أوضحت الدراسة - التي أجرتها استشارية الأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي صفاء الخواجة وعرضتها خلال ندوة «الأخطاء الطبية» أمس (الأربعاء) في قاعة المعارف بكلية العلوم الصحية أن 60 في المئة من حالات التسمم الدموي المكتسبة في مجمع السلمانية الطبي لم تشخص بناء على المعايير العالمية الخاصة بذلك، وأشارت إلى أن ذلك يأتي ضمن أهم نتائج التدقيق الإكلينيكي لحالات الوفيات بسبب التسمم الدموي في المجمع في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران من العام الجاري.
من جهته، دعا وزير الصحة فيصل الحمر خلال حضوره الندوة إلى الاعتراف بالأخطاء الطبية، وأكد حرص وزارته على تلافي الأخطاء والتقليل منها وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة إلى المرضى، وأشار بعد ذلك إلى أهمية عقد مثل هذه الندوات وتبادل الخبرات والتجارب بين المسئولين في القطاع الصحي بمختلف الدول.
إلى ذلك، ترأس البروفيسور ديفيد واتفورد محاضرة رئيس مكتب المراجعة الطبية بوزارة الصحة جمال الصياد بعنوان «نظام رصد سلامة المرضى: آلية للتحسين»، تطرق الصياد فيها إلى مواصفات النظام القديم لتسجيل الأخطاء الطبية والصعوبات التي تواجه النظام الجديد كغيره من الأنظمة المعلوماتية الجديدة، وأسهب في استعراض النظام الجديد ومواصفاته، ولفت الصياد إلى عدم وجود جهة محايدة للنظر في الأخطاء الطبية، وركز على أهمية استعمال النظام الجديد لتطوير العمل في مختلف أقسام وزارة الصحة، كما طرح المعايير التي وضعها مستشفى الخدمات الطبية الملكية للنظام اليدوي المتبع فيه لتسجيل الأخطاء الطبية.
على صعيد متصل، تحدثت رئيسة قسم مكافحة العدوى بمجمع السلمانية الطبي هدى الأنصاري في محاضرتها عن برنامج السيطرة على الالتهابات في البحرين، وتطرقت إلى الهيكل الإداري للبرنامج والرسالة والأهداف وخطط التطوير، وعطفت على أنواع الالتهابات الأكثر انتشارا في المجمع وانعكاساتها الطبية والاقتصادية وتطرقت إلى معدل وفيات الأطفال الرضع وأسباب الزيادة في المعدل العام 2004م والبرنامج الوقائي الذي تم تنفيذه لتقليل المعدل.
إلى ذلك، تحدث البروفيسور بيير بارنكس ونقل حديثه عبر الأقمار الصناعية من فرنسا في محاضرة بعنوان «السيطرة على الالتهابات المكتسبة في المستشفيات الفرنسية»، قدم فيها نبذة تاريخية عن البرنامج في فرنسا وأهدافه الرامية إلى تقليل حالات الالتهابات في المستشفيات، وتمت مناقشة بعض جوانب البرنامج وطرح الأسئلة على الهواء مباشرة من قبل الأطباء والمسئولين المشاركين في الندوة التي تضمنت أهم النقاط التي أثيرت بشأن مدى معارضة الأطباء تطبيق المعايير الخاصة بالسيطرة على الالتهابات وكيف تم تقليلها وأثر الوصفات المتعددة للمضادات الحيوية على المشكلة ودور الأمور البدهية والمعايير الطبيعي في تقليل المشكلة.
وعرض خلال الندوة شريط فيديو لبرنامج سلامة المرضى في أحد المستشفيات الأوروبية بمشاركة أهالي الأطفال المصابين بالتليف الكيسي في المملكة، كما عُرِضت التجربة الفرنسية في الحد من ظاهرة الالتهابات الواردة عبر المسافرين والخيارات المتعددة للمرضى لاختيار المستشفى الذي يرغبون في العلاج فيه مع الأخذ في الاعتبار أن برنامج سلامة المرضى هو أحد دواعي اختيار مستشفيات معينة، وتم تأكيد أهمية المعايير العالمية الخاصة بنظافة اليدين في المؤسسات الصحية.
الحمر يقوم بزيارة مفاجئة لـ «الطوارئ»
قام وزير الصحة فيصل الحمر مساء أمس الأول (الثلثاء) بزيارة مفاجئة لدائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي، وقال: «دخلت (الطوارئ) كأي مريض عادي للوقوف على مستوى الخدمات التي يقدمها القسم ووجدتها متقدمة».
وأشار إلى أن وزارته مستمرة في رفع مستوى الخدمات الصحية وتطوير الكثير من الخدمات المقدمة إلى المواطنين على مستوى الرعاية الصحية الأولية والثانوية.
العدد 1896 - الأربعاء 14 نوفمبر 2007م الموافق 04 ذي القعدة 1428هـ