العدد 1751 - الجمعة 22 يونيو 2007م الموافق 06 جمادى الآخرة 1428هـ

الجودر يدعو إلى حلحلة ملف التعويضات لضحايا ما قبل «الميثاق»

في خطب الجمعة أمس... قاسم: ما حقيقة الأراضي الوقفية «الضائعة»؟

ركز خطباء منابر الجمعة أمس على عدد من القضايا التي تشغل الساحة المحلية، ففي الوقت الذي تحدث خطيب الجمعة بجامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر عن مرور ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا التعذيب، ودعا بقوة إلى إنهاء ملف ضحايا التعذيب في فترة ما قبل الميثاق، سأل خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم عن حقيقة الأراضي الوقفية غير المسجلة على رغم توافر الدليل الشرعي.

وقال الجودر: «بمناسبةِ اليومِ العالمي للتضامنِ مع ضحايا التعذيب الذي يصادف يوم السادس والعشرين من هذا الشهر، فإن الأمم المتحدة لتخجل من نفسها من الاحتفال بهذه المناسبة، فقد شاهدتم قبل أيام قليلة عبر شاشات التلفاز أولئك الأطفال العراقيين ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكيف تم تجويعهم والاعتداء عليهم، فما ذنب هذا الإنسان حتى يُعامل بهذه القسوة؟، وتأملوا كذلك لما يحدث لأسرانا البحرينيين في غوانتنامو، فأين ما تسمى بجمعيات حقوق الإنسان؟».

وأضاف «بما أننا في العهد الإصلاحي الذي دشنه عاهل البلاد، فإن هناك ملفا هو في حاجةٍ ماسةٍ الى المعالجة، إنه ملفُ التعويضات لضحايا حوادث ما قبل الميثاق... نعم طوينا صفحات الماضي، وتجاوزنا سلبيات تلك الفترة، ولكن يبقى هناك أصنافٌ من الناسِ هم في حاجة الى المواساة واسترجاع الكرامة».

وأوضح الجودر في خطبته أنه «في عهد الميثاق تم تبييضُ السجونِ، وإعادة المبعدين، وإطلاق سقف الحريات، ولكن يبقى ملف التعويضات عالقا، ونحن في الوقت الذي نحتفلُ مع بقيةِ شعوبِ العالمِ باليوم العالمي للتضامن مع ضحايا التعذيب، فإننا نناشدُ فعاليات المجتمع بالسعي لإغلاقِ هذا الملفِ بالحوار الهادئ الرزين، وبالمطالبات العصريةِ التي تعيد للإنسان كرامته وتساهم في تدعيم عهد الإصلاح».

وقال: «قد جاء لقاء عاهل البلاد بالجمعية البحرينية لحقوق الإنسان والجمعية البحرينية لمراقبة حقوق الإنسان من أجل معالجة هذا الملف وسرعة إغلاقه بما يتناسب مع كرامة الإنسان البحريني، وهذا مطلبُ شعبيٌ وأممي تؤكده كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية».

وأشار الجودر إلى أن المطالبة بتعويض كل المتضررين عن تلك السنوات، تستدعي الانتباه لأمور: أولا، المطالبةَ بتشكيلِ هيئةٍ وطنيةٍ من مؤسساتِ المجتمعِ المدني وذوي الاختصاصِ لمناقشةِ الملف، ودراسة كل قضية على انفراد، فكل حالة لها مأساتها الخاصة، فلا يمكن مساواة الجميع في التعويضات، وثانيا، أن يشمل الملف جميعَ القضايا من دون استثناء، وعدم التهاون في قضية واحدة، فضحايا التسعينات لا يختلفون عن ضحايا الثمانينات والسبعينات، وأن تشمل التعويضات كل المتضررين في تلك الحوادث، سواء من تعرض للسجنِ والتعذيب، أو النفي وآلام الغربة، أو أولئك الذين خسروا محلاتهم بالحرق والتخريب، فكلُ هذه الأصناف هي ضحايا تلك الفترة، وحذر الجودر من أن يتحول هذا الملف إلى معالجات طائفية أو طرحٍ طائفي، فضحايا التعذيب لم تكن لأبناءِ طائفة، وهذا ما نريد أن تتمسك به الهيئةُ المكلفة بمعالجة وإغلاقِ الملف.

وأكد أنه «بمثل هذه المعالجاتِ الحضارية نستمرُ في عمليةِ الإصلاح والبناء، حينما يشعر المواطنُ بأن له حقوقٌ وواجباتٌ، يتساوى فيها مع بقيةِ المواطنين، فالدعوةُ اليوم إلى السيرِ في معالجةِ قضايانا بالحوارِ والمصارحة».

قاسم: 566 أرضا وقفية معلقة والمساحات تقدم لمكتنزي الملايين

من جهته تطرق خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم إلى موضوع الأراضي الوقفية غير المسجلة قائلا: «566 أرضا وقفية في معرض الضياع، بسبب امتناع الجهات المعنية عن تسجيلها على رغم المثبت الشرعي. هذا في الوقت الذي تقدم فيها المساحات الشاسعة من الأرض لمكتنزي الملايين من الداخل والخارج».

وانتقل قاسم للحديث عن أسبوع زين الدين الثقافي الذي يقام خلال الأسبوع الجاري موضحا أن للمرجع الديني الشيخ محمد أمين زين الدين دورا كبيرا ونقلة كبيرة لإبراز عظمة الإسلام والثقة بعلمائه والاقتراب منهم في البحرين، وأسبوع زين الدين الثقافي الذي يقيمه أهالي كرزكان شيء من العرفان الذي يردونه لهذه الشخصية التي وجدوا فيها رجلا مربيا كبيرا وأبا روحيا كبيرا وإنسانا منفتحا هادئا».

وبشأن رحيل المرجع اللنكراني، قال: «إن رحيل الأستاذ المرجع الديني الشيخ اللنكراني يمثل ثلمة في واقع الأمة لما له من دور إشعاعي كبير ولما كان يشغله من دور كبير في حوزة قم».

وتحدث قاسم عن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الداخل والخارج قائلا: «ندري أن البلاد لا تدار بفتاوى، وإنما تدار بقوانين وضعية، وإذا كان في هذا فخر فهو فخر لغير من يرى أن شريعة الله هي العليا، ولكننا نسأل هل استبعاد الشريعة من السياسة والاقتصاد وسائر حقول الحياة العامة فتوى دينية؟!».

وفي حديث آخر عن الإسلام والغرب، أشار قاسم الى ان «أميركا وحليفتها أوروبا و«إسرائيل» تفرض هيمنتها على العالم وتخاف من أن تفقد بطشتها ولذلك تخوض صراعا مع كل قوة، وتخطط لكل إجهاد يهدد مستقبلها، سواء أكان وراء هذا الجهاد إسلام أم قومية. وتبقى العداوة الغربية والتخطيط الغربي من أية قوة إسلامية ناهضة أشد تحسبا لقوة الإسلام، وذلك من منشأ قوة الإسلام نفسه».

وأردف قاسم: «يعمل الغرب وبكل قوة على تجريد الإسلام من كل سبب من أسباب النهضة والقوة والتحرر من التبعية، إلى حد الخروج عن الأدب وإلى حد الانفعال الذي يخرجهم عن التوازن بصورة مزرية، وإلا ما معنى تكريم سلمان رشدي الذي تعدى على مقام النبي (ص) وهو النبي الذي أحيا الحضارة بعد موتها وهذا باعتراف الغرب، وما معنى أن تجرح (...) مليارا ونصف المليار من المسلمين، وأقل ما يمكن أن يقال في تكريم هذا الشخص الساقط، إنما هو سذاجة سياسية ومعاداة للسلم الحضاري وخروج عن اللياقة الأدبية».

توفيق: هل أخبرنا أولادنا بنواقص الأمة كي يبدعوا؟

من ناحيته تطرق خطيب جامع سار الشيخ جمعة توفيق إلى خطورة الفراغ الذي تخلفه العطلة الصيفية وأثره على الشباب، وسأل: «هل أخبرنا أولادنا بأن الأمة تعاني من نقص في علماء الذرة أو علماء الاقتصاد أو علماء في الكثير من المجالات حتى نعطيهم الفرصة ليبدعوا؟».

وأضاف «لو تأملنا حالنا وسألنا أنفسنا ماذا أعددنا للأبناء في هذا الصيف؟ ولعل الجواب: السفر، ولكن أي سفر؟ وإلى أين؟ وكيف وأين الرقيب؟ وإلى متى السفر أسبوع أو أكثر ثم ماذا؟ ومنهم من لم يشغل باله بهذه العطلة، وتمر الليالي والأيام ولم يفكر في أي نشاط، بل أسلم أبناءه للقنوات الفضائية والمجمعات ودور السينما، إضاعة للأوقات، ولعل المسلم يعجب من أهل الغرب الذين لا يعرفون الحق، ولكنهم في السفر والطريق نجد عند كل واحد منهم كتابا يقرؤه... منذ متى والمسلم لا يستطيع شغل وقت فراغه بما يفيد دنياه وآخرته».

وقال: «إن الخطر الذي يحدق بالأبناء كبير وخطير، والذي ينتظرهم ليس مسلسلا هابطا، ولكن ينتظرهم إيدز لا علاج له، ومخدرات لا نهاية لها، وذئاب ينتظرون فتياتنا فرائس لينقضوا عليهن، أخطار رهيبة ونحن نترك الأبناء حبلهم على غاربهم، أليس في القرآن علم حتى نتركه؟ وما العيب في دراسة الحاسب الآلي أو أخذ دورات علمية أو خدمة المجتمع بأي نوع من أنواع التطوع لنجعل لهم برنامجا يستفيدون منه؟».

وذكر توفيق «تأملت حالنا في الصيف وسألت نفسي: ما الذي يجعل الآباء والأبناء لا يهتمون بالعطلة وتظهر عندنا هذه الظواهر السلبية؟ فوجدت أن هناك خللا وسببا في هذا وهو الهوة الكبيرة والفجوة والجفوة بين الأبناء وبين قضايا الأمة، نعم فنحن لم نغرس في قلوب وعقول أبنائنا قضايا الأمة ودورهم في علاج قضايانا، هل أخبرناهم بأن الأمة تعاني من نقص في علماء الذرة أو علماء الاقتصاد أو علماء في الكثير من المجالات حتى نعطيهم الفرصة ليبدعوا؟ وهل نقلنا لهم جراحات الأمة المؤلمة حتى يفكروا في طريق للخلاص منها؟ هل أجلسناهم لينظروا إلى مشاهد الجرحى في عراقنا؟ أو أسلاك شائكة حول أقصانا؟».

شدد على الخطاب الإسلامي المتوازن... العصفور:

غياب مراكز الأبحاث والقياس الاجتماعية سببت أزمات طائفية

عالي – صادق الحلواجي

قال خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) إن «غياب مراكز الأبحاث والدراسات التي تتولى دراسة وقياس المظاهر والتحولات الاجتماعية عن مجتمعنا، تسببت في حدوث أزمات ومشكلات مستعصية يصعب التعامل معها وحلحلتها حاليا، حين انتشرت وتفاقمت المشكلات الطائفية والحزبية».

وأضاف العصفور أن «مجتمعنا البحريني خصوصا بحاجة إلى خطابٍ إسلاميٍ معاصرٍ ملمٍ بكل جوانب وواجبات الخطابة، وأنه لابد من أن يكون متوازنا يحمل الرسالات الحميدة التي تبتعد بالمجتمع عن منحدرات الطائفية والأحزاب والتناحر، وذلك من أجل استئصال الورم بصورة سليمة قبل انتشاره وتفاقمه»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى معالج في أسرع وقت ممكن من خلال تدخل المؤسسات والجهات الثقافية والدينية وما شابه».

وأوضح العصفور أن «هناك فئة كبيرة من الشباب المسلم في البلدان العربية يعيشون حالات الضياع والدمار، إذ انغمس البعض منهم في السياسية التي احتلت مساحة كبيرة من حياته ووقته وتفكيره، وذلك من دون الالتفات لمشكلات وأمور مجتمعية أهم من السياسة. وأن قسما آخر بات يلهث وراء المغريات والتسكع والمعاكسات وغيرها»، لافتا إلى أن «ذلك لا يعني أن يكون الشباب منعزلا عن السياسية نهائيا، بل ألا يستهلك حياته ووجوده في ذلك الطريق فقط، والالتفات إلى قضايا ومشكلات معاصرة تهم المجتمع الإسلامي».

وأردف العصفور إلى أنه «من اجل الوصول إلى الرسالة الإسلامية الصحيحة لابد من وجود خطاب ديني على مستوى عالٍ من الفهم والإحاطة بانعكاسات الخطابات الدينية ومدى تأثيرها في المتلقي، بالإضافة إلى ماهية الموضوعات التي يجب أن تطرح في هذه الفترة، ناهيك عن الابتعاد عما يؤجج المشكلات الطائفية والاعتقادية، إذ أصبح الابتعاد عن الدين والسير خلف مغريات الحياة الأخرى نتيجة لعدم نجاح الخطاب الإسلامي في إيصال الرسالة بصورة صحيحة»، لافتا إلى أن «مؤتمر الدعاة الإسلاميين الذي نظمته وزارة الشئون الإسلامية حديثا يعتبر خطوة إيجابية كبيرة في هذا الصدد».

العدد 1751 - الجمعة 22 يونيو 2007م الموافق 06 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً