إنّ الإخفاق ليس وليد اليوم إنما وليد عشرات السنين الماضية التي عجز فيها المنتخب عن تحقيق أية بطولة خارجية... إنّ الأسباب كثيرة... وحسرة الجماهير كبيرة... أنا هنا لم أكتب من أجل النبش في إخفاقات الماضي الطويل لكن سأسلط القليل على الإخفاق الأخير.
أقل ما أستطيع قوله إنّ الإخفاق كان متوقعا؛ لأنّ كل الأمور قبل البطولة كانت توضح أنّ الأحمر لا يسير في الطريق الصحيح... سوى أخطاء في اختيار اللاعبين أو تخبطات المدرب في وضع الخطة للإعداد والذهاب لمعسكرات لا فائدة منها... والتخبّط في التشكيلة الأساسية... ولعب بتكتيك عقيم لا يدع فرصة للاعبين ليقدمُ ما لديهم من مهارات... والتشبع الكروي من خلال لعب طوال ثلاث سنوات الأخيرة من دون توقف والكثير من الأمور. إن كان المدرب يتحمل جزءا من الإخفاق... فاللاعبون أيضا يتحملون الإخفاق... فلم نر إبداعا كروياُ ونحن نعرف إمكانات اللاعبين... إذ كان غالبيتهم مفتقدين إلى الروح البطولية ومن الممكن أن يكون أحد الأسباب كما قلت مسبقا من التشبع الكروي. الجهاز الإداري... هنا أوجه سؤالا: هل هيأنا اللاعبين للبطولة من كل النواحي... أعتقد أن التهيئة الذي سار عليها الأحمر هي ليست تهيئة للبطولة، فلم نر الروح القتالية تطغى على اللاعبين، فلم نرَ الغِيرة على اسم الوطن وهذا الجزء يتحمّله الجهاز الإداري. التجنيس... أعتقد أنه من الأسباب المباشرة دخول التجنيس في المنتخب الوطني... وإنّ دخول التجنيس ساهم في بناء كابوس في مخيلات اللاعبين، إذ هل سأكون أساسيا أو لا؟ هل سأستمر أو لا؟ خصوصا في ظل زيادة التجنيس الرياضي... ومن هنا أوجه سؤالا آخر ما سبب التجنيس ؟ هل ابن الوطن ليس أهلا للثقة؟ أو أن هناك أسبابا يجهلها الكثيرون... إنني أوجه نداء شديد اللهجة وأقول لصاحب المشروع التجنيسي: قف يا مَنْ تدّعي التجنيس... فابن الوطن هو أهل للوطن... ونحن مَنْ سيحمي الوطن وسيرفع رأس الوطن ؛ لأني وطني الهوية... وهذا البلد بلدي.
أقوال اللاعبين وتضارب آراء الإداريين والمدربين... أعتقد أن إعلان أكثر من لاعب الرغبة في الاعتزال يعتبر هروبا من المسئولية ورفع الراية البيضاء... نعم نحن بحاجة إلى التجديد... نحن بحاجة إلى كل اللاعبين لكن في الوقت نفسه لا يجب عليك أن تهرب من الحقيقة بعد كل إخفاق... وأعتقد أن من أسباب إعلان الاعتزال هو التخفيف من الهالة الإعلامية التي ضد اللاعبين.
أما تصريحات الإداريين والمدرب... فأعتقد أني لن أعلق على أي شي حلأن الواقع والكلام الواقعي يثبت مدى التخبط الواضح والتناقض الذي يعيشونه.
إن الإخفاق ليس بالشيء الجديد... وسيتواصل الإخفاق إذا واصل الاتحاد العمل على هذا الرتم.
الأهلي والتحدّي الجديد
بعد موسم مظلوم للنسور... ها هو الأهلي يعد نفسه من جديد... وبروح جديدة... وبتعاقدات جديدة... وبإدارة جديدة... ومدرب جديد ولموسم جديد من أجل الذهب لا غير... ومع الموسم الجديد ها هي الجماهير الأهلاوية تجدد العهد من جديد بالفريق... ونحن كلنا ثقة في الفريق... وسنؤازر الفريق بيد من حديد... ونرددها دائما «احنا الأهلاوية وكلنا عائلة».
القناة «الرياضية» والموسم الجديد
مجرد سؤال: هل أعددتم أنفسكم للموسم الجديد؟ هل من جديد ستقدمونه إلى الجمهور؟ أم ستواصلون ما قدمتموه في المواسم الماضية وستواصلون «التخلف» الإعلامي بينما الكثيرون من القنوات تقدم العجب لجماهيرها؟
ما أروع الشيء!
ما أروع الدورات الرياضية التي تذكرنا بشخص عزيز على قلوبنا رحل عنّا... ما أروع التجمعَ على خير وعلى شيء رياضي يذكرنا بموتانا... ما أجل أنْ نجدد الذكرى بالدورات الرياضية... ما أجمل أنْ تكون الرياضة طريقة لتخليد ذكرى أعز الناس على قلوبنا... وأنا من هنا أوجّه شكرا إلى صندوق المرخ الخيري على عمل دورة تخص الشخص الغالي على قلوبنا جميعا المرحوم السيد حسن السيدأحمد... لنجدد الذكرى من جديد.
سيدأحمد سيد حيدر
العدد 1802 - الأحد 12 أغسطس 2007م الموافق 28 رجب 1428هـ