إن أزمة السكن التي يعيشها المواطن في الوقت الحالي هي من أصعب الأزمات وأخطرها بين كل القضايا الموجودة على الساحة، إذ إنها تقع عندما يعيش الأبناء كلهم في غرفة واحده على رغم تجاوزهم سن العشرين من دون استقلالية أو خصوصية ما يؤثر عليهم وعلينا سلبا! وهذه هي مشكلتي مع أبنائي في المحافظة الشمالية إذ إن 4 من أبنائي ينامون ويعيشون في غرفة واحدة مع جدتهم، والغرفة الثانية نعيش فيها أنا وزوجتي، أما الغرفة الثالثة فيعيش فيها أحد أبنائي المتزوج والعاطل عن العمل ولدية ثلاثة أبناء.
بالنسبة إلي فراتبي ضعيف ولا يكفيني مع عائلتي إلى آخر الشهر من كثرة المصاريف والالتزامات، اذ إنني أعمل سائقا في إحدى الشركات الخاصة، وكل ما احصل عليه هو 170 دينارا بالعلاوات، وقد جاهدنا كثيرا لاستخراج أوراق بناء للتوسيع على أنفسنا ببناء شقة صغيرة فوق منزلنا تتكون من غرفتين وصالة ومطبخ، إلا أننا في نهاية الأمر نقف عند كثير من المشكلات التي تواجهنا، ومنها كلف هذه الشقة. ولا يخفى عليكم أن بناء شقة صغيرة قد يصل كلفته إلى 6000 دينار فما فوق في الوقت الحالي، وظروفي المادية لا تسمح لي نهائيا بذلك فراتبي الذي لا يتبقى منه شيء، وحسابي بالمصرف (صفر) طوال حياتي التي تجاوزت الخمسين عاما!
علما بأن بنك الإسكان يلاحقني طوال 20 عاما إثر قرض بناء البيت الذي نسكن فيه، إضافة إلى قسط المصرف الذي يصل إلى 20 دينارا شهريا، وكنت في كثير من الأحيان لا ادفع بسبب العجز المادي، ورسائل المصرف تشهد على ذلك! لا أحب أن أتكلم كثيرا عن الحياة المأسوية التي أعيشها أنا وزوجتي وأبنائي ووالدتي، ولكن بعض المقربين نصحوني بأن اكتب رسالة إلى المسئولين في المحافظة والمجلس البلدي (السابق)، وتمت كتابة الرسالة بتاريخ 20 اغسطس/آب 2006، مع الإثباتات الرسمية لوضعنا المعيشي، وتم الاتصال بنا من قبل المجلس البلدي وقمت شخصيا بالذهاب إليه إثر هذا الاتصال، وأخبروني بان اسمي سيدرج ضمن البيوت التي ستتم مساعدتهم، ولكن الموضوع سيتأخر كثيرا نظرا إلى الطلبات الكثيرة التي تصل إلى المجلس، وإلى الآن مازلنا ننتظر زيارة مندوب أو لجنة من المجلس البلدي لتتفقد وضعنا والحال التي نعيشها، ولا أرجو إلا الإسراع بالنظر والبت في هذا الموضوع.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1796 - الإثنين 06 أغسطس 2007م الموافق 22 رجب 1428هـ