احتفظ سائق فريق فيراري الايطالي الفنلندي كيمي رايكونن بلقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 الذي أحرزه أمس الأول (الأحد) بعدما برأ مراقبو سباق الجائزة الكبرى البرازيلي الختامي للموسم فريقي ويليامز وبي أم دابليو من ارتكاب مخالفات فنية.
وكان الفريقان قد خضعا للتحقيقات بعد السباق البرازيلي أمس الأول بعدما لاحظ مراقبو السباق أن الوقود في سيارات الفريقين كان أكثر من العشر درجات الأقل من درجات الحرارة الخارجية المسموح بها. وأخيرا تمت تبرئة الفريقين من ارتكاب أية مخالفات بعد مرور ست ساعات ونصف الساعة على نهاية السباق.
وكان رايكونن قد تغلب على سائقي فريق مكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون والاسباني فيرناندو ألونسو أمس الأول ليفوز بلقب بطولة العالم بفارق نقطة واحدة عقب إحرازه لقب سباق الجائزة الكبرى البرازيلي في إنترلاغوس. فيما حل حامل اللقب ألونسو في المركز الثالث بالسباق واحتل هاميلتون المركز السابع.
ولكن كان يمكن لهذه النتيجة أن تتغير لو كان سائق فريق ويليامز الألماني نيكو روزبرغ صاحب المركز الرابع بالسباق وسائقا فريق بي أم دابليو البولندي روبرت كوبيكا والألماني نيك هيدفيلد اللذين حلا في المركزين الخامس والسادس على الترتيب قد جردا من نتائجهما أمس الأول.
إذ إن هاميلتون في هذه الحالة كان سيتقدم إلى المركز الرابع بترتيب السباق وبالتالي كان سيتوج بلقب بطولة العالم لهذا الموسم.
وكان رايكونن أنهى موسم 2007 في وقت سابق من أمس الأول (الأحد) من حيث بدأه إذ حسم لقب السباق البرازيلي لمصلحته بعدما كان قد فاز بلقب سباق الجائزة الكبرى الاسترالي الافتتاحي للموسم أيضا.
أما لويس هاميلتون الذي دخل سباق أمس الأول متصدرا للترتيب العام للسائقين بفارق سبع نقاط عن رايكونن وأربع نقاط عن ألونسو فقد تلقى صدمة كبيرة باحتلاله المركز السابع ليهبط إلى المركز الثاني بالترتيب العام للسائقين.
وأنهى رايكونن الموسم محتلا المركز الأول بالترتيب العام للسائقين برصيد 110 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن هاميلتون وألونسو.
وحل زميل رايكونن بفريق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا في المركز الثاني بالسباق البرازيلي متقدما على ألونسو الذي حل ثالثا.
وكان رايكونن صرح في وقت سابق من الموسم بأن إحراز لقب بطولة العالم هذا الموسم لم يعد أمرا ممكنا. ولكنه قال ممازحا أمس الأول أنه لم يقل هذا الكلام أبدا.
وقال رايكونن: «لقد اعتقدنا دائما بالطبع أننا قادرون على استعادة توازننا وحتى في الأوقات العصيبة كنا نقف بجوار بعضنا بعضا. ونجحنا في تضييق الفجوة وتقدمنا من الخلف لنفوز ليس بلقب الفرق وبحسب وإنما بلقب السائقين أيضا».
وارتسمت ابتسامة عريضة على وجه رايكونن المعروف بهدوئه الشديد وبأنه نادرا ما تتغير تعبيرات وجهه أمس الأول عندما قال إنه يواجه صعوبة في إيجاد الكلمات لوصف ما شعر به عندما اقترب من تحقيق الفوز.
وقال: «إنه يوم رائع وحسب. كانت بدايتي مثالية. ثم رأيت سيارة هاميلتون تنزلق من خلال المرآة فعرفت أنني لدي فرصة كبيرة. ولكن حتى بعدما فزت بالسباق كان علي أن أنتظر وقتا طويلا حتى ينهى هاميلتون السباق».
وتسببت مجموعة من الأخطاء في القيادة بالإضافة إلى سوء الحظ في ضياع حلم هاميلتون في الفوز باللقب.
وبدأت مشكلات هاميلتون في اللفة الأولى من السباق إذ حاول التقدم على ألونسو الذي تقدم عليه في بداية السباق لكن مساعي هاميلتون باءت بالفشل إذ انحرف عن مضمار السباق ليفقد عددا من المراكز ويتراجع إلى المركز الثامن.
وانحرفت سيارة هاميلتون مجددا في اللفة الرابعة من السباق. لكن الأمور ساءت بشكل أكبر في اللفة الثامنة عندما انخفضت سرعة السيارة بشكل مفاجئ وبدا هاميلتون عاجزا عن التصرف في الوقت الذي مرت أمامه السيارة تلو الأخرى.
واستعاد هاميلتون سرعة سيارته فجأة لكنه وجد نفسه في المركز الثامن عشر ليبدأ مرحلة من المطاردة الشرسة إذ كان يتجاوز سيارة أو اثنتين في كل لفة.
في المقابل وفي صراع المقدمة نجح ماسا ورايكونن في توسيع الفارق الذي يفصلهما عن مطاردهما المباشر ألونسو.
وكان ماسا أول السائقين توقفا للتزود بالوقود وتوقع الكثير من المشجعين أن رايكونن الذي دخل بعده مباشرة لمركز التزود بالوقود سيخرج إلى المركز الأول في السباق مباشرة لكنه فاجأهم وخرج في المركز الثاني خلف ماسا من جديد.
وسيطرت الانسحابات على السباق إذ اصطدمت سيارة أدريان سوتيل بسيارة أنتوني ديفيدسون. وتلقى سوتيل عقوبة من مراقبي السباق لتسببه في هذا التصادم.
وفي اللفة 38 من السباق اصطدمت سيارة هيكي كوفالاينن ما أجبر السباق على الدخول في مرحلة الراية الصفراء كما انسحب البرازيلي روبنز باريكيللو بعده بأربع لفات فقط بسبب عطل في المحرك.
وقبل 22 لفة من نهاية السباق نجح هاميلتون في التقدم إلى المركز الثامن لكن هذا لم يكن كافيا للفوز بالسباق واللقب في ظل تقدم ألونسو ورايكونن أمامه.
وعندما توقف رايكونن للمرة الثانية من أجل التزود بالوقود قبل 18 لفة من نهاية السباق، وذلك بعد لفتين من التوقف الثاني لماسا، نجح السائق الفنلندي في التقدم للمركز الأول في السباق ولكن بفارق ضئيل أمام ماسا ليقضي على أية ادعاء بوجود تلاعب.
واعترف ماسا لاحقا بأنه أراد أن يفوز بلقب السباق البرازيلي وقال: «إنني سعيد جدا مع الفريق. لسوء الحظ لم تسنح لي الفرصة للفوز بلقب البطولة قبل السباق. لذلك فإنني سعيد لأنني تمكنت من مساعدة كيمي على الفوز».
وأضاف «ولكنني آمل أن أكون أنا الفائز بلقب بطولة العالم في يوم ما».
ونجح سائقا فيراري في تثبيت سرعتهما في اللفات الباقية ولم يستطع ألونسو زيادة سرعته من أجل تشكيل ضغط عليهما.
وهنأ ألونسو رايكونن بالفوز بلقب بطولة العالم بعد السباق قائلا: «لطالما قلت إنه أي كان السائق صاحب أعلى رصيد من النقاط في آخر أيام الموسم فهو يستحق لقب البطولة».
وأضاف ألونسو «كنت أعرف أن فيراري سينهي السباق محتلا المركزين الأول والثاني. لذلك لم يكن بوسعي سوى الانتظار لأرى ما إذا كان أي شيء سيحدث لسائقي هذا الفريق ما قد يمنحني الفرصة للفوز بلقب البطولة».
وكان خلف السائقين الثلاثة السائق نجم فريق بي أم دبليو روبرت كوبيكا وزميله نيك هيدفيلد ولكنهما تعرضا لصراع وضغط من سائق فريق وليامز نيكو روزبرغ الذي نجح في انتزاع المركز الرابع قبل نهاية السباق على حساب كوبيكا وهيدفيلد.
وأنهى هاميلتون السباق في المركز السابع ليحصد نقطتين فقط بينما حل سائق تويوتا الايطالي يارنو ترولي في المركز الثامن ليحصل على نقطة واحدة فقط من هذا السباق.
وقال رئيس فريق ماكلارين رون دينيس إنه ليس من السهل عليه وعلى الفريق أن يتقبل مثل هذه النتيجة النهائية للبطولة مشيرا إلى أن تروس صندوق السرعات في سيارة هاميلتون لم تكن معشقة لكنها استعادت عملها فجأة وعملت بشكل جيد.
وأضاف «لا أعتقد أننا ارتكبنا أية خطأ. لكننا قدمنا موسما رائعا ويجب أن نتقبل ما حدث كما هو. فيراري مر أيضا ببعض المشكلات على مدار الموسم».
وعلى رغم أن كلا من هاميلتون وألونسو أنهيا الموسم متعادلين برصيد 109 نقاط، فقد جاء تصنيف السائق البريطاني ثانيا بناء على النتائج التي حققها على مدار الموسم في الترتيب النهائي للموسم خلف رايكونن (110 نقاط). وكان فيراري حسم لقب بطولة العالم على مستوى الفرق قبل سباق الأمس متقدما على بي أم دابليو.
العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ