لا شك أن للحوادث التي تقع في العالم تأثيرا كبيرا على توجهات المسافرين البحرينيين، إذ يلعب الهاجس الأمني دورا كبيرا في خيارات الناس لوجهة سفرهم، لذلك أصبحت مناطق مثل دول شرق آسيا المحطة الأولى لاختيار المسافرين.

تقرير السياحة العالمي الصادر عن منظمة السياحة العالمية، أشار إلى النمو السياحي الملحوظ في دول آسيا مثل ماليزيا وبانكوك والفلبين إذ بلغ 9 في المئة متجاوزا معدلات النمو في الدول الأوروبية التي بلغت 6 في المئة.

ويتوقع أن تكون الصين واحدة من الظواهر السياحية القادمة، إذ تشير توقعات خبراء السياحة الى أنها ستكون واحدة من أكبر الوجهات السياحية بحلول العام 2014 نتيجة النمو المتواصل في عدد السياح الذاهبين اليها.

إلى ذلك، قال محمد موسى الطهمازي، من قسم التسويق بالخدمات الدولية للسفريات: «إن الغالبية العظمى من البحرينيين هذا العام اتجهوا الى دول شرق آسيا نتيجة الأسعار المناسبة وتوافر الأمن والسلامة إضافة الى الإحساس بالأمان الشخصي خلال وجود هؤلاء السياح في هذه المناطق».

ونوه الى أن «الحوادث الأخيرة التي وقعت في لندن والتعقيدات التي تجرى للحصول على فيزا زيارة الدول الأوروبية أثرت بشكل واضح على أعداد المسافرين المتجهين إلى الدول الأوروبية».

واضاف الطهمازي أن «البلدان العربية التي استحوذت على النصيب الأعظم من السياح البحرينيين، هي سورية ومصر ثم المغرب في حين كان للأوضاع الأمنية التأثير الكبير في اختيار السياح الخليجيين ومنهم البحرينيون محطات سياحية أخرى غير لبنان».

وسجلت الحركة السياحية في لبنان تراجعا في الشهور الخمسة الأول من هذا العام مقارنة بالفترة المقابلة من 2006، إذ أثر الوضع السياسي والأمني سلبيا على السياحة. كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية تأثرها سلبيا وخسارتها ملايين الدولارات.

وذكر أن صلالة بسلطنة عمان أصبحت مقصدا سياحيا للعائلات البحرينية الخليجية التي لا تفضل السفر الى مناطق بعيدة وخصوصا أن الجهات المعنية بالسياحة في عمان عملت على الترويج لصلالة حتى تستقبل المزيد من السياح وخصوصا الخليجيين منهم اذ يتوقع المسئولون عن السياحة أن تشهد صلالة هذا العام زوارا يفوق عددهم أعداد السياح في العام الماضي.

من جانبها، بدأت اليمن تحضيرات لإطلاق مجموعة من مهرجانات الصيف السياحية عقب تداعيات الحوادث التي وقعت واستهدفت سياحا بالقرب من أحد المواقع السياحية بمحافظة مأرب، إذ يسعى اليمن الى جذب السياح العرب والخليجيين عبر تنظيم مهرجان «صيف» المقررة إقامته خلال الفترة من 16 يوليو/ تموز الجاري ويستمر إلى 16 أغسطس/ آب.

إلى ذلك قال وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه في تصريحات له: «بالتأكيد لمثل هذا الحادث تأثيرات سلبية على السياحة، لكن بالطبع لن يكون له تأثير فيما يتعلق بسير تنفيذ الخطط والبرامج التي تتبناها وزارة السياحة نحو الارتقاء بواقع القطاع السياحي، وكذا البرامج والفعاليات والمناشط التي تستهدف الترويج لليمن وحضارته».

وأشار الطهمازي الى أن أعداد كبيرة من السياح البحرينيين والخليجيين أصبحوا يفضلون إيران لقضاء إجازة الصيف وزيارة الأماكن المقدسة وهذه الأعداد أصبحت في تزايد سنويا وخصوصا في الصيف الحالي.

ولفت الطهمازي إلى أن النمو الاقتصادي في المنطقة والانتعاش الذي تعيشه دول المنطقة نتيجة ارتفاع أسعار النفط وزيادة المداخيل ساهما في توافر السيولة وبالتالي القدرة على السفر لدى مواطني دول المنطقة.