عندما صرحت مديرة إدارة العلاقات والإعلام بوزارة والتعليم في بيان أصدرته يوم الأربعاء الموافق 6 يونيو/حزيران الجاري تعقيبا على مطالبة المعلمين بزيادة رواتبهم، بأن الوزارة ليست الجهة المختصة بزيادة الرواتب وسبق أن أكدت ذلك في تصريحاتها أكثر من مرة، بطبيعة الحال وبحسب معرفتنا الأكيدة بوعي المعلمين وإدراكهم بكل حيثيات وتفاصيل مطلبهم وأنهم لم يقولوا في يوم من الأيام أن الوزارة هي الجهة المختصة بزيادة الرواتب، لأنهم إن قالوا ذلك فإنهم يثبتون للمجتمع أنهم شريحة لا تعي ما تقول، وهذا خلاف الواقع الذي نعرفه عنهم، ولأنهم يدركون تماما أن هذا المطلب (زيارة الرواتب) من اختصاص ديوان الخدمة المدنية وليس من اختصاص وزارة التربية والتعليم، فلهذا لم يكن خطابهم للوزارة إلا للمطالبة بإيصال هذا المطلب إلى الجهات المعنية التي تقوم بدراسته وتقديمه للحكومة الموقرة.
من خلال رد مديرة العلاقات العامة والإعلام تبين أن الوزارة لم تعقب على مطلب المعلمين لا من بعيد ولا من قريب، وإنما ما سمعناه هو توضيح لجانب لم يشر إليه المعلمون في كل لقاءاتهم ومحافلهم لمعرفتهم به. لو كان التعقيب يخص رعاية الوزارة لهذا المطلب، وهل من حق المعلم أو ليس من حقه أن يرفع هذا الأمر إلى الوزارة بصفتها الجهة المعنية بشئونه المعيشية والمعنوية والمهنية، والمعلم كما هو في أدبيات الوزارة الركيزة الأساسية في العملية التعليمية والتربوية، من المؤكد أن مديرة العلاقات العامة لا يقصد أن الوزارة لا تتحمل مسئولية رعاية المعلمين الذين ينتمون إليها من كل النواحي التي ذكرناها سالفا، لأننا نعرف مسئولية الوزارة في هذا الموضوع، فهي راعية لشئون المعلم في كل الجوانب التي من خلالها يرفع مستواه المهني والمادي والمعنوي، ودائما يعلن ذلك بوضوح من قبل الوزارة، أنها تسعى بكل ما تملك من إمكانات لتحسين وضع المعلمين بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، ومطلب الاهتمام بالكفاءات التعليمية التي تزدحم بها مدارسنا وبقية أقسام الوزارة من الأمور الملحة والضرورية، لأنه من خلال تلك الكفاءات المتنوعة تستطيع الوزارة أن تحقق طفرات نوعية في كل المجالات التعليمية والتربوية وتحقق بهم كل طموحاتها التعليمية المستقبلية.
والأمر المهم عند المعلم الدعم المعنوي الذي يعيد للمهنة هيبتها ومكانتها عن طريق إشراكه بصورة واقعية في العملية التعليمية والتربوية في كل الاتجاهات، من إعداد المناهج الدراسية، ورسم الخطط التربوية والتعليمية، وإعداد المؤتمرات التربوية، وتفعيل تمهين التعليم بصورة فعلية، من خلال تطبيق الكادر بعد مداولته معهم، للتوصل إلى صيغ تحقق طموحات كل المعنيين بالعملية التعليمية التعلمية التي جميعها تهدف إلى الوصول بالتعليم إلى مستويات عالية تنافس بها في كل المحافل التربوية والتعليمية.
لم يخرج المعلم في مطالبه عن القانون قيد أنمله، هكذا قالوا الاستشاريون القانونيون، فلهذا وصفوا خطواته القانونية بأنها حضارية، وهذا الرأي الإيجابي الذي قيل فيهم من المؤكد أن أول من يفخر به وزارة التربية والتعليم، لأنهم ينتسبون إليها. نعتهم هو بلاشك ولا ريب نعت للوزارة بصورة غير مباشرة، ونعت كوادرها بالحضارية هو نعت واعتزاز بشكل مباشر لمملكتنا الغالية.
أعجبت بأحد رجالات الأمن الذي تواجد مع المعلمين مقابل مبنى الوزارة للمحافظة على الأمن، إذ قال في المعلمين كلمة رائعة وتنم عن سمو نفسية ذلك الضابط، مفادها أنه يكن احتراما شديدا للمعلمين لأنهم كان لهم الدور البارز في تعليمه وتعليم الأجيال، والتزامهم بالقانون دليل على وعيهم، وأكثر من كل هذا وذاك قيامهم بحملة نظافة واسعة للشارع بعد انتهاء الفعالية ولم يتركوا المكان إلا بعد تنظيفه تماما من كل الأوساخ وقنينات الماء... أليس هذا الفعل يدل على حضارية هذه الفئة؟
سلمان سالم
العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ