وافق المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة حاليا في العاصمة الفرنسية (باريس) وبإجماع أعضائه على مشروع إنشاء المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بمملكة البحرين، واعتباره مركزا إقليميا يعمل تحت إشراف منظمة اليونسكو ومقرّه البحرين.

ويهدف المركز الذي يعد الأول من نوعه على صعيد العالم والمتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخداماتها في التعليم إلى تطوير القدرات للتوظيف الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، وبناء القدرات الوطنية، ودعم المؤسسات للاشتراك في إنتاج المواد التعليمية الرقمية التفاعلية التي تخدم عملتي التعليم والتعلم بما ييسر على المعلمين توصيل المعلومة بصورة فاعلة.

من جانبه أوضح وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي أن المركز «سيكون له دور كبير في تطوير استخدام التكنولوجيا في التعليم، وسيعمل بمبدأ المشاركة مع القطاع الخاص المحلي والدولي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال بمملكة البحرين ودول الخليج العربية خصوصا والعالم العربي عموما، وكذلك مع المنظمات العربية والإسلامية مثل الأليكسو والأسيسكو».

وأشار النعيمي بهذه المناسبة إلى أن «هذا الإنجاز يأتي انسجاما مع مكانة البحرين وسمعتها في مختلف المجالات، وتقديرا لإنجازاتها على صعيد التربية والتعليم والعلوم والثقافة، ولما حققته البحرين من نتائج مشرفة في مجال تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في توفير التعليم للجميع، إذ حصلت المملكة -حسب آخر تقرير لهذه المنظمة الدولية -على المركز الأول عربيا في هذا المجال، كما حصلت على المركز الأول مكررا في مؤشر جودة التعليم على مستوى العالم، بما يجعلها في مصاف الدول ذات الأداء العالي في تحقيق هذه الأهداف، وسبق للبحرين أن حققت نتائج مشرفة في جميع هذه المؤشرات التعليمية في تقرير اليونسكو للعام الجاري».

ولفت الوزير النعيمي إلى أن هذا الانجاز جاء نتيجة لجهود مكثفة من مسئولي وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة بمنظمة اليونسكو استمرت أكثر من عامين من خلال اجتماعات عقدت في البحرين وبمقر المنظمة بباريس، إذ عرض المشروع بعد ذلك على المجلس التنفيذي للمنظمة الذي قام بدوره بتحويله إلى اللجان المختصة التي يشارك فيها عدد من مندوبي الدول والخبراء، ورفع المشروع بعد ذلك الى المجلس مجددا الذي قام برفع توصية من خلال الوثيقة التي أعدت لهذا الغرض إلى المؤتمر العام للمنظمة في دورته الرابعة والثلاثين بالموافقة على إنشاء المركز الأول من نوعه في العالم بمملكة البحرين بالتعاون مع منظمة اليونسكو، متضمنا مبررات الموافقة على المشروع، وحوّله المؤتمر العام بدوره إلى لجنة الاتصال لدراسته، واستمع الأعضاء إلى شرح من وزير التربية والتعليم ومساعد المدير العام للاتصال عن هذا المشروع ودواعي إنشائه. وخلال المناقشة أشاد مندوبو الكثير من الدول بهذه المبادرة من قبل مملكة البحرين وأهمتها على الصعيدين الإقليمي والدولي في خدمة استخدامات تكنولوجيات المعلومات والاتصال، والحد من الفجوة الرقمية بين دول العالم والمساعدة في إعداد وتدريب المتخصصين في مجال أنشطة المركز المتعددة.