أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في بوخارست أن قرار القيام بتدخل عسكري في شمال العراق «يعود» إلى تركيا فقط، رافضا دعوة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنقرة لضبط النفس.
ميدانيا في العراق قتل جنديان أميركيان في محافظة صلاح الدين فيما اعتقل قيادي في تنظيم «القاعدة» غرب بغداد.
وقال أردوغان لدى زيارته رومانيا «بالطبع يمكنها (رايس) أن تعرب عن الأمل بألا تقوم تركيا بعملية خارج حدودها، غير أن القرار بشأن ضرورة مثل هذا التدخل يعود لنا». وقارن رئيس الوزراء التركي الأمر بالتدخل الأميركي في العراق. وقال «ألا يتساءل الناس عما يبحث الأميركيون في العراق على بعد عشرة آلاف كلم من ديارهم؟. أنا متضايق (من حزب العمال الكردستاني). فما الذي ضايق الأميركيين في العراق؟».
وأكد أردوغان أن بلاده مصممة على القيام بتدخل عسكري في شمال العراق «متى اقتضى الوضع» ذلك. وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره الروماني كالين تاريسينو أن «قواتنا مصممة على القيام بـ(هذه) الخطوة تبعا لمقتضيات الوضع». وأضاف أن «هدفنا هو منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وليس المدنيين أو سلامة ووحدة العراق»، معتبرا أن «القادة العراقيين لن يستمروا في إيواء هذه المنظمة التي وجدت ملاذا في شمال العراق». وجاءت تصريحات أردوغان بعيد تصريحات الرئيس التركي عبدالله غول في أنقرة التي أكد فيها أن صبر بلاده «يكاد ينفد» وانه مصمم على اجتثاث قواعد حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق.
من جانبه أعلن الجيش التركي أمس أنه أحبط مساء الثلثاء هجوما جديدا شنه حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا، مؤكدا بذلك أنباء نشرتها الصحف. وقالت قيادة الأركان إن الجيش نجح في «تعطيل أكثر من 30 إرهابيا»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد. وذكرت الصحف أمس ان 30 متمردا على الأقل قتلوا.
في غضون ذلك أعلن حزب العمال الكردستاني في بيان نشرته وكالة «فرات» الموالية للأكراد، أن الجنود الأتراك الثمانية الذين أسرهم المتمردون الأكراد الأحد لايزالون في تركيا.
إلى ذلك قال مسئول أميركي كبير أمس إن الولايات المتحدة «تبذل كل ما بوسعها» للإفراج عن الجنود الأتراك الثمانية الأسرى».
وفي دمشق أكد رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أمس وجود «مشروع وساطة» سورية لحل أزمة حالية مع تركيا دبلوماسيا.
وقال المشهداني بعد مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع لدى سؤاله عن إمكان قيام سورية بالوساطة بين العراق وتركيا «هناك مشروع وساطة وسيعلن في حينه عند اكتمال شروطه».
وفي وقت سابق ذكرت وسائل الإعلام العراقية صباح أمس أن وفدا حكوميا عراقيا توجه إلى أنقرة لإجراء مشاورات رامية إلى طمأنة تركيا وإثنائها عن شن هجمات على مواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
عراقيا قال مصدر أمني إن أربعة أطفال من عائلة واحدة قتلوا ظهر أمس جراء سقوط قذائف هاون على أحد المنازل السكنية في قضاء الخالص بمحافظة ديالى شمال شرقي العاصمة (بغداد)، فيما اعتقلت القوات العراقية الخاصة قياديا في تنظيم «القاعدة» يتزعم مجموعة تضم نحو مئة مقاتل تنشط في منطقة أبو غريب غرب بغداد، حسبما أفاد بيان للجيش الأميركي أمس.
وفي تطور آخر أعلن الجيش الأميركي في بيانين أمس عن مصرع اثنين من جنوده وإصابة 8 آخرين بجروح في هجومين منفصلين في موقعين مختلفين بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد الأربعاء.
سياسيا أفادت تقارير إخبارية عراقية أمس بأن الحكومة العراقية فتحت قنوات اتصال مع شخصيات في حزب البعث العراقي المنحل لحثها على الدخول في العملية السياسية. ونقلت صحيفة» الصباح» الحكومية عن النائب بالقائمة العراقية وائل عبداللطيف قوله إن «مؤتمرا سيعقد منتصف الشهر المقبل يضم شخصيات سياسية بعضها مقربة من الحكومة العراقية وعناصر مقربة من الفصائل المسلحة أو من أطلقوا على أنفسهم اسم (المقاومة السلمية) لبحث سبل تحقيق المصالحة الوطنية في إحدى الدول العربية». وأضاف أن «اللقاءات التي ستجرى مع شخصيات بعثية وليست مع حزب البعث المحظور ستكون استكمالا لما تم بحثه في الاجتماع المصغر الذي عقد في بيروت أخيرا وحقق نتائج طيبة، ما تطلب إجراء لقاءات أخرى لتعزيز النتائج التي تم التوصل إليها».
العدد 1876 - الخميس 25 أكتوبر 2007م الموافق 13 شوال 1428هـ