اقترب شهر رمضان الكريم واقترب عيد الفطر معه وأوشكت المدارس أن تفتح أبوابها استعدادا لعام دراسي جديد... كل هذه المناسبات تقبل خلال أقل من شهرين، وبدأ المواطنون من محدودي الدخل يحسبون لها ألف حساب متمنين لو تكون رواتبهم ألف دينار وجميع أولادهم متزوجين ليسوا مسئولين عن مصروفاتهم... إلا أن كل هذا لن يحدث.
ومع بدء العد التنازلي لحلول هذه المناسبات أصبح المواطنون يحلمون بالإعلان عن زيادة في رواتبهم حتى يستطيعوا تغطية تكاليف هذه المناسبات، فهل يتحقق هذا الحلم؟ ومن أين يبدأ المواطن بالمدارس أم بشهر رمضان؟
بحكم أن المدارس ستكون في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل فإن بعض المواطنين سيبدأون بشراء احتياجات المدارس، إذ سيتقدم موعدها على الشهر الفضيل، بل إن البعض بدأ يستعد إلى المدارس منذ بداية الشهر الجاري، إلا أن البعض الآخر ينتظر العروض على قرطاسية المدرسة، في الوقت الذي بدأ البعض الثالث بتجهيز ملابس الأطفال للمدارس.
يقول المواطن زهير إبراهيم، الذي لديه ثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة «إن هذا العام سيشكل أزمة كبيرة بالنسبة إلى عائلتي، إذ أحتاج إلى شراء ملابس لأطفالي استعدادا لفتح الحضانات، فضلا عن أن شهر رمضان أصبح قريبا ويلحقه مباشرة عيد الفطر المبارك بمصاريف المعهودة، وأعتقد أني سأقتصر على شراء احتياجات شهر رمضان بكميات قليلة حتى أدخل البهجة إلى قلب أطفالي الصغار في العيد (...)، سأشتري احتياجات الحضانة وملابس العيد من المملكة العربية السعودية، إذ إنها تعلن عروضها مع بداية شهر رمضان استعدادا للعيد، حتى أستطيع شراء كميات كبيرة وبسعر منخفض».
أطفالنا يحلمون ولا نستطيع تحقيق أحلامهم
أما الأطفال فليس في حسبانهم أن أولياء أمورهم سيكونون شبه مفلسين خلال الشهرين المقبلين، فطلباتهم ستكثر خلال هذه الأشهر لناحية طلبات المدارس التي لا ترحم فتأخذ جلَّ الراتب، وخصوصا أن الأسعار بدأت تغلي كما الماء الحار.
تقول المواطنة إيمان مهدي: «إن المناسبات التي ستصادف المواطنين خلال الأشهر المقبلة ستنهي رواتبهم وخصوصا العائلات التي لديها أكثر من طفل (...)، وعلى الحكومة أن تراعي ظروف المواطنين خصوصا خلال هذه الفترة، إذ لدى بعض العوائل خمسة أطفال وجميعهم في المدارس إلى جانب أن عليها أن تشتري احتياجات شهر رمضان الذي عادة ما ينهي الراتب بمجرد أن ينزل في الحساب المصرفي».
مواطن: راتبي لا يكفي وسأشتري الرخيص
من جانبه، أشار المواطن «أبومحمد» إلى أن راتبه لا يكفي، إذ يصل إلى 250 دينارا ولديه خمسة أبناء وجميعهم في المدارس، إلى جانب أن شهر رمضان مقبل، لذلك فإنه سيشتري جميع احتياجاته بسعر رخيص، مؤكدا أن راتبه لا يكفي لشراء احتياجات غالية الثمن وخصوصا أنه يريد أن يستعد لقدوم العيد.
أما المواطن حمد سالم، فأكد أنه حتى المواطن الذي راتبه ألف دينار لن يستطيع تحمل كلفة الشهرين المقبلين، لأن الأسعار في حال ارتفاع مستمر، لذلك فإنه لن يكون قادرا على شراء احتياجات شهر رمضان، موضحا أن من الممكن أن تزداد متطلبات المدارس وتزداد الأسعار تضامنا مع هذه المتطلبات التي لن ترحم أولياء الأمور.
من جانبه، قال الطالب سيدعلي محمد: «لقد وقعت في مشكلة المصاريف من الآن، لأن الجامعة ستبدأ بعد شهر تقريبا، لذلك سأضطر إلى شراء ملابس للجامعة، إلا إني لا أستطيع أن أطلب ذلك من والدي لعلمي بأنه سيعاني خلال الأشهر المقبلة وخصوصا أن مصاريف شهر رمضان وحدها تحتاج إلى ما لا يقل عن ألف دينار إلى جانب أن لدينا في المنزل مجلسا رمضانيا يتطلب مصاريف أخرى».
وعلاوة على ذلك، يضيف سيدعلي «يحتاج إخواني الصغار إلى مصاريف المدرسة من قرطاسية وملابس وأنا وأختي نحتاج إلى ما يقرب من 250 دينارا للتسجيل في الجامعة إضافة إلى مصاريف شراء ملابس العيد، لذلك فإن الأمر أشبه بالكارثة».
المواطن سيدعدنان سعيد، قال من جهته: «سيسجل هذا العام فرقا عن الأعوام السابقة، إذ إن ثلاث مناسبات ستحل في أقل من شهرين (...)، أعتقد بأن هذه المناسبات ستقضي على الراتب وخصوصا أن عائلتي تعتمد على الأكل من الخارج إلى جانب أن لي مولودة جديدة، لذلك فإن مصاريف شهر رمضان ستكون أكثر بسبب احتياجات الطفلة».
مطالبات بحل
الأزمة عبر الزيادات
طالبت رسالة بعثها بعض الموظفين لصحيفة «الوسط» يوم الأربعاء الماضي، مجلس النواب بالتحرك جديا لحل أزمة اجتماع ثلاث مناسبات كبيرة في أقل من شهرين، داعين الحكومة إلى صرف إعانات للمواطنين لتخطي هذه العقبات أو التحرك بشأن الزيادة المزمع صرفها والتي سمع عنها الكثيرون قبل شهر، إلا أنها لم تصرف إلى الآن.
العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ