أثار تخلف عدد كبير من اللاعبين المحترفين عن مشاركة منتخبات بلادهم في المباريات الدولية الودية التي أقيمت يوم الأربعاء 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، جدلا واسع النطاق على صعيد كرة القدم العالمية.

فقد طالب مدرب أرسنال الإنجليزي الفرنسي آرسين فينغر الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم بمعاقبة اللاعبين الذين يتخلفون عن المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم بعذر «كاذب» من أجل المشاركة في استحقاقات فرقهم.

ويبدو للوهلة الأولى أن فينغر غير موقفه السابق والمنتقد بشدة للمباريات الدولية الودية التي تكلف الفرق الكثير نتيجة إصابة اللاعبين، لكنه لم يكن يعني بموقفه الجديد هذا الموضوع بالذات بل انه «يبحث عن العدالة» في المعاملة وخصوصا أنه ذاق لوعة الإصابات جراء هذه المباريات وآخرها مع مهاجمه ثيو والكوت الذي سيغيب عن أرسنال لثلاثة أشهر على أقل تقدير بسبب خلع في كتفه تعرض لها في أوائل الأسبوع الجاري خلال تمارين المنتخب الإنجليزي.

وطالب فينغر الاتحاد الدولي بمراقبة «نشاطات» الأندية بشكل دقيق لمعرفة اللاعبين الذين تغيبوا عن المباريات الدولية المشابهة في توقيتها لتلك التي أقيمت الأربعاء، من أجل أن يلعبوا مع أنديتهم أن كان في الدوري المحلي أو في المسابقات الأوروبية.

وقال المدرب الفرنسي في هذا الصدد: «الكثير من اللاعبين انسحبوا من المباريات الودية لأن توقيتها كان غير مناسب. سيكون من المهم على الاتحادين الدولي والأوروبي أن يدرس وضع هؤلاء الذين غابوا عن هذه المباريات، لمعرفة إذا كانوا سيشاركون (مع أنديتهم) في مباريات نهاية الأسبوع أو الثلثاء والأربعاء المقبلين في مسابقة دوري أبطال أوروبا».

وقد يكون فينغر يقصد مانشستر يونايتد وليفربول، إذ سحب الأول لاعبيه ريو فرديناند وواين روني والثاني قائده ستيفن جيرارد من مباراة انجلترا الودية مع ألمانيا (2/1) بداعي إصابتهم، وتأكد أن الأولين سيشاركان مع فريقهما في مباراته القوية مع أستون فيلا اليوم السبت في الدوري المحلي، في حين لم يعرف حتى الآن إذا كان الثالث سيشارك في مباراة «الحمر» أمام فولهام اليوم أيضا.

كابيللو يطالب بفحوصات طبية

ويبدو أن مدرب إنجلترا الايطالي فابيو كابيللو مدرك تماما لما يحصل إذ استدعى جيرارد للقيام بفحوصات تحت إشراف الطاقم الطبي للمنتخب للوقوف على صحة الإصابة، وخصوصا أن مدرب ليفربول الاسباني رافاييل بينيتيز أشار منذ نحو أسبوعين إلى أنه يعتزم منح قائده فترة من الراحة بسبب زحمة المباريات.

«هناك الكثير من اللاعبين الذين يتغيبون عن المباريات الودية، لماذا؟»، هذا ما تسأل عنه فينغر، مجيبا على نفسه «اللاعبون يعلمون أنه تنتظرهم مباريات مهمة مع فرقهم في الأسبوع التالي ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا. من الناحية النظرية، إذا لم يكن بإمكانك أن تلعب مع منتخب بلادك فلا يجب أن تشارك في مباراة فريقك بعد أيام معدودة».

الأندية ترفض مشاركة لاعبيها

وترفض بعض الفرق أن تتخلى عن لاعبيها لخوض مباريات ودية مع منتخبات بلدانهم وبشكل علني دون أن تعلل هذا الأمر بالإصابة، مثل برشلونة الإسباني الذي رفض السماح لليونيل ميسي والكاميروني صامويل ايتو بالمشاركة في مباراتي الأرجنتين مع اسكتلندا (1/صفر) والكاميرون مع جنوب إفريقيا (2/3)، وانتر ميلان الايطالي الذي أراح مهاجمه السويدي زلاتان ابراهيموفيتش لبضعة أيام عوضا عن مشاركته مع منتخب بلاده أمام هولندا (1/3)، وذلك تحضيرا لمواجهة القمة مع يوفنتوس اليوم السبت في الدوري المحلي ولقاء باناثينايكوس اليوناني الأربعاء المقبل في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

ويعتبر فينغر أصلا من أكثر المدربين الذين ينتقدون المباريات الودية التي تتسبب بحسب رأيه بإصابة اللاعبين وتحرمهم من المشاركة مع فرقهم، وهو كان جدد هذا الموقف حتى قبل إصابة والكوت، فقد قال بعد خسارة فريقه السبت الماضي أمام أستون فيلا في الدوري المحلي «إنها (المباريات الودية) غير مرحب بها في هذا التوقيت الذي نسعى خلاله جاهدا من أجل يستعيد اللاعبون أنفاسهم قليلا، لا أعلم فعلا ماذا تستفيد من هذه المباريات الودية، ليس هناك مباراة فعليا. أنا أتفهم إذا كان هذا النوع من المباريات تحضيرا لمباراة رسمية، لكن بعد هذه المباريات (الأربعاء) لا يوجد هناك أي لقاء رسمي إلا بعد أربعة أشهر من الآن».

ويعاني فينغر أصلا من الإصابات في صفوف فريقه إذ انضم والكوت لكل من الكرواتي ادواردو دا سيلفا والتشيكي توماس روزيكي اللذين يغيبان عن الملاعب منذ فترة طويلة جدا، إضافة إلى الإيفواري ايمانويل ايبوي الذي يعاني أيضا من الإصابة.