بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء واليوم العالمي للمكفوفين نظمت جمعية الصداقة للمكفوفين مسيرة المشي مع الكفيف تحت شعار «فقد البصر ... قوة وإرادة»، وذلك عصر أمس (الجمعة) بكورنيش النادي البحري، وبرعاية من محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة.
وشهدت المسيرة حضورا كبيرا من المكفوفين والأصحاء من دولة قطر والمملكة العربية السعودية، فمن السعودية شارك 18 مكفوفا ومعاقا، ومن قطر 8، إضافة إلى مشاركة وزارتي الإعلام والداخلية وعدد من الشركات والمؤسسات الكبرى في البحرين.
وافتتح المسيرة محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، والذي أكد في حديثه لـ «الوسط» أن المعاقين والمكفوفين أثبتوا للعالم كله قدراتهم وجهودهم التي حققت الكثير من الانجازات لهذا الوطن وللمجتمع البحريني كافة.
وأشار الشيخ حمود أنهم أعطوا درسا عظيما، وذلك أن البصر وعلى رغم أنه نعمة من الله إلا أن فقدهم له جعل من بصيرتهم تحقق ما لم يتمكن من إنجازه المبصرون.
وأكد محافظ العاصمة دعمه لجميع الجهود المبذولة من أجل المعاقين والمكفوفين، وذلك من منطلق الحرص على جميع أطراف المجتمع، لافتا إلى الرقي بهذه الفئة من المجتمع ورعايتها تتطلب اهتماما ودعما خاصا.
وأشاد الشيخ حمود بالجهود التي تبذلها الوزارات الحكومية والمؤسسات الخاصة ذلت التواصل المستمر مع فعاليات وأنشطة الجمعية. ولفت إلى أن: «هذا اليوم يومنا جميعا ويذكرنا بأهمية الوقوف مع جميع الأطراف التي تعمل لصالح المواطن بشكل عام والمكفوف بشكل خاص».
وأمل محافظ العاصمة في أن تلتقي الجميع سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات من أجل الارتقاء بالخدمات التي تقدم للمكفوفين والمعاقين، وخصوصا وزارة التنمية الاجتماعية، فهي الجهة المعنية برعاية هذه الفئة من المجتمع.
من جهته قال رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين سيد حسين الحليبي: «لقاؤنا اليوم في درب من دروب الخير، للاحتفاء بذكرى العصا البيضاء واليوم العالمي للمعاقين، وبهذه المناسبة آمالٌ تتجدد، وهمم تشحذ، وإنجازات توطّد، تتلوها مكتسبات في شتى الميادين، أحرزوها بإيمانهم وإرادتهم إخواني المعاقون ومنهم المكفوفون».
وأضاف الحليبي: «إننا اليوم نرحب بالأشقاء من السعودية وقطر، ونقدر مشاركتهم معنا في هذه المناسبة العالمية، ونجدد اعتزازنا بالوطن العزيز وقيادتنا الحكيمة».
وأوضح الحليبي أن اختيار شعار «كف البصر... قدرة وإرادة» يأتي للإيحاء بأن فقدان البصر يحرك في ذات الإنسان المشاعر في أنه يملك القدرة للتغلب على الصعاب، إضافة إلى تعريف المجتمع بالطريقة المثلى للتعامل مع المكفوف والمعاق، ودمجهما في المجتمع الذي هم منه.
وطالب الحليبي بتأكيد حق المعاق والمكفوف، وحقهما في مواصلة التعليم العالي والحصول على الوظيفة التي تناسب مؤهلات الدراسية، إضافة إلى حقه في الانتقال الآمن من مكان لآخر، والمشاركة العامة في جميع فعاليات المجتمع.
وأفاد رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين أن هذه المسيرة يوجه رسالة للجميع بأنهم قادرون على تنظيم الفعاليات والأنشطة التي ينظمها الأشخاص الأصحاء.
إلى ذلك قال علي محمد الكميت من مركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين: «إننا في غاية السعادة لمشاركتنا في هذا المهرجان، الذي يدل على حسن التنسيق والترتيب من قبل جمعية الصداقة للمكفوفين».
وأضاف الكميت: «أقول إلى إخواني المكفوفين الذين ينظرون بإيجابية لهذه الحياة، تقدموا وإلى الأمام، أما من ينظروا بسلبية فأقول لهم لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة»، وتابع: «الأخوة الأسوياء والأصحاء اصبروا على خدمة المعاقين والمكفوفين، وتحملوا التعب والعناء وأجركم على الله».
العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ