ذكرت شركة «إم تي سي فودافون البحرين» أنها ستبدأ تقديم خدمة اللاسلكي إلى الجمهور في شهر أغسطس / آب المقبل ما سيشكل نقلة نوعية في خدمة الاتصالات في المملكة.

وقالت الشركة إنها تدرس تأثير التطورات الأخيرة في السوق على خدماتها من ضمنها قرار شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) خفض خدمات الانترنت بنسبة 50 في المئة وكذلك التقارير التي تحدثت عن تقديم خدمة الانترنت من قبل بعض شركات جديدة حصلت على ترخيص من قبل هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) في الآونة الأخيرة.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة إم تي سي فودافون البحرين أحمد الشطي: «إن شركته تدرس التأثيرات الأخيرة في السوق وخصوصا أن الشركات بدأت تتسابق إلى تقديم الخدمات, غير أننا ملتزمون بتقديم خدمات تنافسية وبجودة عالية».

وأبلغ الشطي «الوسط» أن قرار شركته تقديم خدمة الانترنت اللاسلكي «هو قرار استراتيجي لتقديم الخدمات وأمر لا رجعة فيه», مؤكدا أن «الشركة ستمضي في تقديم الخدمة بحسب الوقت المخطط لها».

وأضاف «نحن ندرس جميع الأمور التي طرأت على السوق من ضمنها القرار الأخير بتخفيض أسعار الانترنت وهل الخدمة التي ستقدم تنافس خدماتنا».

وتستثمر الشركة أكثر من 150 مليون دولار خلال خمس السنوات المقبلة لتنمية وتطوير خدمة اللاسلكي وستبدأ تقديم الخدمة إلى الجمهور في شهر أغسطس / آب المقبل ما سيشكل نقلة نوعية في خدمة الاتصالات في المملكة.

وقال الشطي: «نأمل في تقديم الخدمة الرباعية وهي الانترنت والصوت و data (البيانات) لكن خدمة الفيديو والتلفزيون هي آخر مراحل تطوير الخدمة». مردفا «سنبدأ بتقديم الخدمة الأساسية وهي الانترنت والصوت وسيتم تطوير الصوت والتلفزيون المرئي والخدمة الأخيرة الفيديو بعد ذلك وإن هذا التطوير يحتاج إلى استثمار كبير في الشبكة وتوعية الجمهور».

وكانت الهيئة ذكرت أنها وافقت على طلب بتلكو بتخفيض أسعار الانترنت المقدمة إلى القطاع التجاري وكذلك العرض الترويجي بالنسبة إلى فئات الانترنت ذات السرعة العالية الذي كشفت عنه الشركة الشهر الماضي بنسبة تصل إلى 50 في المئة.

كما قالت الهيئة التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة إنه «لضمان ألا يعوق هذا التخفيض المنافسة في قطاع الاتصالات, فقد طلبت من شركة بتلكو تخفيض سعر البيع بالجملة لخدمة النفاذ لفئة الانترنت 256 كيلوبايت / ثانية, وذلك لتمكين المشغلين الآخرين من تغطية كلفة البيع بالتجزئة بشكل كاف وبالتالي تمكينهم من تقديم خدمات الانترنت بأسعار تنافسية».

وألحقت الهيئة موافقتها على عرض بتلكو بالطلب من الشركة «توضيح الشروط ومدة العرض الخاصة بتخفيض أسعار خدمة الانترنت ذات النطاق العريض في جميع الإعلانات والحملات الخاصة بهذه العروض. كما أوضحت أنه يجب ألا تلزم هذه العروض المستهلكين باتفاقات لمدة سنة».

غير أن مدير عام «الهيئة» ألن هورن أعرب عن اعتقاده بأن تخفيض أسعار الانترنت في المملكة بنسبة 50 في المئة «سيشجع الشركات الصغيرة على الاشتراك في خدمات الانترنت ذات السرعة العالية التي بدورها ستدعم عمل هذه الشركات بفعالية أكبر, وبالتالي تدعم النمو الاقتصادي».

وأضاف «ستواصل الهيئة بذل الجهود لتخفيض أسعار خدمات الاتصالات للمستوى المقبول به دوليا بحيث تحقق أكبر استفادة لعموم المستهلكين، ومنهم المستهلكون من القطاع التجاري، من هذه الخدمات التي باتت مهمة لهم».

وقال الشطي: «نحن الآن ندرس الأسعار التي تقدم . أية خطوة تقوم بها شركة اتصالات تؤثر في سوق البحرين سواء إيجابا أو سلبا ونوعية وجودة الخدمات المقدمة واستمرارها».

ونالت شركة ام تي سي – فودافون وشركة مينا تليكوم رخصة لتقديم خدمة اللاسلكي بعد أن قدمت الشركتان أعلى عرض طرحته هيئة تنظيم الاتصالات المشرفة على قطاع الاتصالات في البحرين، وقال الشطي إن مدة العقد 15 سنة.

وبحسب الجدول المعد من قبل بتلكو فإن أسعار خدمات الانترنت الشهرية التي تبلغ 40 دينارا ستنخفض إلى 20 دينارا عند تطبيق العرض الجديد. أما بالنسبة إلى الشركات المتوسطة والكبيرة فإن تخفيض الأسعار يتراوح بين 25 في المئة و50 في المئة.

فكل مشترك يدفع 100 دينار شهريا سينخفض السعر إلى 75 دينارا، أما من يدفع 250 دينارا الآن فسيهبط إلى 125 دينارا ومن يدفع 350 دينارا فسينخفض إلى 175 دينارا شهريا.

وبالإضافة إلى ذلك فإن بتلكو ستقدم للمشتركين من الشركات المتوسطة والكبيرة روتر (ADSL router) وكذلك 5 مواقع إلكترونية (Five e-mail accounts). كما عرضت بتلكو تخفيضات تبلغ 50 في المئة إلى الوزارات الحكومية والمؤسسات المالية وتقديم خدمة إضافية جديدة إلى الشركات تتمثل في طرح خطوط جديدة تقوم بتلكو بإدارة الروتر (router management).

ويبلغ عدد المشتركين في خدمة الانترنت للأفراد في بتلكو نحو 50 ألفا من ضمنهم 80 في المئة من المشتركين الذين استفادوا من خدمة الانترنت البالغة قيمتها 10 دنانير والتي عرضتها الشركة العام الماضي وتمت الموافقة عليها. كما يبلغ عدد الشركات 4500 مشترك في الانترنت, ويتوقع أن يتضاعف الرقم بعد تطبيق الأسعار الجديدة والمنتظر أن يتم ذلك الشهر الجاري.

وعلى رغم فتح السوق في البحرين في العام 2002 فإن بتلكو لا تزال تحتكر بعض الخدمات وإن معظم الشركات الجديدة التي حصلت على ترخيص من الهيئة تعتمد في عملياتها على بتلكو.

وقدمت الهيئة نحو 100 رخصة إلى شركات مختلفة لتقديم خدمات الاتصالات في المملكة منذ أن فتحت باب المنافسة على مصراعيه أمام الشركات العالمية بهدف تقديم أفضل الخدمات بأقل الأسعار.

وعلى رغم فعالية طريقة التنظيم لقطاع الاتصالات التي أثبتت قدرتها على تحرير السوق وزادت استفادة المستهلك ومدى المنافسة, فإن الحاجة ماسة إلى مراجعة إطار العمل القانوني الحالي للاستجابة إلى تغيرات السوق والتغيرات التكنولوجية المستمرة بهدف تشجيع وتعزيز التطور وانتشار خدمات جديدة ومبتكرة.