العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ

الجودر: ندعو إلى التوافق على يوم الشهيد في مارس

الوسط - محرر الشئون المحلية 

21 نوفمبر 2008

دعا إمام جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس إلى التوافق على أن يكون يوم الشهيد في مارس/ آذار، وذلك من أجل الابتعاد عن المناسبات الوطنية حتى لا تتشوه صورة الحركات الوطنية في هذا الوطن.

وقال: «بالأمس عاد الحديث عن يوم الشهيد أو الشهداء، وذلك للأحداث التي وقعت في ديسمبر/ كانون الأول بالعام الماضي، الأمر الذي أزعج الكثيرين من أبناء هذا الوطن، وقد أطلقنا حينها مبادرتنا الوطنية من أجل التوافق على يوم آخر للاحتفال بيوم الشهيد، وقد لاقت المبادرة حينها الترحيب من أكثر القوى والجمعيات الوطنية والدينية، وقد سعت إلى تفعيلها بعد التوافق على أن يكون في شهر مارس/ آذار من كل عام».

وأضاف «إن سبب إطلاق المبادرة حينها أمران، الأول للحفاظ على مكانة وأهمية اليوم الوطني(16 ديمسبر)، والثاني كرامة لدماء الشهداء وأهليهم، ولم نستثنِ في تلك المبادرة أحدا أو تيارا أو حقبة تاريخية». وذكر الجودر أسباب اختيار شهر مارس يوما للشهيد، فقال: «كان التوافق على شهر مارس لعدة أسباب، هي: أن أول الشهداء كان في شهر مارس، وأن مارس الشهر الذي سقط فيه أكثر الشهداء، وأن غالبية الشهداء سواء من المحرق أو النويدرات أو الديه أو غيرها كانوا في شهر مارس».

ودعا الجودر إلى قراءة تجارب الدول الأخرى وما أصابها من تداعٍ وسقوط، وأخذ الدروس والعبر منها، فنحن في هذا الوطن في أمسِّ الحاجة إلى دعوات الوحدة والتعايش والتسامح، ونتمنى أن تتوحد القوى السياسية من أجل الاحتفال بيوم الشهيد بعيدا عن المناسبات الدينية والوطنية الأخرى. وتطرق الجودر إلى حب الأوطان، مبينا أن حب الأوطان مما فطر الناس عليه وأنه من تعاليم النبي (ص) وأهل بيته وأصحابه، وقال إن الإنسان بفطرتهِ السوية يُحب المكان الذي عاشَ فيه وترعرع في ربوعه، ومساجده ومدارسه وملاعبه وسواحله وأسواقه، ويتأكد ذلك في صور الانتماء والولاء والفداء والتضحية والعمل التي يبذلها الفرد لوطنه ومجتمعه. وأوضح أن حب الوطن غريزة متأصلة في النفس، قد يختلف الناس فيما بينهم، ولكن مع أوطانهم فإنهم مجتمعون متفقون، فبناء الوطن وازدهاره وأمنه واستقراره من الأمور المسلم بها، فحب الوطن والحنين إليه أمر في الوجدان، فعن ابن عباس عن رسول الله (ص) قال لمكة وهو مهاجر: «ما أطيبكِ من بلد، وما أحبكِ إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيركِ». وبين أن حب الوطن ليس شعارا يرفع في المناسبات، ولا أناشيد تلقى في الاحتفالات، وإنما يتمثل في صور البناء والتطوير، والأمن والاستقرار، والسعي إلى معالجة الإشكالات بالأساليب الحضارية، لذلك فإن من غرائب الأمور أن تجد من يدعي الوطنية وهو يعمل خلاف ذلك، فهناك من يدعي الوطنية وأطروحاته لنصرة الطائفة أو الحزب أو الجمعية، وهناك من يدعي الوطنية وهو يمارس التمييز والسرقة والإضرار بمقدرات الوطن، وهناك من يدعي الوطنية وهو يمارس الفساد ونشر الرذيلة!. فهل من الوطنية شق الصف وتحويل الوطن إلى كنتونات صغيرة، سنة وشيعة؟، وهل من الوطنية عرقلة عملية الإصلاح والتطوير؟، وهل من الوطنية طمس وتشويه تاريخ المناضلين الشرفاء الذين قدموا التضحيات من أجل حرية واستقلال هذا الوطن من نير الاستعمار الإنجليزي؟. وقال الجودر: «البعض منا أساء فهم معنى حب الوطن والوطنية، فجعلوها شعارات فارغة من محتوها، وإليكم صورتان سلبيتان لفهم الوطنية: الأولى أن هناك من يرفض الاحتفالات الوطنية بدعوى أنها بدعة!، وهذا فيه خلط كبير، فالأيام الوطنية هي مناسبات تظهر فيها الشعوب والمجتمعات مكتسباتها وإنجازاتها، فهناك يوم للعمال، وآخر للأم، وآخر للبيئة، وآخر للمرور، وآخر لمناهضة الفقر، وآخر لمحاربة المخدرات وغيرها، وليست لها علاقة بأعياد المسلمين، (عيد الفطر وعيد الأضحى)، فلماذا فقط الوقوف عند اليوم الوطني ومحاولة تجهيله، أو نعته بالوثني؟!.

الصورة الثانية، أن هناك صنفا آخر من الناس يريد مزاحمة المناسبات الوطنية بمناسباته الخاصة، والجميع يعلم أن يوم الاستقلال ومناسبة الجلوس تصادف السادس عشر من ديسمبر، وهذه ليست مناسبة وليدة اليوم بل هي منذ أكثر من سبع وثلاثين سنة، فلماذا السعي إلى تحويلها إلى مناسبات للتصادم؟!. فالوطنية التي نتحدث عنها هي الحب الذي علمنا إياه النبي وأصحابه وآل بيته، ويكفي الفرد منا أن ينظر إلى المجتمع الذي أسسه النبي، فقد كان مجتمعا مسلما يعيش معهم اليهود والنصارى والمشركون، فحب الوطن ليس ضد الدين، ومتى ما تحقق الأمن والاستقرار والعدل والمساواة فإنه يلزم الفرد أن يحقق المواطنة الصالحة.

العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً