قال مستثمرون معظمهم من المملكة العربية السعودية إنهم يعتزمون إقامة شركة استثمارية في البحرين رأس مالها يصل إلى 100 مليون دولار بغرض الاستثمار في الأسواق الدولية وخصوصا في بعض الدول الآسيوية التي تشهد نموا كبيرا مثل الصين.
ويأتي الكشف عن الشركة الجديدة على ما يبدو على خلفية إخفاق شركة سعودية آسيوية مشتركة كان يعتزم إقامتها في البحرين لجمع مليارات من الدولارات من المستثمرين في دول الخليج العربية واستثمارها في مشروعات ضخمة في دول آسيوية منها ماليزيا.
وأبلغ أحد المهتمين بالشركة المقترحة «الوسط» أن كل مستثمر سعودي التزم دفع 10 ملايين دولار على أن يدفع 10 في المئة في البداية على أن تتبع ذلك دفعات أخرى عند اكتمال تأسيس الشركة والحصول على رخصة من مصرف البحرين المركزي على كونها شركة استثمارية من الدرجة الأولى. ومن المحتمل أن يشارك في هذه الشركة أحد المستثمرين من البحرين وآخر من قطر.
وقال رجل الأعمال الآسيوي عامر: «المستثمرون السعوديون تعهدوا أن يقدموا إلى الشركة الجديدة 10 ملايين دولار عن كل مساهم على أن يدفعوا مليون دولار عند التأسيس. الشركة ستقام في البحرين وستقوم بالاستثمار في الدول الآسيوية بسبب وجود فرص استثمارية كثيرة، حتى في البحرين لدينا بعض الفرص».
وأضاف عامر «هناك مستثمرون يرغبون في أن تكون البحرين المركز الرئيسي على أن يتم استثمار الأموال في الدول الآسيوية مثل الصين وهونغ كونغ وماليزيا».
وتأتي النية لإنشاء الشركة الجديدة على خلفية تجميد نشاط شركة سعودية آسيوية كانت مقترحة لجمع مليارات الدولارات من المستثمرين في دول الخليج من خلال طرح صندوق استثماري.
وكانت الشركة تنوي شراء شركة طيران آسيوية وشركة تأمين صينية وإنشاء مصفاة نفط وغاز في ماليزيا إضافة إلى إنتاج ديزل من النباتات وشراء أراضٍ في الصين وإندونيسيا لإقامة مشروعات صناعية وحصلت على وعود شفهية من مستثمرين في دول الخليج معظمهم من السعودية. وتم إنشاء الشركة المشتركة بين المجموعتين الآسيوية والسعودية على أن تعمل بحسب مبادئ الشريعة الإسلامية برأس مال مدفوع يبلغ 100 مليون دولار تملك فيها المجموعة السعودية 30 في المئة.
وقال عامر: «هذا الاستثمار سيمكّن الشركة من وضع قدم لها في رأس المال في الخليج وستساعد على الحصول على دخل من رسوم الاستثمارات بين الدول الآسيوية ودول الخليج». كما أن الشركة ستسعى إلى تسجيل أسهم في الشركات بعد تملكها في المنطقة. وكان من المفترض استثمار 3.2 مليارات دولار في مصفاة نفط وغاز تقام في ماليزيا وشراء حصة تبلغ 3 في المئة في شركة تأمين في الصين لتقديم خدمات التكافل الإسلامية إلى نحو 40 مليون مسلم يعيشون في الصين وليس لديهم هذا النوع من التأمين.
ومن ضمن مشروعات الشركة الطموحة أيضا شراء 24 في المئة من شركة ماليزية لإنتاج الرصاص بقيمة تبلغ نحو 10 ملايين دولار.
ويقول مصرفيون إن المؤسسات المالية تستخدم البحرين مركزا لعملياتها المصرفية بسبب قوة الإجراءات التنظيمية التي يصدرها مصرف البحرين المركزي، إذ قال عامر: «إن (المصرف المركزي) يعتمد أدوات فعالة للتأكد من المحافظة على أموال المساهمين في الشركات من ضمنها إيداع أموال المصارف التي يتم إنشاؤها».
والبحرين هي المركز المالي والمصرفي في المنطقة ويعمل فيها أكثر من 100 مصرف ومؤسسة مالية وأوضحت بيانات صدرت عن «المصرف المركزي» أن موجودات المصارف والمؤسسات المالية العاملة في المملكة قفزت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 196.1 مليار دولار في نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي عاكسة السيولة الكثيفة في المنطقة الناتجة أساسا من صعود أسعار النفط في الأسواق الدولية وثقة المصارف والمستثمرين بالبحرين على أنها مركز مالي ومصرفي رئيسي في المنطقة بالإضافة إلى إنشاء مصارف جديدة. وذكرت البيانات أن الموجودات مرتفعة بنحو 40 مليار دولار عن الرقم الذي سجل في شهر أبريل من العام 2006 والبالغ 156.9 مليار دولار. كما أن الرقم ارتفع عن 190.6 مليار دولار الذي سجل في نهاية الفصل الأول من العام الجاري.
العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ