أكد أصحاب أعمال واقتصاديون أهمية وجود أكثر من شركة طيران تعمل في البحرين نظرا إلى الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البحرين والمنطقة. واضافوا أن للمنافسة دورا كبيرا في تحسين الخدمات التي تقدمها شركات الطيران، في حين رأت «طيران الخليج» أن سوق البحرين صغيرة ولا تستوعب وجود أكثر من شركة طيران.
يأتي ذلك تعقيبا على الخبر الذي انفردت به «الوسط» أمس الأول (الأحد) بشأن تأسيس شركتي طيران في البحرين هما «أجواء» و «بحرين أير» اللتان ستعلنان قريبا.
سوق البحرين مفتوحة
رئيس مجلس ادارة الجمعية البحرينية لأصحاب معاهد التدريب الخاصة عيسى سيار قال: «ان سوق البحرين ستصبح سوقا مفتوحة وخصوصا مع بدء تطبيق اتفاق التجارة الحرة خلال شهر أغسطس/ آب من العام الماضي مع الولايات المتحدة الاميركية وبالتالي ستكون سوق البحرين مفتوحة مع السوق الاميركية؛ ولذلك سيتعزز دور البحرين التجاري في المنطقة وسيرتفع بذلك حجم الاستثمارات اضافة الى وجود تشريعات وانظمة تواكب هذه النمو والتطورات. وعند تطبيق هذا الاتفاق وتم تفعيله ونفذت اشتراطات منظمة التجارة العالمية».
وأشار إلى أن قطاع الطيران لو وضعت له التشريعات الصحيحة والمناسبة التي تواكب التطورات العالمية التي تحدث في البحرين فستتحمل البحرين وجود اكثر من شركة طيران محلية.
الانتعاش في المنطقة يحقق النجاح
وذكر سيار أن قبل 10 سنوات كانت توجد شركة طيران الخليج ثم جاءت شركة طيران الامارات فـ «الاتحاد» والطيران القطري ثم الطيران العماني وجاءت بعد ذلك بعدها «العربية» و «الجزيرة» وغيرها. إذا هذه الشركات الطيران وجدت خلال السنوات العشر الماضية في حين كان في السابق توجد شركة طيران واحدة فقط.
وأضاف السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نجحت هذه الشركات وتحقق ارباحا في عمليات تشغيلها ولديها مشروعات لشراء طائرات بالملايين مثل «طيران الامارات» والطيران القطري الذي عقد صفقة مع فرنسا لشراء 80 طائرة «إيرباص» بقيمة 16 مليار دولار؟
وأشار إلى أن البحرين عندما تجهز نفسها بعمل بنية تحتية متينة، وإصدار تشريعات مناسبة ومتكاملة والانفتاح الصحيح والشفاف وغياب التشريعات والانظمة الضبابية وإلغاء الاستثناءات التي تجير موضوعا ما الى هنا وهناك فلاشك في أن ذلك سيدعم ويساهم في نجاح شركات الطيران الجديدة.
وأضاف قائلا: «حتى (طيران الخليج) عندما تتم اعادة هيكلتها بطريقة صحيحة وتتم ادارتها بشكل تجاري بعيدا عن التجاذبات فستنجح».
وذكر أنه لابد عند قيام شركة جديدة ان تأخذ حصة من السوق وعلى سبيل المثال قطاع الاتصالات فعندما ظهرت الشركة الجديدة إم تي سي فودافون بجانب بتلكو التي كانت تحتكر السوق اصبح من الضروري وجود الشفافية وهذا ما جعل شركة بتلكو تقوم باعادة هيكلة حتى تستمر في المنافسة وتمكنت من الاستمرار في تحقيق الارباح، منوها الى ان «طيران الخليج» وبعد ان اصبحت المشكلات تنخر في اركانها اصبح لزاما عليها العمل على اصلاح اوضاعها وتقديم خدمات منافسة ذات جودة فهي لن تتأثر بشركات الطيران الجديدة بل ستحافظ على نصيبها وحصتها من السوق؛ نظرا الى ان السوق تتنامى واقتصادنا يشهد المزيد من الانفتاح ودول المنطقة اصبحت تشهد انفتاحا اكبر على بعضها بعضا التي تشهد مشروعات عملاقة في كل القطاعات التجارية والرياضية والعقارية والفنية وغيرها، مؤكدا ان كل هذه الامور ستنعكس ايجابا على عملية التنقل.
وقال سيار: «بالتأكيد ان شركات الطيران الجديدة قد درست السوق وأعدت دراسة جدوى لعملها وتوصلت الى نتيجة ان السوق تتحمل وجود اكثر من شركة طيران»، منوها الى ان البقاء في السوق سيكون للافضل والقادر على المنافسة وتقديم الاحسن سيحقق رضا الزبائن ومن لا يستطيع تحمل ذلك فسيكون خارج السوق.
المنافسة لمصلحة السوق
من جانبها، قالت استاذ مساعد بكلية ادارة الاعمال بجامعة البحرين جميلة المحاري: «كلما كثر التنوع عملت الشركات على تطوير خدماتها وفي نهاية الامر سيصب ذلك في مصلحة الزبائن والمستهلكين وامامنا تجربة قطاع الاتصالات».
وأضافت المحاري ان «طيران الخليج» امامها ومنذ سنوات منافسين كثيرين سواء شركات الطيران العالمية مثل «بريتش أيرويز» او «لفتهانزا» او غيرها والآن اصبحت المنافسة اقوى بين مختلف شركات الطيران في المنطقة ولكن لكل شركة حصتها في السوق.
وأشارت إلى ان وجود اكثر من شركة طيران في البحرين فكرة جيدة وهي جديرة بالتنفيذ والتطبيق وخصوصا مع التطورات العالمية التي تحصل اذ ان العالم اصبح صغيرا ومتداخلا اضافة الى ذلك فإن المنطقة تشهد طفرة اقتصادية وسكانية؛ ما يجعل من وجود اكثر من شركة طيران فكرة ملائمة جدا في هذا الوقت وتقدم خيارات عدة للزبائن.
دعم قطاع السياحة
رجل الأعمال أكرم مكناس أكد من جانبه أن تأسيس شركات طيران محلية في البحرين سيعزز من حركة السوق ويساهم بشكل أو بآخر في الانتعاش السياحي ويساهم في نمو قطاعات عدة مثل قطاعات السياحة والشحن والسفر والتجارة وغيرها.
وذكر مكناس أن قيام شركات طيران جديدة لابد قبل ذلك من التخطيط والتعاون والتنسيق فيما بين هذه الشركات على رغم المنافسة بينها من أجل تقديم خدمات أفضل للزبائن. وبحيث تكمل كل شركة طيران بحرينية الأخرى وتفتح خطوطا قد لا تصلها الشركات الأخرى.
وأشار مكناس إلى ان وجود احتكار للسوق من قبل شركة واحدة لا يساهم في تحسين الخدمة ولا يعزز من إمكانية تطوير القدرات الخاصة حتى يمكن الاستمرار وبقوة في السوق.
وقال المدير العام لشركة الفنادق الوطنية عبدالرحمن المرشد إن المنافسة في قطاع الطيران كغيره من القطاعات أصبحت من الأمور المهمة وفي حال طيران الخليج وهي شركة اصبحت تمتلكها حكومة البحرين ممثلة في ممتلكات ستستمر في السوق بعد تحسين اوضاعها وظروفها الحالية. وذكر ان دولا خليجية تمتلك اكثر من شركة طيران مثل الكويت او دولة الامارات او السعودية وهي جميعا شركات تعمل وتحقق نجاحا وأرباحا حسبما تذكر. وأكد المرشد ان شركات الطيران الجديدة التي سيتم الاعلان عنها حسبما أشارت اليه «الوسط» ستدخل في منافسة وهذا أمر في غاية الاهمية تماما مثل ما هو موجود في قطاع الفنادق، إذ إن فنادق الخمس نجوم تتنافس في تقديم الافضل والاحسن لزبائنها. وكل مشروع يقوم به احد الفنادق سرعان ما يدرس فندق آخر في مشروع مشابه له وهو في نهاية الأمر ينصب في خدمة الاقتصاد الوطني. وذكر ان كل استثمار لابد من ان يدرس السوق دراسة مستوفية ومتكاملة ويقيم من خلالها ظروف السوق. مشيرا في نهاية الأمر إلى أن وجود أكثر من شركة طيران في البحرين سيصب في صالح اقتصاد البلاد.
سوق البحرين لا تتحمل شركات أخرى
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم طيران الخليج هشام أبو الفتح أن سوق البحرين صغيرة ولا تستوعب وجود أكثر من شركة طيران وخصوصا أن الشركة تساهم ما بين 3.5 و4 في المئة في الاقتصاد الوطني، ولذلك فإن وجود شركات أخرى في السوق سيضعف من هذه المساهمة. كما ان طيران الخليج تعكف حاليا على إعادة هيكلتها وتطوير العمل في إداراتها المختلفة بهدف تصحيح أوضاعها لتعود الى تحقيق الربحية في عملها.
وأشار ابو الفتح إلى أن طيران الخليج تعتمد الآن على مطار البحرين كمركز رئيسي الى انطلاقتها وأن وجود شركات طيران بحرينية يحتاج الى حقوق للنقل مع مدن عدة، إذ سبق لطيران الخليج أن حصلت على حقوق النقل عبر اتفاقات مع بلدان عدة تمت باسم طيران الخليج ومملكة البحرين. ولهذا فإن وجود شركات طيران جديدة في البحرين ستحتاج الى مثل هذه الاتفاقات وبالتالي سيتم تقسيم حقوق النقل بين الشركات ما سيؤثر على عمل الشركات وعلى الخدمة.
وتساءل أبو الفتح قائلا: «نعم توجد شركات طيران عدة تعمل في المنطقة، وبعض الدول لديها أكثر من شركة طيران واحدة، ولكن هل هذه الشركات جميعا تحقق أرباحا ونجاحا في عملها أم ان الدعم الحكومي لها هو سبب استمرارها؟».
العدد 1740 - الإثنين 11 يونيو 2007م الموافق 25 جمادى الأولى 1428هـ