العدد 1784 - الأربعاء 25 يوليو 2007م الموافق 10 رجب 1428هـ

العراق هزم الكوريين وأشعل الأفراح في بلاد الرافدين

وضع حدا لغرور الهولندي فيربيك بفريقه التعيس

حقق العراق انجازا تاريخيا بتأهله للمباراة النهائية لكأس آسيا في كرة القدم للمرة الأولى بعد ان أقصى كوريا الجنوبية بفوزه عليها 4/3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي صفر/صفر أمس الأربعاء في كوالالمبور في نصف نهائي النسخة الرابعة عشرة. وكانت أفضل نتيجة للعراق في البطولة الآسيوية وصوله إلى نصف النهائي العام 1976 قبل ان يحل رابعا.

ويلتقي العراق في مباراة القمة الأحد المقبل مع السعودية التي هزمت اليابان بطلة الدورتين الماضيتين في العاصمة الفيتنامية هانوي.

وأنهى العراقيون بالتالي حلم الكوريين بإحراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخهم، والأولى منذ 47 عاما، إذ سبق ان فازوا في النسختين الأوليين عامي 1956 و1960.

وكانت كوريا الجنوبية تخطت إيران في ربع النهائي بركلات الترجيح 4/2 بعد تعادلهما سلبا أيضا، وتألق حارسها لي وونغ جاي وصد ركلتين لمهدي مهداوي ورسول خطيبي.

لكن وونغ جاي فشل في صد أي ركلة للعراقيين أمس، في حين نجح نور صبري في ذلك وصد ركلة يوم كي هون، قبل ان يسدد زميله كيم جونغ وو الركلة الأخيرة بالقائم الأيسر.

وأكدت مباراة الأمس ان المنتخب الكوري الجنوبي يعاني من عقم هجومي واضح إذ سجل لاعبوه ثلاثة أهداف في خمس مباريات فقط، ويمكن ان يوصف بالمنتخب الذي يجيد اللعب والسيطرة على المجريات لكنه لا يجيد الطريق إلى المرمى جيدا.

ولم يقدم المنتخب العراقي في المقابل المستوى الذي ظهر عليه في المباريات الأربع الأولى، فكانت ألعابه الجماعية غائبة تماما لكن محاولاته شكلت خطورة على مرمى الكوريين.

وفشل أي من الطرفين في التسجيل في الوقتين الأصلي والإضافي، فلجآ إلى ركلات الترجيح، فسجل لكوريا لي تشون سو ولي دونغ غوك وتشو جاي جين وأهدر يوم كي هون وكيم جونغ وو، في حين سجل للعراق هوار محمد وقصي منير وحيدر عبد الأمير واحمد عباس، وحسمت النتيجة قبل تسديد الركلة الخامسة.

أشرك البرازيلي جورفان فييرا مدرب العراق التشكيلة نفسها التي خاضت المباريات السابقة وخصوصا ضد فيتنام في ربع النهائي، ولم يكن صالح سدير أساسيا بحكم الإصابة التي تعرض لها في الدور الأول ضد استراليا.

أما التغيير الأبرز الذي قام به مدرب كوريا الجنوبية الهولندي بيم فيربيك فكان بإشراك تشو جاي جين أساسيا بدلا من لي دونغ غوك، وهو دأب على الاختيار بين الاثنين منذ بداية البطولة.

قدم المنتخبان عرضا متواضعا في الشوط الأول وتأثرا في النصف الأول منه بالأمطار الغزيرة التي هطلت على ارض الملعب ما حد من أدائهما ومن تحركات اللاعبين، فسيطر البطء على تحضير الهجمات وانحصر اللعب في منطقة الوسط.

وكان الكوريون أكثر تصميما على التحكم بالمجريات وبناء الهجمات قبل تمرير الكرة بعرض الملعب، لكن الدفاع تعامل معها جيدا، في حين عمد العراقيون في البداية إلى الإبقاء على كثافة عددية في منطقتهم تجنبا لأي هدف مبكر مع التقدم بهدوء في الهجمات لعدم ترك مساحات خالية يستغلها الكوريون، وكانت النتيجة أفضلية كورية في معظم فترات الشوط لكن المفارقة ان الخطورة كانت عراقية وخصوصا عبر يونس محمود.

كان نشأت أكرم صاحب أول تسديدة باتجاه المرمى الكوري لكن كرته مرت قريبة من القائم الأيمن (11)، ثم سنحت أخرى أمام يونس محمود من الجهة اليسرى فتابعها في الشباك الجانبي الأيمن للمرمى (16).

فرض المنتخب الكوري أفضلية ميدانية لدقائق لكن من دون خطورة تذكر إذ فشل لاعبوه في اختراق المنطقة العراقية فلجأوا إلى التسديد من بعيد في اغلب الأحيان.

وأرسل سون داي هو كرة سيطر عليها الحارس نور صبري (22)، ثم كانت واحدة للي تشون سو عالية (25)، وسدد يوم كي هون أخرى بيسراه على يسار المرمى (27).

ورفع المنتخبان وتيرة الأداء في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط التي كانت فيها هجمات العراقيين سريعة، فمرر هوار محمد كرة إلى يونس محمود داخل المنطقة تابعها بيسراه لامست القائم الأيسر في اخطر محاولات الشوط الأول (40)، ثم سدد يونس أخرى لم تكن بعيدة عن المرمى (42).

ابرز الفرص الكورية كانت من ركلة حرة قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول نفذها يوم كي هون على باب المرمى مباشرة لكن نور صبري تدخل في اللحظة المناسبة مبعدا الخطر.

تحسن الأداء في الشوط الثاني وخصوصا مع سعي الكوريين إلى التسجيل فكانوا الأكثر سيطرة على المجريات وحصلوا بالتالي على عدد من الفرص من دون ان ينجحوا في التسجيل.

وبدأت الفرص بكرة تهيأت أمام كرار جاسم في الجهة اليسرى للمنطقة فسددها باتجاه الزاوية اليمنى لكن الحارس لي وونغ جاي سيطر عليها (47).

وسنحت لكوريا فرصة بعد دقيقتين عندما وصلت كرة إلى لي تشون سو داخل المنطقة أيضا فاستدار وسددها قوية مرت قريبة من القائم الأيسر لمرمى صبري.

وارتقى تشو جاي جين لكرة من ركلة حرة من الجهة اليمنى فتابعها برأسه عالية قليلا عن المرمى (60)، وابعد صبري كرة بعيدة من نحو 35 مترا سددها يوم كي هيون (66).

وقام مهدي كريم بمجهود من الجهة اليمنى فتخطى لاعبين قبل ان يسدد كرة مرت قريبة جدا من القائم الأيمن لمرمى وون جاي (69).

وواصل الكوريون أفضليتهم وكاد لي تشون سو يهز الشباك في الدقيقة 71 حين تلقى تهيأت أمامه كرة عالية داخل المنطقة وهو في وضع جيد للتسديد فأرسلها بالشباك الجانبي من الجهة اليسرى للمرمى، ورد كرار جاسم بكرة رأسية على يمين المرمى (75).

وظهر الإرهاق على لاعبي المنتخب العراقي فكانت مبادراتهم الهجومية غائبة تماما في ربع الساعة الأخير فيما حاولوا فقط منع الكوريين من التقدم والتسجيل، ولم يكونوا السبب الوحيد في عدم اهتزاز شباك نور صبري لان خطورة منافسيهم لم تكن بالدرجة المطلوبة.

وأنقذ نور صبري مرماه من هدف في الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي الأول اثر كرة قوية من لي تشون سو من حدود المنطقة.

وكاد المنتخب العراقي يسجل هدفا ثمينا خلافا للمجريات وذلك في الدقيقة الأخيرة من الحصة الإضافية الأولى حين رفع مهدي كريم كرة من الجهة اليمنى أبعدها الحارس وون جاي فتهيأت أمام هوار محمد أعادها باتجاه المرمى ارتطمت بالقائم الأيمن وتابعت طريقها في اتجاه المرمى لكن المدافع كيم جين كيو كان في المكان المناسب لإنقاذ الموقف.

وأرسل لي تشون سو كرة من ركلة حرة على بعد نحو عشرين مترا علت العارضة بقليل (111).

ونشط العراقيون في الدقائق الأخيرة، فتقدم هوار محمد لمتابعة كرة قريبة من داخل المنطقة ومن دون أي رقابة لكنها مرت أمام المرمى مباشرة (113)، ثم أكمل احمد عباس بديل كرار جاسم كرة من ركلة ركنية من الجهة اليمنى برأسه بين يدي الحارس (117). وهو التبديل الوحيد الذي أجراه فييرا على رغم الإرهاق الذي بدا على لاعبيه.

العراق والسعودية يضمنان تأهلهما لنهائيات البطولة المقبلة

كوالالمبور - أ ف ب

ضمن المنتخبان العراقي والسعودي تأهلهما لنهائيات النسخة المقبلة من كأس آسيا لكرة القدم المقررة العام 2011 وذلك ببلوغهما المباراة النهائية للنسخة الحالية المقامة في تايلند وفيتنام واندونيسيا وماليزيا، بفوز الأول على حساب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي صفر/صفر)، والثاني على حاملة اللقب اليابان 3/2 في الدور نصف النهائي أمس الأربعاء في كوالالمبور وهانوي على التوالي. وكان الاتحاد الآسيوي للعبة قرر في اجتماع مكتبه التنفيذي في السابع عشر من يوليو/ تموز عام 2006 ان المنتخبات الثلاثة الأولى في كأس آسيا 2007 ستمنح بطاقات التأهل مباشرة إلى نهائيات الدورة التالية العام 2011 مع منتخب الدولة المضيفة.

وغالبية الظن ان قطر ستكون المضيفة لدورة 2011 لأنها المرشحة الوحيدة للاستضافة بعد انسحاب إيران والهند، لكن الاتحاد الآسيوي سيعلن اسم الدولة التي ستحضن النهائيات المقبلة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وتلتقي كوريا الجنوبية واليابان السبت المقبل لتحديد المركز الثالث والمنتخب الثالث الذي سيتأهل مباشرة للنهائيات المقبلة.

وفضلا عن الثلاثة الأوائل والمضيف، فان منتخبين آخرين سيخوضان النهائيات المقبلة مباشرة من دون تصفيات هما بطل كأس التحدي الآسيوية عامي 2008 و2010.

وفي حال كان البطل هو نفسه عامي 2008 و2010، فإن الوصيف في نسخة 2010 يرافقه الى النهائيات.

كرة القدم ترسم فرحة مؤقتة للعراقيين

احتفالات العراقيين تبلغ ذروتها بوصول العراق الى النهائي

بلغت احتفالات العراقيين في عموم البلاد ذروتها بانتصار المنتخب العراقي على نظيره الكوري الجنوبي أمس الأربعاء (4/3) بركلات الترجيح في نصف نهائي كاس آسيا 2007 ووصوله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى بتاريخه منذ المشاركة الأولى العام 1972 في تايلند.

وفور انتهاء المباراة التاريخية للمنتخب العراقي أمام نظيره الكوري نزلت حشود الآلاف من العراقيين إلى شوارع العاصمة على رغم تحذيرات الجهات الحكومية في المبالغة بمظاهر الاحتفال والابتعاد عن إطلاق العيارات النارية في سماء العاصمة بغداد.

وبدأت طوابير السيارات تحتشد في شوارع العاصمة فور انتهاء المباراة للمرة الأولى منذ أربع سنوات في مثل هذا الوقت الذي تبدي فيه العاصمة خالية من المارة والسيارات نظرا الى الظروف السائدة .

وتأهب العراقيون لمتابعة هذا الحدث الكروي المحلي والقاري منذ وقت مبكر إذ ازدحمت المقاهي والمطاعم في عموم مناطق بغداد بأنصار المنتخب العراقي ومشجعيه الذين ارتدوا فانيلة المنتخب في إطار الدعم المعنوي.

واعتبر العراقيون هذا النصر لهم قبل ان يكون للكرة العراقية لكونه جاء في وقت عصيب هم أحوج فيه لمظاهر الفرح الحقيقي الغائب عن البلاد منذ أربعة أعوام.

وقدمت الجماهير العراقية فانيلة المنتخب العراقي وهي تحمل صورا كبيرة لمنتخب بلادهم وصور لاعبيه والأعلام العراقية الكبيرة.

من جهته سارع الناطق الرسمي لخطة فرض القانون في العاصمة بغداد العميد قاسم عطا الموسوي عبر أجهزة التلفزة والإذاعة الحكومية، وناشد العراقيين بالامتناع عن استخدام الاطلاقات النارية تعبيرا عن الفرح.

الجهات الحكومية من جهتها شددت على عدم استخدام الأسلحة لإطلاق العيارات خشية التعرض إلى حوادث مؤسفة مثلما حصل بعد انتهاء مباراة العراق وفيتنام في الدور ربع النهائي عندما سقط أكثر من 18 شخصا بين قتيل وجريح.

واتخذت السلطات المحلية في العاصمة إجراءاتها احتمالا لامتداد مظاهر الفرح حتى ساعات متأخرة مع قرب بدء ساعات سريان حظر التجوال الليلي في أرجاء بغداد.

العدد 1784 - الأربعاء 25 يوليو 2007م الموافق 10 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً