أكد الفرنسي دومينيك ستروس كان الذي سيتولى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني إدارة صندوق النقد الدولي ضرورة القيام بإصلاح نظام الحصص بهدف إعطاء تمثيل أفضل للدول الناشئة بأسرع وقت ممكن»
وأثناء مؤتمره الصحافي الأول منذ انتخابه ذكر ستروس كان أن رودريغو راتو كان «لا يزال في مناقشات» مع الدول الأعضاء في هذا الخصوص. وقال انه يأمل أن يتمكن من دفع الأمور قدما بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
ويواجه صندوق النقد الدولي الذي يعقد في واشنطن بين 19 و21 أكتوبر/ تشرين الأول أزمة شرعية في وقت لا تشعر فيه الدول الناشئة وخصوصا الصين والهند والبرازيل أنها ممثلة بشكل كاف بالنظر إلى تعاظم دورها في الاقتصاد العالمي.
ورأى دومينيك ستروس كان أن على أوروبا وروسيا خصوصا أن تتخلى قليلا عن حصصها لمصلحة دول أخرى، كما يؤيد نظام الغالبية المزدوج للحصص والدول وكذلك تنويع جغرافي بالنسبة إلى موظفي الصندوق.
وفي حديث إلى صحيفة «لوموند» أمس (الثلثاء) أكد ستروس كان أيضا أن «الاتفاق الضمني بين الأميركيين الذين يتولون إدارة البنك الدولي والأوروبيين الذين يعينون رئيس صندوق النقد، فقد أسباب بقائه».
وربما يكون بذلك الأوروبي الأخير الذي يتولى إدارة الصندوق إن تراجع الأميركيون أيضا عن هيمنتهم على البنك الدولي، المؤسسة المالية الدولية الأخرى الناشئة أيضا عن اتفاق بريتون وودز في العام 1944.
ويعاني صندوق النقد أيضا أزمة تمويل، فعدد الدول التي تقترض منه في تراجع مستمر بفضل النمو القوي للاقتصاد العالمي منذ أكثر من 5 أعوام، ما يحتم عليه إيجاد مصادر جديدة للعائدات.
وبشأن احتمال بيع جزء من احتياطي الصندوق من الذهب الذي ناقشه «مع وزراء المالية ومسئولي المصارف المركزية» في الدول التي زارها أثناء حملته، قال ستروس كان إن ذلك «لا يطرح في الحقيقة أي مشكلة (...) لكنه ليس الحل».
وأكد أن الصندوق ينبغي أيضا أن «ينظم خفضا لنفقاته» من دون أن يتحدث عن احتمال تخفيضات لعدد الموظفين في مقر الصندوق في واشنطن.
وكان رئيس وزراء لوكسمبورغ، جان كلود يونكر أعلن في بداية الصيف ترشيح ستروس كان الذي سرعان ما حظي بدعم نيكولا ساركوزي وأتاح له هذا الأمر أن يصبح مرشح الاتحاد الأوروبي قبل أن ينال «بركة» واشنطن.
إلى ذلك أشاد ستروس كان أيضا خلال المؤتمر الصحافي بمساعدة السلطة التنفيذية الفرنسية. أما بالنسبة إلى لقائه صباح الاثنين مع ساركوزي فوصفه بـ»الودي».
وكان ساركوزي الجمعة من أوائل المعلقين على انتخاب ستروس كان مرحبا بما اعتبره «نصرا كبيرا للدبلوماسية الفرنسية». وخاض الفرنسي منافسة على ترؤس المؤسسة المالية مع المرشح التشيكي الذي دعمته روسيا يوزف توسوفسكي.
وستروس كان خبيرا اقتصاديّا معروفا حمل دائما لواء «الاشتراكية الواقعية». وعندما سئل عن احتمال ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2012 اكتفى بالإجابة إن التفويض الذي أوكله إياه مجلس إدارة الصندوق «هو لخمس سنوات وانه ليس لديه أي شيء آخر ليقوله».
العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ