دعا وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أمس (الخميس) من بيروت إلى «رفع الأيدي» عن لبنان وعدم التدخل في شئونه الداخلية ليتمكن خصوصا من حل أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأوضح أبو الغيط قبل نحو عشرين يوما من موعد الجلسة المقررة لانتخاب رئيس جديد أنه لا يحمل «مبادرة» محددة، مدرجا مسعاه في إطار دعم «شعب لبنان» لا لطرف سياسي معين.
وزيارة أبو الغيط أول تحرك عربي باتجاه لبنان منذ توقف الوساطة العربية في يونيو/ حزيران الماضي.
وقال لدى وصوله في زيارة تستمر يوما واحدا «نحن لن نستطيع أن نحل الأزمة ولكننا نسعى إلى المساعدة ولا نستطيع القول إننا نحمل مبادرة للتسوية بل نحمل آراء وتوجهات وأملا لشعب لبنان».
واعتبر مصدر في الأكثرية أن كلام أبو الغيط يعني خصوصا وقف التدخل السوري في لبنان. وقال المصدر لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم كشف هويته «يندرج قول أبو الغيط في إطار الضغوط على سورية لتوقف تدخلها عبر حلفائها المحليين من أجل عرقلة الاستحقاق».
من جهته أبلغ رئيس الجمهورية إميل لحود أبو الغيط خلال استقباله له أمس انه لن يوافق على أن تتسلم حكومة فؤاد السنيورة السلطة في البلاد إذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وينص الدستور اللبناني على تسلم الحكومة مهمات رئاسة الجمهورية إذا ما شغر منصب الرئاسة الأولى. ويعتبر لحود أن حكومة السنيورة التي تركها وزراء الطائفة الشيعية ووزير مسيحي «غير شرعية».
وقال مصدر رئاسي إن لحود ابلغ أبو الغيط ترحيب لبنان «بكل مبادرة هدفها التقريب بين اللبنانيين وتمكينهم من الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الأصول والأعراف الدستورية، بعيدا عن التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية اللبنانية التي لا تخدم وحدة اللبنانيين ومصلحة وطنهم العليا».
وأشار المصدر إلى أن لحود عرض للوزير أبو الغيط وجهة نظره من التطورات الداخلية ولاسيما منها الاستحقاق الرئاسي والمبادرات التي تقدم بها لإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة، مشددا على «أن التوافق الوطني يحمي لبنان ويصون وحدته، ويمكن اللبنانيين من مواجهة الضغوط التي يتعرض لها بلدهم في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة، سياسيا وعسكريا».
في الصدد ذاته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير الأربعاء الأحزاب السياسية اللبنانية إلى الكف عن التسلح، محذرا من أي فراغ دستوري على مستوى الرئاسة.
وقال مون في التقرير الذي قدمه إلى مجلس الأمن الدولي «من المقلق أن نرى غالبية الأحزاب السياسية في لبنان تستعد على ما يبدو لاحتمال تدهور جديد في الوضع». وأضاف «أكرر ندائي العاجل إلى الأحزاب السياسية اللبنانية كافة للكف فورا عن أي جهد لإعادة التسلح وأي تدريب على استخدام السلاح واللجوء بدلا من ذلك إلى الحوار والمصالحة لأنهما الوسيلة الوحيدة الكفيلة بحل الأزمة السياسية الحالية».
ميدانيا قال مصدر أمنى لبناني إن قوات الجيش اللبناني فتحت الخميس نيران المضادات الأرضية على الطائرات الإسرائيلية التي حلقت على ارتفاعات منخفضة على جنوب لبنان وانتهكت المجال الجوي للبلاد لكن أيا من هذه الطائرات لم يصب.
وقال المصدر إن الجنود اللبنانيين أطلقوا الأسلحة الرشاشة والأسلحة الخفيفة المضادة للطائرات الموجودة على ظهر عربات مدرعة على مقاتلتين حلقتا شرق قرية مرجعيون الواقعة قرب الحدود.
العدد 1876 - الخميس 25 أكتوبر 2007م الموافق 13 شوال 1428هـ