قال خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس (الجمعة) إنه يجب على المسلم التوجه إلى الله عز وجل والرجوع إليه سبحانه والاحتماء بجنابه، ويكون ذلك بالطاعة والعمل الصالح والتوبة والاستغفار والدعاء، فإن أهم وأعظم العبادات والقربات إلى الله تعالى الدعاء في الشدة والرخاء.
وأضاف لا يسلم الإنسان كائنا من كان من المصائب والهموم والأحزان والأكدار، بسبب مرض أو فقد عزيز أو ظلم أو فقد مال وغير ذلك من الأسباب...
فلا صاحب ملك ولا عظيم ولا غني ولا ذو جاه يسلم من هموم وأحزان الحياة الدنيا، فضلا عن الفقير الضعيف أو البائس المحروم أو المظلوم المغلوب.
وبين أن الدعاء هو الابتهال إليه سبحانه بالرغبة والسؤال والتضرع إليه وإظهار الفقر والحاجة رجاء الحصول على الخير.
وأوضح أن الرسول محمد بن عبدالله (ص) بين أن الدعاء هو العبادة، وأنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الله سبحانه حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا خائبتين خاليتين، وما من مسلم على وجه الأرض يدعو الله دعوة إلا آتاه إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، وأن من لم يسأل الله يغضب عليه، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء.
وقال على المسلم اللجوء إلى هذا السلاح، لأن سلاح المؤمن الدعاء - فبدعاء المؤمنين يكشف الله الضر ويجيب المضطر ويكشف السوء ويرحم من يشاء من عباده.
وذكر أن القرآن العظيم حكى عن أنبيائه مثل أيوب، ويونس وزكريا وغيرهم وكيف استجاب دعاءهم ونجاهم وأذهب عنهم الغم، وكان نبينا (ص) إذا أهمه أمر من الأمور رفع رأسه إلى السماء داعيا متذللا، يلتمس الفرج والنصر والتأييد من الله الواحد الأحد، فعلى المسلم تحري الدعاء في جميع الأوقات وخاصة في أوقات الإجابة والثلث الأخير من الليل، وأن يكثر من الدعاء والسؤال فإنه يدعو ويسأل مَن خزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا ينقطع.
ووجه الشيخ مطر إلى مسائل في الدعاء قال إنه لابد منها ومن معرفتها، وهي: إخلاص الدعاء لله وحده، وعدم الاستعجال بحيث يقول دعوت فلم أرَ يستجيب لي فيتحسر عند ذلك ويدعُ الدعاء فعليه أن يحسن الظن بالله وأن يتيقن الإجابة إن عاجلا أو أجلا، وأن يعزم في المسألة ويدعو الله وهو موقن بالإجابة، وأن يلح في الدعاء ويكرر المسألة بقلب حاضر خاشع فإن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ.
وأوصى مطر المسلم في جميع شئونه أن يدعو الله ويستنجد به بعدها يأخذ بالأسباب من علاج ومذاكرة، و...
واستغرب من مظلوم أو حزين أو مهموم كيف ينسى ويغفل عن الدعاء في ثلث الليل الأخير وقت نزول الرحمات وإجابة الدعوات ووقت البركات والنفحات والمغفرة.
العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ