قررت وزارة الموارد المائية في الجزائراستغلال المياه الجوفية بالصحراء والتي تشترك فيها الجزائر مع كل من ليبيا وتونس. وبمقتضى اتفاق مشترك بين الدول الثلاث تم تحديد نسبة استغلال كل واحدة منها لهذه المياه إذ بلغت حصة الجزائر 5 مليارات متر مكعب.

وتم التفكير في طريقة عقلانية لاستغلال هذه المياه بشكل يجعل سكان الجنوب والمناطق الداخلية تستفيد من هذه الثروة المائية الهائلة.

وأكدت مصادر عليمة بالعاصمة الجزائرية أمس الأول (الجمعة) أن عملية تحويل المياه الجوفية ستتم عبر أنبوبين على مسافة 750 كيلومترا تدعمها 6 محطات من الحجم الكبير لضخ الماء وذلك بعد حفر 24 بئرا لاستخراج هذه المياه من باطن الأرض.

ويعتبر مشروع تحويل المياه الجوفية من الصحراء الجزائرية نحو المناطق الداخلية من أهم المشروعات التي تعول عليها الحكومة الجزائرية في استراتيجيتها لضمان مخزون من مياه الشرب بغرض التصدي لفترات الجفاف مستقبلا وتلبية طلبات سكان الجنوب والمناطق الداخلية.

وبغرض الإسراع في المشروع تم تقسيمه على عدة شركات أجنبية ووطنية في الوقت الذي سلم مشروع وضع الأنابيب إلى ثلاث شركات تتعهد كل واحدة منها بإنجاز 250 كيلومترا. وفضلا عن توفير المياه لسكان المناطق الصحراوية والداخلية فإن هذا المشروع الضخم سيضمن لسنوات طويلة آلاف الوظائف لسكان المناطق التي يمر عبرها المشروع، كما سينعش عددا من الشركات الجزائرية العاملة في صحراء الجنوب ومنها المؤسسة الجزائرية لإنتاج الأنابيب بولاية غرداية.

يشار إلى أن كلفة المشروع بلغت حسب الخبراء، أكثر من مليار دولار أميركي ومن المنتظر أن تنتهى الأعمال في بداية العام 2009 لتدعيم إنتاج المياه بكل الولايات التي سيمر منها، علما أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعطى عناية خاصة للمياه في برنامجه التنموي الذي يمتد من 2005 إلى 2009 وقد قام بزيارة قبل أيام إلى خمس ولايات بشرق الجزائر أشرف خلالها على تدشين أكبر سد في الجزائر وهو سد بني هارون الذي يعتبر الثاني من نوعه على المستوى الإفريقي ، بعد السد العالي في مصر، وستستفيد من مياه السد المذكور ست ولايات شرقية هي قسنطينة وجيجل وميلة وباتنة وخنشلة وأم البواقي بتعداد سكاني يقدر بحوالي 6 ملايين نسمة.