لعلها أسئلة تتكرر كل عام مع بداية شهر رمضان المبارك، إلا أنها مهمة جدا في ظل انتشار مرض السكري في المملكة التي لا تشذ عن دول الخليج الأخرى، وخصوصا أن الصيام يمثل تغيرا كبيرا في النظام الغذائي والحياتي لمرضى السكري ما يؤدي إلى حدوث تغيرات مصاحبة تستلزم توجيه المرضى إلى أمثل الطرق لإدارة المرض وتجنب الكثير من المشكلات الصحية.
فهل يمكن لمريض السكري أن يصوم؟ وكيف يمكنه أن ينظم جدوله الدوائي خلال شهر رمضان؟وهل هناك طرق تساعد مريض السكري على التحكم في مرضه بشكل أفضل خلال الشهر الفضيل؟
للإجابة على هذه الأسئلة كانت لـ«الوسط» وقفة مع استشارية طب العائلة وأمراض السكر بوزارة الصحة رابحة سلمان:
هل ينصح مريض السكري بالصوم؟
- ينصح مريض السكري الطبيب المعالج الذي لديه خبرة جيدة وإلماما كافا في علاج هذا المرض ومعرفة بالأحكام الشرعية للموضوع، ولكن بشكل عام، غالبا ما ينصح مرضى السكري من النوع الهش الذي تضطرب نسبة السكر لديهم بسرعة والمرضى المعرضين للإصابة بالحموضة الكيتونية (ketoacidosis) بعدم الصيام، أما بالنسبة الى مرضى السكري الذين يعتمدون في علاجهم على الحمية أو الحمية والحبوب غالبا ما يكون الصيام مفيدا لهؤلاء ومنصوحا به، ومن المهم جدا أن يلاحظ مريض السكري إذا كانت لديه أمراض أخرى مصاحبة كالفشل الكلوي التي تتأثر بالجفاف الناجم عن قلة تناول السوائل والحكم يختلف بناء على ذلك.
كيف ينظم مريض السكر تناوله الدواء في شهر رمضان؟
- يتناول جرعة واحدة من الحبوب أو الانسلوين صباحا ويكون التغيير كما هو موضح في الجدول (المرفق)، ولكن في كل الأحوال يجب مراجعة استشاري السكر قبل البدء في التغيير للتأكد من ملاءمته مع وضع المريض وحالته الصحية.
كيف يستطيع مريض السكر التحكم بمرضه بشكل أفضل خلال الشهر الفضيل؟
- لا بد من التحكم الجيد بنسبة السكر قبل قدوم شهر رمضان بفترة كافية من خلال زيارة الطبيب واختصاصي التغذية واتباع إرشاداتهم، ويمكن تناول وجبة خفيفة في منتصف الليل زيادة على وجبتي الفطور والسحور.
وماذا عن توقيت تناول الدواء؟
- غالبا ما ينصح المريض بأخذ الدواء قبل الوجبة بربع إلى نصف ساعة، فمثلا عند الإفطار يتناول تمرة واحدة مع علاج السكر ويتناول طعام الإفطار بعد صلاة المغرب وأخذ الدواء قبل السحور بربع ساعة.
هل من نصائح بشأن نوعية الطعام الذي يتناوله مريض السكري؟
- أثبتت الدراسات الحديثة أن أنواع الطعام تتفاوت بشكل كبير في سرعة رفع سكر الدم وهو ما اصطلح عليه اسم (معامل ارتفاع نسبة السكر)، فالأطعمة ذات المعامل العالي وهي حبوب الجلوكوز والعسل والتمر والرز والخبز الأبيض ترفع السكر بشكل سريع وضار ما ينتج عنه شعور المريض بالتعب والعطش الشديدين وزيادة مرات التبول، لذلك على مريض السكري تناول هذه الأطعمة عند شعوره بأعراض انخفاض السكر وعدم الإكثار من تناولها في الظروف العادية أما الأطعمة ذات المعامل المنخفض مثل التفاح والحليب واللبن وسكر الفاكهة وخبز النخالة وبعض الفواكه فإنها ترفع السكر بشكل تدريجي يتناسب مع سرعة امتصاص الدواء فلا يحصل اضطراب مفاجئ في نسبة السكر في الدم، لذلك ينصح بتوفير هذه الأطعمة على مائدة مريض السكري اليومية.
ما هي مؤشرات ارتفاع أو انخفاض سكر الدم خلال الصيام؟ وكيف يواجهها المريض؟
- عند شعور المريض بأعراض انخفاض السكر مثل التعرق والرعشة والفتور العام في الجسم وزيادة عدد دقات القلب وقلة التركيز والشعور بالجوع الشديد والدوار والصداع يجب عليه الإفطار فورا، وتناول أحد الأطعمة ذات معامل ارتفاع السكر العالي المذكورة سلفا مثل التمر والعسل، أما عند حصول أعراض ارتفاع السكر التي تشمل الشعور بالعطش الشديد وزيادة التبول والشعور بالتعب والإعياء، ففي هذه الحال لابد من قياس نسبة السكر في الدم واستشارة الطبيب بسرعة، وعندما يتعذر ذلك يجب أخذ وحدتين من الانسولين الصافي، ومن الضروري إجراء تحليل للسكر في أوقات مختلفة من اليوم وخصوصا بعد الإفطار وبعد السحور بساعة أو ساعتين في منتصف النهار وقبل الإفطار حتى يتمكن من العمل في وضع حل لأي خلل يتم اكتشافه.
في يوم العيد... هل من نصائح لمريض السكري؟
- خلال يوم العيد يحدث تغيير مفاجئ للنظام الغذائي فتكون الوجبات غنية جدا بالنشويات والسكريات وتتميز برفع السكر بشكل سريع، فلابد من التنبيه على المريض أن يكون تحوله تدريجيا وأن يتجنب الأغذية ذات معامل السكر العالي قدر الإمكان ويستبدلها بالفواكه والخضراوات وغيرها من الأطعمة المناسبة، ولابد أن أنوه إلى أن مريض السكري إذا احتسب الأجر من الله تعالى وصبر على مرضه فإن الله سبحانه سيجزل له الثواب، أما المرضى الذين لا يمكنهم الصوم يجب ألا يتحرجوا من الأخذ بالرخصة الشرعية اتباعا لقوله تعالى «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر».
العدد 1834 - الخميس 13 سبتمبر 2007م الموافق 01 رمضان 1428هـ
اللهم اشفي كل مرضانا المسلمين انا حامل و عندي سكر بس في شهر رمضان الحمد لله صار كويس