عندما ظهر وزير المالية الألماني، بيير شتاينبروك في اليومين الماضيين على الصفحات الأولى لأبرز الصحف الألمانية وتصدر عناوين النشرات الإخبارية لقناتي التلفزيون الألماني، الأولى (إيه أر دي) والثانية (زي دي أف)، عرف المراقبون والخبراء الاقتصاديون أن ملامح الفرح التي لم تفارق وجه الوزير الاشتراكي الديمقراطي طيلة المؤتمر الصحافي الذي نظم في العاصمة برلين لم تكن صدفة. فالوزير الذي اقتصر ظهوره في وسائل الإعلام الألمانية منذ تسلمه منصبه في العام 2005 على الأخبار السيئة، أعلن عن أرقام لم يكن هو نفسه يتوقعها وسجلتها الأوساط الاقتصادية الألمانية آخر مرة في العام 1989، أي قبل سنوات قليلة من إعادة توحيد الألمانيتين.

مفاجئة لم يتوقعها أحد ففي المؤتمر الصحافي الذي نظمه المسئول الألماني في نهاية الأسبوع الماضي في برلين، أعلن شتاينبروك أرقاما مفاجئة وهي أن وزارة المالية استطاعت في هذا العام وليس كما كان متوقعا في العام 2010 تعديل العجز الذي تعاني منه خزينة الدولة الألمانية. وبحسب الأرقام الذي قدمها وزير المالية، فإن العجز في خزينة الدولة الألمانية يبلغ 0,1 في المئة فقط. وكان شتاينبروك توقع قبل المؤتمر الصحافي بيومين ألا يزيد العجز في الموازنة عن 0،2 في المئة. يشار إلى أن الوزير توقع في صيف العام الجاري أن يبلغ العجز 0,5 في المئة.

الإيرادات الضرائبية هي السبب الرئيسي وعزا شتاينبروك هذا التطور الإيجابي إلى إيرادات الدولة الضرائبية التي قدرت بحسب أرقام وزارة المالية الألمانية بـ 15,5 مليار يورو. كما قال الوزير إن الدولة استفادت من تخفيض قيمة المصروفات الحكومية التي كانت مخصصة للعاطلين عن العمل وأنظمة الضمان الاجتماعي وعلى رأسها النظام الصحي.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي حذر ألمانيا مرارا من اقتراب مستويات العجز في موازنتها من 3 في المئة التي تمثل الحد الأقصى المسموح به في الاتحاد الأوروبي، بحسب اتفاق ماسترخت الأوروبي.