العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ

فرص خط أنابيب «ساوث ستريم» الروسي أرجح من «نابوكو» الأوروبي

يقول محللون إن خط أنابيب رئيسي للغاز يؤيده الكرملين ربما تكون فرصه أفضل لتزويد أوروبا بامدادات جديدة من الغاز عن مشروع نابوكو الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي ويهدف إلى الحد من اعتماد الكتلة على روسيا.

وعلى رغم أن المشروعين يواجهان مشكلات وربما لا يتجاوزان مرحلة التخطيط إلا أن التساؤل الرئيسي بشأن مشروع نابوكو الذي طال إرجاؤه يدور حول ما إذا كان بمقدوره ضمان ما يكفي من الامدادات من بحر قزوين والشرق الأوسط لنقلها عبر خطوط الانابيب.

وقال جوناثان ستيرن من معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة «وراء مشروع نابوكو إرادة سياسية هائلة لكن حتى الآن لا يوجد شيء في الواقع».

وقال الكاتب المستقل في شئون الطاقة والمتخصص في المنطقة ديريك براور «المشكلة الصعبة مع نابوكو هي أنه في الوقت الذي ينال فيه دعما سياسيا فهو لا يملك الموارد لضخ تسعة مليارات متر مكعب للمرحلة الأولى». وخط الأنابيب الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 31 مليار متر مكعب بند رئيسي في خطط الاتحاد الأوروبي لتنويع إمدادات الغاز بعيدا عن روسيا بعدما تسبب نزاع سياسي بين موسكو وكييف العام الماضي في قطع الصادرات التي تمر عبر أوكرانيا. وتزود روسيا الاتحاد بربع حاجاته من الغاز.

وورد ذكر أذربيجان وقازاخستان وتركمانستان وإيران ومصر وحتى العراق كموردين محتملين لخط الأنابيب الذي يبلغ طوله 3300 كيلومتر ويعبر تركيا ومنطقة البلقان إلى النمسا.

وقال محللون إن خمسة بلدان موقعة على مشروع خط الأنابيب الذي يكلف 4,6 مليارات يورو هي تركيا ورومانيا وبلغاريا والمجر والنمسا لم تدبر أي كميات من الغاز حتى الآن ومن دون الامدادات سيكون من الصعب تدبير التمويل.

ومن المقرر لخط الأنابيب الروسي المنافس ساوث ستريم الذي تبلغ سعته 30 مليار متر مكعب أن يقام على عمق كبير في قاع البحر الأسود وهو ما قد يجعله باهظ الكلف أيضا.

والمشروع من اقتراح غازبروم التي تحتكر تصدير الغاز الروسي وشركة إيني الايطالية. ويقول بعض المحللين إن استثماراته قد تتجاوز عشرة مليارات يورو.

وقال مصدر بصناعة توزيع الغاز «مد انبوب يعبر البحر الأسود ليس بالامر الهين إذ عليك عبور مياه يبلغ عرضها 900 كيلومتر وعمقها 2200 متر. لذا يجب التثبت من جدوى المشروع. «هذا الخط الذي يعبر البحر الاسود سيكون أعمق وأطول خط أنابيب بحري يجري بناؤه على الاطلاق».

وعلى رغم ارتفاع الكلف لا يشكك سوى قلة من المحللين في عزم غازبروم بناء خطوط أنابيب مثل ساوث ستريم الذي سيمر من أمام سواحل بلغاريا لمساعدة الشركة في خفض اعتمادها على بلدان تمر عبرها الأنابيب مثل أوكرانيا وروسيا البيضاء وتركيا. وقال خبراء إنه إذا كان الاتحاد الأوروبي يرغب في تنفيذ مشروع نابوكو وتجاوز روسيا فيجب أن يدعم المشروع بالتمويل وليس با رادة السياسية وحدها. وقال ستيرن «من الممكن أن يصبح نابوكو واقعا إذا... دبر الاتحاد الأوروبي تمويلا بمليارات اليورو.

«لكن الاتحاد الأوروبي لم يفعل هذا في السابق ولا أعتقد أنه سيفعله الآن». وقال محللون إنه في الوقت الذي وقعت فيه اذربيجان اتفاقات مع مساهمي نابوكو لتصدير الغاز عبر خط الانابيب إلا أنها لن توفر ما يكفي لتدشين المرحلة الأولى من المشروع.

وقال المحلل بمؤسسة استشارية متخصصة في الطاقة سوهبيت كاربوز «تتحدث أذربيجان عن كونها شريكا لكنها لا تملك الطاقة الانتاجية الكافية ... هذا هو السبب في أنه يتعين على (أوروبا) الاتصال ببلدان أخرى مطلة على بحر قزوين».

وبغية التغلب على مشكلات العثور على معبر إلى الغرب لغاز آسيا الوسطى منحت الولايات المتحدة أذربيجان 1,7 مليون دولار لإعداد دراسة جدوى لخط انابيب يعبر بحر قزوين بين أذربيجان وتركمانستان. لكن المشروع المقترح منذ سنوات تجمد بسبب الخلافات بين البلدين بشأن احتياطيات بحر قزوين.

وقال محللون إن طهران تعد أيضا موردا مستبعدا إلى حد بعيد ولاسيما بسبب ضعف سجلها كمورد يعتمد عليه جراء تقادم البنية التحتية لديها.

ومن بين العقبات أيضا التوترات الدبلوماسية بسبب رفض طهران وقف برنامجها النووي والمعارضة الأميركية لأي خطط لشحن الغاز الإيراني.

وقال المصدر بصناعة توزيع الغاز «نابوكو وساوث ستريم كلاهما مشروع للبنية التحتية يؤثر على الدول في منطقة ذات خصوصية سياسية. لن يصبحا واقعا قط إذا أخفقا في التوصل إلى اتفاق مع كل بلدان المنطقة».

العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً