«قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي»... كلمة اختتمت بها أم محمد حديثا استمر لدقائق معدودة لكنه كان يتضمن الكثير من الكلمات التي اختزلت أزمة حقيقية يعانيها المواطن البحريني تتجدد مع مرور كل عام وهي الانقطاعات الكهربائية. أم محمد امرأة ضاق بها الحال حتى اضطرت إلى اللجوء أخيرا إلى منزل أحد أقربائها لتهرب ولو لدقائق عن الحر والرطوبة التي اعتادت عليها منذ نحو شهر، إذ أبدت استياءها من عدم تجاوب أحد المسئولين بوزارة الكهرباء والماء الذي أخبرها عنه عضو مجلس بلدي الوسطى عدنان المالكي.
وتتحدث أم محمد عن الأزمة التي واكبتها منذ شهر في الحي (الفريق) الذي تقطنه بمجمع 808 بمدينة عيسى، وتقول لا أدري من أين أبدأ أو من أية المشكلات التي واجهتها وجيرانها خلال الشهر الذي قارب على الانتهاء والحال لم يتغير؟!، وتبدأ قائلة: «كان جزءا - أي الحي - من المجمع المذكور قد تعرض لانقطاعين كهربائيين استمر كل واحد منهما نحو 6 ساعات خلال يوم واحد منذ نحو شهر، حين تصبّر الأهالي المتضررين على المشكلة باعتبار أنهم كانوا يأملون أنها ستكون منتهية مع انتهاء نهار ذلك اليوم.
وتواصل أم محمد حديثها مبينة أن المشكلة لم تكن كما توقعتها غالبية الأهالي المتضررين، حينما استمرت المشكلة بصورة يومية وبالمدة نفسها التي تستغرقها في كل يوم طيلة الثلاثة أسابيع والأكثر الماضية، وذلك في الوقت الذي لم تولِ وزارة الكهرباء والماء أي اهتمام مناسب للمشكلة على رغم اقتصارها على منازل تعد على الأصابع، إذ باشرت وزارة الكهرباء والماء إصلاح موضع الخلل في الكابل الرئيسي المغذي للمنازل المتضررة مسبقا، إلا أن المشكلة سرعان ما عادت وبالطريقة نفسها وبالمدة نفسها.
من جانبه، أضاف أحد الأهالي المتضررين من المنطقة نفسها أن «الأهالي تعرضوا لخسائر مادية كبيرة طيلة الأسابيع الماضية، حين تلفت موادهم الغذائية التي تقدر بعشرات الدنانير واضطروا إلى رميها في النفايات، في الوقت الذي لا يبدي المسئولون في وزارة الكهرباء والماء أي اهتمام فعلي تجاه المشكلة التي بالإمكان حلها لو كان هناك إصرار فعلي نحو ذلك»، مشيرا إلى أن «قسم تسلم الحالات الطارئة بوزارة الكهرباء والماء طالما كان لا يبدي تجاوبا مع المواطنين الذين ينتظرون لفترة طويلة من دون الحصول على أية إجابة».
كما شهدت مناطق مختلفة في أنحاء المملكة انقطاعات كهربائية أبرزها مجمع 404 بمنطقة السنابس والذي عاش أهله من دون كهرباء من الساعة السابعة صباحا حتى إعداد هذا التقرير.
ومن جهته، قال عضو مجلس بلدي الوسطى عدنان المالكي إنه «حاول من جهته الاتصال بأحد المسئولين بوزارة الكهرباء والماء الذين كلفهم الوزير بمتابعة أعضاء المجالس البلدية بخصوص الانقطاعات الكهربائية والمائية، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا باعتبار أنه كان يتصرف بصورة غير لائقة وبلا مبالاة، حين طلب القدوم شخصيا في اليوم التالي إلى الوزارة للنظر في المشكلة»، منوها إلى أنه «رفض ما تقدم به المسئول باعتبار أن الأمر لا يحتمل التأخير وأن المشكلة واضحة وليست حديثة من نوعها، في الوقت الذي اتصل فيه بأحد المسئولين بمكتب الوزير الذي أبدى كامل تعاونه».
وأضاف المالكي أن هناك أعضاء بلديين آخرين عبروا عن استيائهم من المعاملة واللامبالاة التي يلاقونها عند تعاملهم مع المسئول الذي يفضل عدم ذكر اسمه، مبينا أن «المجلس سيفتح بعض صالات المساجد في المنطقة ونادي مدينة عيسى ليقطنوها الأهالي حال استمرت المشكلة على حالها». كما ناشد المالكي وزير الكهرباء والماء التشديد ومتابعة المسئولين الذي كلفهم بمتابعة مشكلات الانقطاعات والطوارئ، باعتبار أنهم يتساهلون بصورة ملحوظة للمشكلات التي تحصل خلال عدة مرات سابقة.
العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ