لايزال المسلسل الكويتي «للخطايا ثمن» يثير ردود فعل متباينة لدى مختلف الجهات الأهلية والرسمية في الكويت. أبناء الطائفة الشيعية من جهة، لايزالون يحدثون ضجة يهدفون من خلالها إلى تشكيل ضغط على إدارة قناة «ام بي سي»، تصدر على أثره قرارا بمنع عرض العمل على شاشتها في شهر رمضان المبارك، ملوحين بالتصعيد ورفع الأمر إلى القضاء في حال تطلب الأمر. فيما يظل مخرج العمل وصاحب فكرته ومنتجه نايف الراشد متمسكا بموقفه المدافع عن عمله، نافيا تعرضه بأية إساءة للمذهب الشيعي، مكررا تأكيد أن غالبية الطاقم العامل على المسلسل من أبناء الطائفة الشيعية.

الضجة الأهلية، التي تثيرها لجنة تشكلت من عدد من وجهاء الطائفة الشيعية من مثقفين وأكاديميين ونواب سابقين، لم تهدأ بالتصريحات التي نشرتها صحيفة «القبس» الكويتية في عددها الصادر يوم أمس (الأحد) 9 سبتمبر/ ايلول الجاري، والتي جاءت على لسان المدير الإقليمي لمجموعة قنوات «ام بي سي» في الكويت أحمد العساف، وأكد من خلالها عدم إساءة المسلسل للمذهب الشيعي بأي شكل من الأشكال. بل إنه طمأن أعضاء اللجنة بأن يتخذ مجلس إدارة القناة القرار الأفضل الذي يحقق مصلحة جميع الأطراف.

تصريحات العساف إضافة إلى إصرار الراشد على اتمام عمليات المونتاج فيما تبقى من الحلقات التي لم يسلمها الى القناة وعددها 12 حلقة، جعل القضية تتحول الى ما يشبه الأزمة. وهي أزمة تكاد أن تتحول الى أزمة سياسية وخصوصا مع تلويح وزير الإعلام وزير الصحة بالوكالة عبدالله المحيلبي بإحالة فريق عمل المسلسل إلى النيابة العامة في حال ثبت تعرضهم لأية فئة أو طائفة داخل المجتمع الكويتي، وذلك بحسب صحيفة «الرأي» الكويتية في عددها الصادر أمس الأول (السبت) 8 سبتمبر/ أيلول الجاري.

الوزير الذي وعد بالاطلاع على تقرير مفصل عن النص يوم أمس (الأحد)، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لم يبدُ موقفه مريحا لبعض أعضاء اللجنة الأهلية، حين أضاف أن الوزارة لا سلطة لها على الفضائيات، وهو ما دعا أعضاء اللجنة إلى التفكير بشكل جدي لرفع القضية لرئاسة مجلس الوزراء.

وكانت اللجنة المذكورة والمتشكلة من 15 من وجهاء الطائفة الشيعية في الكويت من مثقفين وأكاديميين ونواب، عقدت اجتماعا مع مؤلف العمل ومنتجه نايف الراشد، وذلك في محاولة لاحتواء الموقف وللوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وبحسب أحد الحضور، ممن رفض الإفصاح عن اسمه، فإن اللقاء لم يكن مثمرا، بل إن أعضاء اللجنة أبدوا استياء شديدا من تعنت المخرج ورفضه تغيير نصه الذي وجدوه مشوها لحقيقة المذهب الشيعي، وخصوصا مع عدم تضمين العمل لنماذج ايجابية في مقابل النموذج الشيعي السيئ، ما من شأنه توضيح سوء التطبيق الحاصل.

وعلى رغم عدم تشكيك أي من أعضاء اللجنة في نوايا المخرج ومحاولته ملامسة بعض الهموم المجتمعية، بما فيها قضية زواج المتعة، فإن أعضاء اللجنة وجهوا للمخرج لوما لعدم استشارته أية جهة شيعية قبل محاولته التعرض لهذه القضية.

المخرج بدا بعدها وكأنه تراجع عن موقفه، الذي وصفه مصدر مطلع لـ «الوسط» بالمتعنت، إذ عاد الراشد ليصرح لصحيفة «القبس» الكويتية بتوصله لاتفاق مع كبار العلماء وبعض النواب في الكويت، يقضي بقيامه بعرض العمل عليهم قبل عرضه على شاشة «ام بي سي»، مؤكدا أنه سيرضى بحكمهم عن حذف بعض المشاهد التي يجدون فيها إساءة، كما أعلن نيته عقد مؤتمر صحافي بعدها لتوضيح اتفاقه ذاك.

في البحرين يبدو تفاعل أبناء الطائفة الشيعية مشابها إلى حد كبير، إذ تم نشر مقتطفات من نص العمل، على عدد من المنتديات الإلكترونية، كما تمت إضافة وصلة إلكترونية بعنوان قناة الـ «ام بي سي» الإلكتروني لارسال اعتراضات القراء على عرض المسلسل ومطالباتهم بمنع عرضه. هذا عدا عن قيام هذه المنتديات بنشر أرقام هاتفي مؤلف العمل نايف الراشد ومدير المكتب الإقليمي للقناة أحمد العساف، وحث روادها على إرسال رسائل نصية احتجاجية على عرض المسلسل.

من جانبه كان الراشد قد أكد في اتصال هاتفي مع «الوسط» أن عمله يطرح قضية زواج المتعة بسلبياتها وايجابياتها إلى جانب قضايا اجتماعية أخرى، مؤكدا أن المشاهدين لن يجدوا في حلقاته أية أساءه لأي مذهب أو دين، بل إنه «على العكس من ذلك، يمدح المذهب الجعفري بسنه لزواج المتعة».

الراشد الذي اتهم بعض الحاقدين بالوقوف وراء تلك الحملة، دعا المشاهدين لمشاهدة عمله ثم الحكم عليه، كما توقع ان يندم أولئك الذين شنوا الحملة على مسلسله حال مشاهدة العمل.

يذكر أن العمل قصة نايف الراشد، وسيناريو وحوار سعد الدهش، بطولة غانم الصالح ولمياء طارق وفوز الشطي وأمل العوضي، وسيعرض في شهر رمضان بعد أيام على قناة MBC.