قررت السلطات التونسية ابتداء من أمس (الأحد) رفع أسعار مشتقات الحبوب بنسب متفاوتة،والحفاظ على أسعار الخبز مع التخفيض من وزنه، وذلك في خطوة تستهدف سد العجز المالي الناتج عن ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية.

وقالت وزارة التجارة والصناعات التقليدية التونسية في بيان لها إن هذا الإجراء يشمل الدقيق و»الكسكس» (الأكلة الشعبية الأولى في تونس)، إذ أصبح سعر الكيلوغرام منها 795 مليما (0.616 دولار)، بعد أن كان 735 مليما (0.569 دولار)، أي بزيادة تقدر بنحو 60 مليما.

كما أصبح بموجب هذا الإجراء سعر الكيلوغرام الواحد من الدقيق 450 مليما (0.348 دولار)،بعد أن كان 420 مليما (0.325 دولار)، أي بزيادة تقدر بنحو 30 مليما. أما بالنسبة إلى أسعار الخبز، فقد قررت السلطات التونسية الإبقاء على سعره القديم، ولكن مع التخفيض في وزنه. يشار إلى أن السلطات التونسية لم ترفع أسعار الخبز منذ سنوات عدة بسبب حساسية هذا الأمر، وخصوصا أن تونس سبق لها أن عرفت خلال شهر يناير/ كانون الثاني من العام 1984 اضطرابات عنيفة بسبب الزيادة في أسعار الخبز دفعت الرئيس التونسي آنذاك الحبيب بورقيبة إلى إلغاء هذه الزيادة وإقالة وزير داخليته إدريس قيقة. وبحسب وزارة التجارة والصناعات التقليدية التونسية، فإن هذا الإجراء اتخذ «لاحتواء انعكاسات الارتفاع الحاد لأسعار الحبوب في السوق العالمية التي تجاوزت نسبته 50 في المئة منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي»، ووصفته في بيانها بالمحدود،»لأنه لن يغطي سوى جزء ضئيل من نفقات الصندوق العام للتعويض بعنوان دعم المواد الأساسية المتوقعة خلال العام الجاري، التي سجلت تطورا مهمّا فاق كل التوقعات، إذ ينتظر أن تصل إلى 542 مليون دينار(420 مليون دولار)، مقابل تقديرات بنحو 340 مليون دينار (263 مليون دولار) في مطلع العام الجاري. وكانت السلطات التونسية أعربت في وقت سابق عن تخوفها من تواصل المنحى التصاعدي لأسعار المواد الأولية والمنتجات الزراعية وخصوصا منها الحبوب في الأسواق العالمية. ورجحت ارتفاع نفقاتها لدعم المواد الغذائية الأساسية خلال العام الجاري إلى أكثر من 500 مليون دينار (387 مليون دولار) مقابل 321 مليون دينار(248 مليون دولار) في العام 2006، و260 مليون دينار (201 مليون دولار) في العام 2005. وتوقعت أن تصل نفقات دعمها لواردات الحبوب خلال العام الجاري إلى 413 مليون دينار(320 مليون دولار) مقابل 240 مليون دينار (186 مليون دولار) خلال العام الماضي.يذكر أن قيمة وحجم الواردات التونسية من الحبوب ارتفعت خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 91 في المئة من حيث القيمة، وبنسبة 27 في المئة من حيث الكمية، وذلك بالمقارنة مع نتائج الربع الأول من العام الماضي.

وتستورد تونس سنويا ما قيمته 360 مليون دينار (272 مليون دولار) من القمح اللين، باعتبار أن الشعب التونسي ينفق نحو مليون دينار (757 ألف دولار) يوميا لتغطية استهلاكه من العجين بمختلف أنواعه.