كشف الرئيس والمدير العام للشركة العائلية اللبنانية، (سيفكو القابضة) (Sayfco) شاهي يروانيان، أن حجم استثمارات شركته في القطاع العقاري يبلغ نحو مليار دولار في الوقت الحالي، وأنها تسعى إلى إدخال مستثمرين إستراتيجيين من دول الخليج العربية بهدف تطوير نشاطها الذي يتركز في التنمية العقارية داخل وخارج لبنان.

وكان يروانيان قد أفاد بأن «سيفكو» ستقوم بإطلاق مشروع عقاري آخر تبلغ مساحته مليوني متر مربع يضم 500 فلة وفندقا وملعبا، وهو أضخم مشروع في المنطقة؛ إذ تبلغ كلفته نحو مليار دولار.

كما ذكر يروانيان أن «سيفكو»، التي تعمل تحت مظلتها 7 شركات تملكها بالكامل وجميعها تنشط في التطوير العقاري، تعتزم توسيع مكتبها التمثيلي في البحرين، وهو أول مكتب للشركة خارج لبنان، والذي تم افتتاحه في المملكة في العام 2005، وأنها تخطط إلى اتخاذ البحرين منطلقا في مشروعاتها المستقبلية.

وتعتزم «سيفكو» تطوير وإقامة مشروعات عقارية جديدة في لبنان تبلغ كلفتها أكثر من مليار دولار في لبنان، وسيتم تمويل جميع هذه المشروعات تمويلا ذاتيا، في خطوة تعبر عن الثقة في مستقبل القطاع العقاري في البلد العربي على رغم الأزمات المالية والعقارية التي تعصف بمعظم أسواق العالم بسبب أزمة الائتمان العالمية.

وأبلغ يروانيان «مال وأعمال» في مقابلة خاصة خلال زيارة إلى البحرين للترويج إلى مشروعات الشركة، التي تأسست في العام 1960 وكان اسمها في السابق «مؤسسة آرا يروانيان» قبل أن يتغير الاسم إلى «سيفكو هولدنغ» في العام 2004: «لاحظنا اهتماما قويا بالمشاريع التي نقيمها في لبنان من قبل المستثمرين البحرينيين، وقد اكتسبنا حتى الآن 350 زبونا من البحرين خلال السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى نحو 200 زبون من بقية دول الخليج العربية».

وأوضح يروانيان أن ذلك «يعكس الثقة التي تتمتع بها شركة (سيفكو) والمحبة من قبل دول الخليج العربية للشعب اللبناني، وخصوصا أنه خلال الخمسين عاما الماضية قمنا بتعمير - ليس فقط عقارات في لبنان - وإنما أصبح اسم (سيفكو) معروفا، ودليلا على الاهتمام القوي من قبل المستثمرين للاستثمار في لبنان».

وتحدث يروانيان عن «لآلئ بشامون»، وهو المشروع الأول الذي يتم الترويج له في البحرين في الوقت الحالي وتبلغ كلفته نحو 70 مليون دولار، وذكر أنه لقي تجاوبا من قبل المستثمرين وأن نحو 40 شخصا قاموا بحجز شقق في المشروع الذي تبلغ مساحته 70 ألف متر ويقع على تلة بشامون بلبنان.

ويتضمن المشروع 27 مبنى من 162 شقة سكنية بمساحات مختلفة، بسعر 100 ألف دينار بحريني للشقة الصغيرة، ولكن يروانيان ذكر أن أول 10 زبائن سيحصلون على خصم قدره 20 في المئة، وهذا سيخفض سعر الشقة إلى 80 ألف دينار. أما الشقق الكبيرة فيبلغ سعرها 280 ألف دينار.

كما كشف يروانيان أن الشركة قبل قدومها إلى البحرين قامت خلال أسبوع ببيع نحو 50 شقة من المشروع إلى مستثمرين لبنانيين، «ونتطلع إلى الحصول على الرقم نفسه من المستثمرين في دول الخليج»، على رغم الأوضاع المالية الصعبة التي يعيشها العالم والتي بدأت في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية قبل أن تنتشر آثارها السلبية على بقية الدول.

وأضاف «على رغم الصعاب والحروب التي واجهها لبنان، فإن أسعار العقارات قفزت بنحو ثلاثة أضعاف أسعارها، وهذا دليل على أن الاستثمار في لبنان مجز».

خطط التوسع

وتطرق يروانيان إلى خطط «سيفكو» إلى التوسع في التطوير العقاري فقال: «إن الشركة تتفاوض مع مستثمرين من دول الخليج العربية بهدف مشاركتهم في الاستثمارات، وقد لاحظنا اهتماما قويا بالاستثمار في لبنان، وإن الباب مفتوح وخصوصا بعد أن عقدت الشركة اتفاقية مشاركة مع بيت أبوظبي للاستثمار لتطويل بوابة بيروت».

وأضاف «نحن نتحدث مع مستثمرين من البحرين وبقية دول الخليج العربية للدخول كمستثمرين استراتيجيين في المشروعات التي نقيمها في لبنان؛ على رغم أننا لم نتوصل إلى اتفاق مع المستثمرين حتى الآن إلا أنني أستطيع تأكيد أنه ستكون هناك شراكة مع عدد من المستثمرين للتعاون في القطاع العقاري. بعض المستثمرين قاموا بشراء شقق ومبان في وقت سابق في لبنان».

ورد على سؤال بشأن ثقته بالتوصل إلى شراكة مع مستثمرين من دول الخليج العربية، التي تنعم بوفرة مالية ناتجة عن ارتفاع في أسعار النفط في الأسواق الدولية، قال يروانيان إن «بعض المستثمرين الذين اشتروا عقارات من الشركة في لبنان أصبحوا أصدقاء للشركة وحققوا أرباحا جيده بعد بيع بعض العقارات التي اشتروها بضعف أسعارها».

وتحدث عن المكتب التمثيلي في البحرين فذكر يروانيان أن الشركة لديها خطط لتوسيع المكتب وكذلك «إيجاد شريك استراتيجي لتأسيس شركة في البحرين تحمل اسم «سيفكو» بهدف القيام بمشروعات التطوير العقاري في المملكة التي شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار العقارات في الآونة الأخيرة مثلها مثل بقية دول الخليج قبل أن ترغم الأزمة المالية الحالية بعض الشركات تخفيض أسعارها.

وأضاف «هذه المرة الأولى التي بدأنا فيها العمل بجد للحصول على شركاء استراتيجيين في البحرين وتكوين شركة بحرينية، قد تحمل اسم «سيفكو البحرين».

المشروعات

ووقعت الشركة مذكرة تفاهم لشراكة إستراتيجية مع بيت أبوظبي للاستثمار من أجل تطوير أهم المشروعات في وسط العاصمة اللبنانية (بيروت) تحت اسم «بوابة بيروت»، والتي ستقام على مساحة إجمالية تبلغ نحو 180 ألف مترا مربعا يضم مجمعا سكنيا وسياحيا وتجاريا باستثمارات تبلغ نحو 1,2 مليار دولار.

وأفاد يروانيان أن «سيفكو» قامت بشراء قطعة أرض ضمن المشروع العام لتشييد بناية ضخمة تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار. وأضاف أن «العمل في المشروع سيبدأ العام المقبل».

ويشمل نشاط «سيفكو» دراسة المشروعات وإنشاءها والدراسات المالية والتصاميم والتسويق وإدارة الشقق الفخمة والمراكز التجارية بالإضافة إلى تقديم التسهيلات المالية والقروض لبناء المساكن.

وتنعم دول المنطقة بنمو اقتصادي مزدهر قبل تفجر الأزمة المالية التي أوضح تقرير دولي أنها ناتجة عن مشكلة الرهن العقارية كانت لها آثار سلبية محدودة حتى الآن على الاستثمارات الخارجية ولكن وقع الأزمة سيظهر أكثر خلال العام الجاري، وأن على المؤسسات الاستثمارية التي تستثمر في الخارج زيادة الحذر بشأن الإنفاق الاستثماري