مضى المنتخب الكوري وصيف البطولة الماضية ليبحث عن شخصيته المفقودة في بطولة كأس العالم الحالية المقامة في البحرين في الفترة من 26 يوليو / تموز وحتى الثالث من أغسطس /آب المقبل، وذلك حين تغلب على المنتخب العربي التونسي في المباراة الأولى ضمن برنامج اليوم الخامس من البطولة العالمية، وبنتيجة 39/28 بعد ان أنهى الشوط الأول لصالحه أيضا بنتيجة 16/12.
وجاء الشوط الأول متقاربا إلى حد كبير بين الفريقين اللذين لم يتمكنا من فرض سيطرتهما، فعلى رغم لعب تونس بالدفاع المتقدم في محاولة منه لاستغلال ضعف الكوريين للتعامل مع هذا النوع من الدفاع، لعب الكوريون الدفاع بطريقتهم المعتادة 6/صفر، وبعد تقدم كوري عاد تونس للتعادل ومن ثم التقدم ليعود من جديد الكوريون للتقدم والبدء برفع الفارق مستغلا الثغرات الكبيرة على مستوى الدائرة نتيجة الدفاع المتقدم، مستفيدا من سرعة لاعبيه في المراوغة، ليصل الفارق إلى 4 أهداف في الدقيقة 22، وسط غياب كامل للهجوم التونسي الذي فشل في التعامل مع الدفاع الكوري المنظم الذي واصل نسقه العالي مساعدا الهجوم في رفع الفارق حتى نهاية الشوط الأول لصالحهم بنتيجة 16/12.
وفي الشوط الثاني، واصلت الماكينة التهديفية لكوريا وسط أداء دفاعي متذبذب لتونس الذي عمل على تغييره إلى الدفاع المنتظم 6/صفر، لكن الثغرات الكثيرة في عمق الدفاع استمرت ومنها استفاد الكوريون في تصعيد الفارق لصالحهم ليصل في الدقيقة العاشرة إلى 9 أهداف 23/14.
وفشل تونس في إيقاف التسديد الخارجي للاعبي كوريا الذين نجحوا من خلال التسديد من منطقة التسعة أمتار والهجوم السريع إلى زيادة غلته من الأهداف. في المقابل، كان اعتماد التونسيين على لاعب الدائرة الذي على رغم تسجيله أكثر أهداف فريقه فإنه واجه صعوبة في اختراق دفاع كوريا الجيد، ليساهم هذا الدفاع في رفع وتيرة الهجوم الذي سجل في هذه الشوط أكثر من أهداف الشوط الأول، حتى انتهت المباراة لصالحهم بنتيجة 39/28.
في المباراة الثانية، ضمن المجموعة الأولى من مجموعات الترضية، حقق المنتخب البرازيلي فوزا كاسحا على المنتخب الأسترالي الأضعف في البطولة بعد أن اكتسحه بنتيجة كبيرة قوامها 51/13، بعد مباراة سيطر عليها البرازيليون بشكل كامل ولم يسمحوا فيه للأستراليين باستعراض قواهم، وخصوصا في الشوط الأول الذي انتهى لصالح البرازيل بنتيجة كبيرة هي الأول التي تحدث في أشواط البطولة الأول، وبنتيجة 29/5، وظهر فيها الاستراليون لا حول لهم ولا قوة وسجلوا في العشر الدقائق الأولى هدفا واحدا فقط في مقابل 11 هدفا للبرازيل، ومن ثم 3 أهداف في العشر الدقائق الثانية، وهدفا في العشر الأخيرة.
ولم يتحسن الأداء الاسترالي في الشوط الثاني الذي استمر فيه البرازيل في رفع الفارق، على رغم توقفه لبعض الوقت نتيجة التغييرات الكثيرة التي فضل مدربه إراحة الأساسيين للقاء الغد مع المنتخب الكوري حتى إنهائه المباراة لصالحه بنتيجة 51/13.
المجموعة الثانية
في المجموعة الثانية، تمكن المنتخب الإيراني من تحقيق الفوز الأول له في البطولة بعد ان تغلب على المنتخب المغربي الشقيق بنتيجة 40/30، في مباراة كان في الإيرانيون هم الأفضل طوال شوطي المباراة التي اتسمت بالأخطاء الفنية الكثيرة من قبل لاعبي الفريقين، وفيها انتهى الشوط الأول لصالح إيران أيضا بنتيجة 20/15.
وحاول المغاربة مفاجأة المنتخب الإيراني باللعب على الدفاع المتقدم منذ البداية، وتمكن من خلال ذلك في رفع الفارق لصالحه طوال الدقائق العشر الأولى التي تقدم فيها بفارق 4 أهداف 6/2، لكنه أوجد الكثير من الثغرات التي استفاد منها لاعبو إيران من خلال الاختراق عن طريق الأطراف أو حتى العمق الذي كان أكثر الأوقات خاليا من اللاعبين المغاربة، فيما تمكن الإيرانيون من كبح جماح الهجوم المغربي بشكل جيد من خلال طريقته التقليدية 6/صفر، ليعمل على تحقيق التعادل الأول في المباراة بعد ان كانت البداية لصالح المغاربة، ليبدأ بعدها الإيرانيون في توسيع الفارق منذ الدقيقة 11 وسط توقف غريب للاعبي المغرب عن التسجيل بعد تنظيم دفاع إيران بالشكل المضبوط إلى جانب حارسه الذي تصدى لمجموعة جيدة من الكرات التي ساهمت مع زملائه في رفع الفارق من خلال اللعب على الكرات المرتدة السريعة ورفع الفارق حتى نهاية الشوط الأول لصالحهم بنتيجة 20/15.
وكما جاء الشوط السابق مفاجأة للإيرانيين من خلال طريقة الدفاع المغربية، قام المغاربة أيضا بتغيير الدفاع إلى الضاغط والمراقبة اللصيقة لكل لاعبي إيران على طول الملعب، لكن هذا النوع من الدفاع يحتاج إلى سرعة كبيرة للعودة، وهو ما لم يكن المغاربة قادرين على تحقيقه، ليتمكن الإيرانيون من التسجيل مرارا عبر الاختراقات الناجحة لأبرز لاعبيه ورفع الفارق بالتالي.
لكن العقوبات المتتالية للاعبي إيران في الدقائق العشر الأخيرة كانت حاسمة ومهمة للمنتخب المغربي الذي بدأ بالاستفادة الجذرية لهذا النقص، من خلال تسجيل أكثر من هدف يقلص من خلاله الفارق الذي وصل إلى 5 أهداف فقط 33/28، لكن الإيرانيين كانوا الأكثر ذكاء وحافظوا على تقدمهم بل وزادوا غلتهم التهديفية حتى نهاية المباراة لصالحهم بنتيجة 40/30.
وفي المباراة الثانية، قلب المنتخب الجزائري تأخره في الشوط الأول إلى فوز ثمين في نهاية المباراة وبفارق هدف وحيد وبنتيجة 34/33، بعد مباراة متذبذبة المستوى لم يتمكن خلالها أي طرف من السيطرة على المباراة بشكل عام، لكن القطريين كانوا الأفضل نسبيا وخصوصا في الشوط الأول الذي تمكنوا خلاله من توسيع الفارق منذ منتصف الشوط حتى نهايته لصالحهم بنتيجة 17/14.
غير أن الشوط الثاني كشف الكثير مع الرغبة الجامحة للاعبي الجزائر بتغيير صورة الشوط السابق وتمكنوا بسرعة من تحقيق التعادل 18/18، لتدخل بعدها المباراة في سلسلة طويلة من التعادلات أو التقدم البسيط غير المرجح لأحدهما، وتزيد حالات التشنج بين اللاعبين نتيجة قوة المباراة وتكافؤها، لكن الكلمة الأخيرة كانت للجزائريين الذين حافظوا على تقدمهم البسيط وبفارق هدف واحد حتى النهاية ليحققوا أول انتصار لهم في بطولة كأس العالم وبنتيجة 34/33.
العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ