توغلت آليات عسكرية إسرائيلية فجر أمس (السبت) شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، فيما اتسعت حدة الخلافات بين حركة «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية.
وقال شهود عيان فلسطينيون إن «قرابة 15 آلية عسكرية إسرائيلية توغلت في منطقتي الفرطة والنزال شرق بيت حانون وقامت بعمليات تفتيش واقتحام للبيوت واعتقالات».
وصرح مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة معاوية حسنين انه «تم إجلاء علي الكفارنة (17 عاما) من منطقة الفرطة وهو مصاب بعيار ناري ثقيل وإصابته وصفت بالخطيرة».
وتحدث ناطق عسكري إسرائيلي عن «عملية روتينية قرب الحدود» بين شمال قطاع غزة و»إسرائيل»، وأضاف أن نشطاء في غزة أطلقوا قذيفة صاروخية على القوات الإسرائيلية وتبادلوا إطلاق النيران مع الجنود. واعتقل تسعة فلسطينيين.
من جهتها أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» في بيان مسئوليتها عن «استهداف قوة صهيونية خاصة راجلة بالعبوات الناسفة شمال بيت حانون».
وأضافت أن «إحدى مجموعات السرايا المظفرة تمكنت من رصد قوة صهيونية خاصة راجلة شمال بيت حانون قرب الجدار الالكتروني» حيث «قام المجاهدون بتفجير عبوتين ناسفتين مضادتين للإفراد من نوع (زلزال-1)». وتابعت أن «المجاهدين أكدوا إصابة الهدف وتمكنوا من العودة لقواعدهم بسلام».
سياسيا، أكدت حركة «فتح» على لسان الناطق باسمها أحمد عبدالرحمن أن ما أسمته «بانقلاب» إسماعيل هنية ضربة للدور السعودي. وقال عبدالرحمن في تصريح صحافي إن «إسماعيل هنية أصبح يتحدث بلغة مكشوفة للجميع». وأضاف أن «السلطة الوطنية لم تكن يوما ضد الحوار والرئيس محمود عباس قضى وقتا طويلا وهو يحاور «حماس» من أجل حقن الدماء ومنع ما وصلت إليه الحركة من انقلاب ضد الشرعية في قطاع غزة».
وفي الإطار ذاته، انتقد رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل الرئيس الفلسطيني لرفضه الوساطة العربية لإنهاء الخلاف بين الجانبين كما اتهم «فتح» بالاستقواء بالخارج.
ومن جهتها، انتقدت الجبهة الديمقراطية الهجوم الذي شنه مسئول بارز في «حماس» في قطاع غزة على مواقفها وعلى أمينها العام نايف حواتمة. وكان المتحدث باسم كتلة «حماس» في المجلس التشريعي صلاح البردويل انتقد موقف الجبهة وتصريحات لحواتمة من الأزمة الراهنة.
كما نفت «حماس» انتقادات واتهامات وجهها لها نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبدالرحيم ملوح باستهداف الجبهة في غزة بصورة ممنهجة، معتبرة أن هذه الاتهامات «تفتقر للدليل وتعكس حال الانحياز لفتح».
من ناحية أخرى، أعلن الدويك رفضه المثول أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية خلال رمضان عازيا السبب لطرق الإذلال المتبعة بحق الأسرى خلال عملية النقل لسجن عوفر.
في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى النقاب عن وثيقة مشتركة يقوم كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بإعدادها سويا لمؤتمر السلام.
وأوضحت المصادر لوكالة أنباء «سما» الفلسطينية المستقلة أن «الوثيقة ستكون بمثابة إعلان مشترك على قيام دولة فلسطينية وضمان أمن دولة (إسرائيل)».
وفي المقابل، حذر العضو العربي في الكنيست محمد بركة من خطورة فشل المؤتمر على المستقبل في المنطقة بأسرها. وأعرب عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «عن تخوفه من أن يكون المؤتمر المقترح مجرد علاقات عامة في نهاية فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش».
إلى ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن «إسرائيل» سمحت بتصدير كمية كبيرة من المنتجات الزراعية من غزة لدول عربية عبر معبر كرم أبوسالم، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «حماس» على الأوضاع في القطاع.
وحذر القائم بأعمال مدير عام شركة توزيع كهرباء في غزة سهيل سكيك من خطورة التهديدات الإسرائيلية بقطع التيار الكهربائي عن القطاع، باستثناء ثلاث ساعات يوميا.
العدد 1836 - السبت 15 سبتمبر 2007م الموافق 03 رمضان 1428هـ