من خلال الدورة الأولى الماضية للبرلمان يتساءل المواطنون ماذا حقق فيها من إنجازات وما هو الدور العظيم الذي استطاع أن يؤديه بشكل تام يرضي طموح أفراد الشعب كافة ... الذي أصيب وللأسف بخيبة أمل كبيرة من كتلنا المحترمة التي بدلا من بناء الجسور بينها في النقاط الأساسية الاستراتيجية نراها تتناحر أو تنجر إلى التباعد عن بعضها بعضا... من دون حساب لطموح الشعب وتطلعاته، يذكرني ذلك بقصة واقعية حدثت قديما بين أخوان كانا يحبان بعضهما حبا شديدا... وكانا يعيشان في ودٍ ووفاء ؛ أي انسجام تام في مزرعتهما التي يعملان سويا في زراعتها والعيش من خيرات الله فيها... حتى جاء اليوم الذي اختصما فيه وعظمت المنازعة رغم أن البداية كانت بسوء فهم بسيط... اتسعت الهوّة بينهما... وانفصلا عن بعضها بعضا فعاشا كل واحد منهما على طرف من المزرعة كي لا يقترب أحدهما من الآخر أو يكلمه وكان يفصل بينهما جدول ماء... بعد فترة من الزمن طرق باب الأخ الأكبر رجل يبحث عن عمل... وقال: إنه يعمل في حرفة البناء... المهم وافقه الأخ الأكبر وجعله يعمل عنده بأجر... وأخبره أن هناك يسكن أخي الأصغر ونحن متخاصمان لا نكلم بعضنا منذ فترة طويلة... وأريدك في غيابي عند بيع منتوجاتي في السوق وسأتغيب أسابيع... وعندما أعود تكون قد انتهيت من عملك وبذلك انتقم منه لفعلته... فأجابه البناء أنه متفهم الوضع جيدا... وسافر الأخ في رحلته... بعد أسبوعين أو أكثر عاد وكان البناء قد أتم عمله... وكانت المفاجأة عقيمة فعلا... لقد قام ببناء جسر فوق النهر بدلا من الجدار العازل أو الفاصل... وأصبح بيتهما الأخ الأكبر مع الأخ الأصغر يلتقيان وتتقرب المسافة بينهما... عندما رأى الأخ الأصغر ذلك الجسر طار فرحا وقال لاخيه أنا فعلا فخور بك أنت إنسان عظيم... تبني جسرا بيننا رغم ما فعلته بك... هنا أحس الأخ الأكبر بالندم وتصالح مع أخيه ناسيا كل الأحقاد وتسامحا وعادا مرة أخرى أكثر من الأوّل.
هذه القصة تنطبق على واقعنا مع إخواننا من البرلمان... لماذا لا تكونون جسورا للمحبة والمودّة للمصالحة الحقيقية وأكرر المصالحة الحقيقية المبنية على مصالح الشعب ورحمة بهم وخصوصا القضايا المهمة التي تنفعهم... والوقوف صفا واحدا وخندقا لا يستطيع الدخلاء أن يعبروه... أو أن ينفذوا منه ؛لأننا جميعا في النهاية متضررون... فهل نعي هذه الحقيقة... وننسى خلافاتنا بعيدا.
علي ثامر
العدد 1748 - الثلثاء 19 يونيو 2007م الموافق 03 جمادى الآخرة 1428هـ