناعم الملمس إلا أن أحاديث النساء عن وجود حنة تزيد من نعومة الشعر وتعطيه كثافة دفعتني لتجريبها من دون معرفة المواد التي تحتوي عليها».

وأوضحت أم عزيز أنه منذ أن قامت باستخدام هذه الحنة وشعرها بدأ في التساقط، سائلة عن المواد التي تحتويها هذه الحنة وعن مدى مناسبته لجميع أنواع الشعر.

وأكدت أم عزيز أن بعض النساء حاولن صبغه واحترق شعرهن فالشعر لم يبدأ في التساقط بل بدأ يظهر نوع من الدخان بمجرد وضع الصبغ عليه.

وعما إذا لجأت أم عزيز إلى أحد استشاريي أمراض جلدية أشارت إلى أن أحد الصيدلانيين نصحها باستخدام شامبو لا يكفي حتى لثلاثة أيام على حد قولها وذلك للتخفيف من تساقط الشعر، موضحة أن هذا الشامبو خفف التساقط لكن التساقط مازال مستمرا.

واشتركت المواطنة أم علي مع أم عزيز في المشكلة فهي قامت باستخدام الحنة في العام الماضي ما تسبب في تساقط شعرها بصورة كبيرة إلى هذا الوقت.

وأوضحت أم علي أنها ترددت على المحل الذي عرض خدمة الحنة بعد تساقط شعرها إلا أن العاملة هناك أكدت لها أن عليها استخدام الحنة أكثر من مرة إلا أنها رفضت إعادة الكرة.

زبونة تؤكد: الحنة أفادني

وفي الوقت الذي اشتكت فيه مواطنات من الحنة أكدت المواطنة شذى مهدي أن الحنة أفادها بصورة كبيرة فشعرها أصبح ناعم الملمس، مشيرة إلى أنها قامت بالتأكد من المواد التي تحتوي عليها الحنة وهي مواد طبيعية لا مواد كيماوية وخصوصا أن ورقة التعليمات أوضحت أنه يمكن استخدامها للصغار والكبار رجالا ونساء.

وأوضحت مهدي أنه مر نحو أكثر من ثلاثة أشهر على تجربة الحنة وشعرها لم يتساقط بل على العكس، ازداد كثافة وأصبح أفضل مما كان عليه في السابق.

خليفة: لا يوجد مستحضر طبيعي 100 %

ومن جهتها أكدت استشارية الأمراض الجلدية ورئيسة قسم الأمراض الجلدية بمستشفى السلمانية نضال خليفة أنه لا يوجد مستحضر طبيعي 100 في المئة إذ إن أكثر المواد تدخل فيها مواد كيماوية أو مواد حافظة لذلك فإن هذا النوع من الحنة يندرج تحت مظلة هذه المستحضرات، مشيرة إلى إن استخدام كلمة «طبيعي 100 في المئة» هي كلمة دعائية للمنتج لا أكثر ولا أقل. وأوضحت نضال أن المعروف عن الحنة منذ قديم الزمان هو أنها تستخدم لتولين الشعر بلون أحمر فاتح إلى جانب استخدامها لإضافة لمعة بسيطة عليه، مؤكدة أن ملمس الشعر لا يمكن تغييره.

وعلى صعيد متصل بقضية الحنة التي سببت تساقط شعر بعض النساء أشارت نضال إلى أنه يجب على المستهلك معرفة التكوين الطبيعي لهذه الحنة، موضحة أنه صحيح لا يمكن معرفة إذا كانت الحنة طبيعية أم لا إلا عن طريق نقلها إلى المختبر والتأكد من المواد التي تحتوي عليها إلا أن على المستهلك قراءة التعليمات على العلبة قبل تجربتها.

وطالبت نضال جميع المستهلكين عدم الإقبال على أي منتج من دون معرفة مواده إذ إن هذه الحنة من الممكن أن تحتوي على مواد حافظة وخصوصا أنها تقوم بتنعيم وتكثيف الشعر وهذا ما ليس معروف عن الحنة الذي كان يكتفى به لإعطاء الشعر لونا أحمر فاتحا.