قال رئيس وحدة الأعمال التجارية في الشرق الأوسط بشركة «كوكا كولا»، وفيق الطوخي «إن الشركة تتعرض حاليا لضغوط كبيرة من أجل رفع أسعارها نتيجة الارتفاع الشديد في مختلف المواد الأولية التي تدخل في عمليات تصنيع كوكا كولا».
ونفى الطوخي وجود أية ضغوط أو تعليمات تتلقاها الشركة من الإدارة الأميركية، نظرا الى أن عمل الشركة تجاري بحت ومستقل تماما والشركة لا تخضع لأية ضغوط أميركية، موكدا أن الشركة لا تسمح بتدخل الدول في عملها وسياساتها.
حجم المبيعات مليار دولار
وأشار الطوخي إلى أن حجم مبيعات الشركة في المنطقة خلال العام الماضي (2006) بلغ مليار دولار ويتوقع أن ترتفع هذه المبيعات بنهاية العام الجاري (2007).
وقال إن هذه الظروف الحالية تحتم رفع أسعار كوكا كولا، والموضوع يحظى ببحث ودراسة دائمين من قبل الشركة، مشيرا الى أنه في حال اتخاذ قرار لرفع السعر فسيرفع الى 200 فلس.
وأضاف أن الضغوط تتزايد على الشركة لرفع أسعارها نظرا إلى الارتفاع المستمر في أسعار الكثير من السلع والمواد الاستهلاكية المرتبطة بتصنيع كوكا كولا، مردفا أن الأسعار في المنطقة هي نفسها منذ أكثر من 25عاما على رغم الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الداخلة في تصنيع كوكا كولا، فكلفة التصنيع ارتفعت بصورة رهيبة بدءا من مادة السكر الى مادة الصفيح التي تصنع منها العلب والتي كانت تباع بنحو 1200 دولار للطن إذ أصبحت الآن تباع بنحو 3000 دولار للطن، اضافة الى زيادة رواتب الموظفين ومصروفات الدعاية والإعلان وغيرها من المصروفات.
كل الخيارات مطروحة
وذكر أن الشركة تبحث باستمرار عن خيارات عدة، وفي لحظة الوصول الى ان الشركة لاتستطيع أن تستمر في الأسعار نفسها الحالية ستتم زيادة الأسعار بعيدا عن مدى رغبة الشركات المنافسة الأخرى في الانضمام إلى رفع أسعارها من عدمه.
وأضاف لقد وصلنا الى مرحلة نشعر فيها أن بقاء الأسعار كما هي الآن بات أمرا مستحيلا، موضحا أن الشركة تعكف حاليا على دراسة الخيارات المتاحة، منها تصنيع عبوات اقتصادية للكوكا كولا تستتطيع أن تساعد في خفض الكلفة.
وذكر الطوخي أن الشركة في الوقت نفسه تأخذ في اعتبارها الزبائن الذين قد يجدون الزيادة مرتفعة بالنسبة إليهم ما يجعل الشركة تدرس حال الناس الاقتصادية عند اتخاذ قرار بزيادة الأسعار.
وعن أسعار كوكا كولا في بلدان العالم؛ أجاب الطوخي أن الأسعار في المنطقة تعتبر هي الأرخص في العالم. اذ ان قيمة علبة الكوكا كولا تبلغ في البحرين 100 فلس والامارات درهم واحد وريال في السعودية وقطر وفي سلطنة عمان بيسة، وهذه الأسعار تكاد لا تذكر أبدا مقارنة بالأسعار في أميركا وأوروبا ودول أميركا اللاتينية وغيرها، مشيرا إلى أنه في الدول الاخرى غير دول المنطقة مازال يعمل بنظام العبوة أو الزجاجة المرتجعة في حين أن هذا النظام لم يعد يعمل به في دولنا.
وبخصوص حجم المبيعات في العام الماضي (2006)، قال الطوخي إن الشركة باعت أكثر من 200 مليون صندوق يضم الواحد منها 24 علبة في المنطقة بقيمة مليار دولار.
وأشار الى أن هذه المبيعات كانت أفضل من الأعوام السابقة كما أن كل المؤشرات تدل على أن المبيعات في العام الجاري ستكون أفضل من العام الماضي على رغم أن العام لم ينته بعد.
البحرين تستضيف اجتماع الشركة الإقليمي
وقال رئيس وحدة الأعمال التجارية في الشرق الأوسط بشركة «كوكا كولا»، وفيق الطوخي إن الاجتماع الاقليمي للشركة ستستضيفه البحرين بنهاية الشهر الجاري وسيبحث نتائج 2007 وخطط العمل في العام المقبل (2008).
وأشار الطوخي إلى أن وجود شركة كوكا كولا في البحرين منذ العام 1989 وقد اختارت الشركة البحرين لتكون المركز الرئيسي للشركة، وذلك نظرا الى موقعها الجغرافي القريب من أسواق المنطقة وخصوصا السوق السعودية، والتسهيلات التي تقدمها الحكومة للقطاع الخاص إذ إن البحرين تعتبر بيئة مثالية للاستثمار والعمل.
وأوضح الطوخي أن مكتب البحرين يغطي دول لبنان وسورية والعراق وفلسطين ودول الخليج واليمن بالاضافة الى إيران، مردفا أن مكتب الشركة في البحرين كان مسؤولا فقط عن دول الخليج ثم توسعت هذه المسئولية لتشمل دول الشرق الأوسط وايران منذ العام 2000.
ولفت إلى أن الشركة فضلت العمل في البحرين على رغم الإغراءات التي كانت تقدم إلى الشركة للانتقال لكنها وجدت في البحرين المكان الملائم من حيث الاستقرار وسهولة العمل، وتوافر الأمن وكل التسهيلات اضافة الى القرب من أسواق السعودية. وبخصوص سوق العراق، قال الطوخي لقد تم تأسيس شركة من المعبئين بالشركة في تركيا ومستثمرين عراقيين من أجل القيام بتعبئة الكوكا كولا ومن ثم توزيعه في السوق العراقية.
مصنع في العراق في 2008
وقال الطوخي إن شركة الكوكا كولا ستفتح مصنع الكوكا كولا في العراق اعتبارا من منتصف العام المقبل (2008)، مشيرا الى أن حجم هذه الاستثمارات في السوق العراقية يبلغ نحو 50 مليون دولار.
وذكر أن السوق العراقية سوق كبيرة نظرا إلى الكثافة السكانية، وأنه لولا الأوضاع التي يعيشها العراق لعدت هذه السوق من الأسواق القليلة في المنطقة الجاذبة للاستثمار، فيه مازالت سوقا بكرا وكل مقومات النجاح متوافرة فيها. وأوضح أن شركات كوكا كولا منتشرة في كل دول العالم ماعدا كوريا الشمالية، وكوبا، وهذا يعود الى سياسات هذه الدول في عدم سماحها للمنتجات الأميركية بدخول أسواقها.
وردا على سؤال عما إذا كانت كوكا كولا علامة أميركية، أجاب إن كوكا كولا هي شركة عالمية، وفيها ملايين المساهمين من العالم يمتلكون أسهمافيها، منوها الى أن فكرة ألصاق كوكا كولا بالولايات المتحدة غير صائبة وقد ظهرت هذه الفكرة أساسا منذ المقاطعة العربية لها، الا ان الشركة عالمية وتطرح أسهمها في البورصات العالمية وحملة أسهمها ملايين الناس من مختلف الجنسيات، كما أن رئيس الشركة من الجنسية الايرلندية، ونائبه من الجنسية التركية.
30 مصنعا في المنطقة
وعن عدد مصانع الكوكا كولا في المنطقة، ذكر الطوخي أن عددها يبلغ 30 مصنعا، منها في البحرين مصنع واحد، وفي السعودية مصنع واحد. وفي الامارات العربية المتحدة مصنعان، وفي اليمن 5 مصانع، وفي لبنان وفلسطين مصنع لكل منهما بالاضافة الى 3 مصانع في إيران، مشيرا إلى أن هذه المصانع تغطي في الأساس السوق المحلية ويمكنها إذا وجدت الفرصة التصدير إلى خارج البلد التي تعمل فيه.
وقال ان مبيعات كوكا كولا حققت ارتفاعا ملحوظا في المبيعات في السنتين الأخيرتين في المنطقة وفاقت هذه الزيادة كل التوقعات نتيجة الاستثمارات التي وضعتها الشركة والمعبئين، وفي حجم التطوير التي سعت الشركة الى تحقيقه في مجالات مختلفة مثل تطوير المواد البشرية، وخطط التسويق المستمرة، كما أن التصميم الخاص بعبوات الشركة يشهد تطويرا من ناحية التصميم وباستمرار.
وأشار إلى أنه حجم استثمارات الشركة في المنطقة في العام الجاري يقدر بنحو 150 مليون دولار في مجال تطوير المركبات والمصانع والثلاجات والمخازن والعبوات الجديدة والتسويق والموارد البشرية.
وذكر الطوخي أن المنافسه في السوق شديدة إلا أنها منافسة صحية، ولم تكن المنافسة قبل دخول كوكا كولا أسواق المنطقة كما هي الآن، وهذا ما يجعل الشركات تسعى جاهدة إلى تحسين خدماتها نحو الأفضل من أجل تلبية رغبات المستهلكين، موضحا أن حجم مبيعات كوكاكولا في الصيف يزيد بنسبة 60 في المئة عن فترة الشتاء.
البحرنة %40
وقال إن نسبة البحرنة في مقر الشركة في البحرين تبلغ نحو 40 في المئة وهو مجال تحرص عليه الشركة في كل الدول التي توجد فيه، مؤكدا أن استهلاك الفرد في البحرين من كوكا كولا يبلغ 450 علبة سنويا، وهو رقم يعتبر كبيرا مقارنة بحجم دخل الأفراد، وعدد السكان في حين أن الكويت تستهلك نحو 600 علبة سنويّا للفرد.
العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ