تستعد الجمعية العربية للاقتصاد المعرفي لتنظيم المعرض والمؤتمر الإقليمي الأول للاقتصاد المعرفي في هيلتون جدة يومي 12 و 13 يناير / كانون الثاني المقبل (2008) وذلك تحت رعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بعد تأجيله عن موعده السابق في نهاية أكتوبر / تشرين الأول 2007.
وقال رئيس الجمعية عبدالله الصبياني إن قرار التأجيل كان بسبب حرص المنظمين على حضور شخصيات كبيرة، من بينها رؤساء وزراء دول نجحت في الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي، وإن ترتيب أجندة حضور هذه الشخصيات تطلب تأجيل الموعد. وكشف الصبياني أن المؤتمر سيشهد إطلاق أول ماجستير إدارة في العالم متخصصة في الاقتصاد المعرفي، وان المشروع يتم استكماله مع عدد من الجامعات الكبرى على مستوى العالم. وفيما يأتي نص الحوار:
أطلقتم على المؤتمر مسمى «المؤتمر الاقليمي الأول» المتخصص في الاقتصاد المعرفي، بينما انطلق «مؤتمر المعرفة الأول» قبل شهر في دبي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فما هو الفرق لكي يتسم بالأول؟
- مبادرة الشيخ محمد بن راشد مشروع للمعرفة، أما نحن فجمعية غير ربحية تأسسنا في الظهران (السعودية) تحت مظلة شركة «أرامكو»، ونحن نعنى بنشر الوعي بين القطاعين العام والقطاع الخاص بشأن الاقتصاد المعرفي، الذي نعتقد أنه السبيل الوحيد أمامنا من أجل تنمية مستدامة. ولذلك لاتعارض بين الطرحين، ونحن الآن في مرحلة إنضاج عمل الجمعية من خلال مؤتمر سنوي، الأول سينعقد في يناير المقبل في جدة، والثاني في يناير 2009 في دبي وسنتعاون مع جميع الجهات المعنية.
ماهو التعريف المعتمد لديكم للاقتصاد المعرفي؟
- هو الاقتصاد المعتمد على المعرفة المختزنة لدى الأفراد، إذ يتم تنظيم وتفعيل الابتكارات من خلال المؤسسات وذلك لتعزيز النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية، وهذا العمل المعرفي يتطلب الابتكار، والبحث والتطوير ومن ثم إنتاج وتسويق المنتج. اقتصاد المعرفه يركز على بناء رأس المال الفكري المتوافر لدى الأفراد والشركات والجامعات والمجتمع عموما لإضافة قيمة جديدة ووظائف جديدة، وإيرادات، وتحقيق نمو الناتج المحلي الاجمالي ... الخ. إنه المعرفة التي يمكن تحويلها الى أرباح. ومثل هذا الاقتصاد يقوم على خمسة أعمدة وهي: التعليم والتدريب، الإبداع وروح المبادرة، البحث والتطوير، تمويل البذرات الأساسية والتمويل الجريء، ودمج الشباب في المجال المعرفي.
ماذا تقصد بالتمويل الأساسي والجريء؟
- الاقتصاد المعرفي يحتاج إلى تمويل البذرات الأساسية، مثل الحاضنات، ويحتاج أيضا إلى التمويل الجريء، ومع الأسف نحن كمسلمين كنا في القرون الماضية من الذين يؤمنون بالتمويل الجريء، وحتى أن مفاهيم الإسلام حول المرابحة والمشاركة والمضاربة وغيرها مستمدة من التمويل الجريء، ولكننا تخلفنا بعد ذلك. مثلا قبل نحو خمسة قرون كان مكتشف أميركا «كولومبوس» يبحث عمن يمول رحلته الاستكشافية التي انتهت به إلى اكتشاف أميركا، كان يبحث عمن يموله ويكون شريكا معه، وذهب إلى الإيطاليين ولم يحصل على التمويل والدعم، وذهب أيضا إلى المسلمين لكن المسلمين أيضا لم يمولوه، وعندما ذهب إلى الإسبان (الملكة ايزابيلا) حصل على الدعم والتمويل، وهذا هو مفهوم التمويل الجريء. حاليا، فإن دولا مثل أميركا والدول المتقدمة هي التي تدعم رأس المال الجريء بهدف تطوير المنتج الجديد والدخول في مشروعات تتضمن مخاطر للمستثمرين، وهذا جانب من ثقافة استكشافية وابتكارية نفتقدها مع الأسف.
هل هناك خطوات فعلية في المنطقة نحو اقتصاد معرفي؟
- توجد خطوات أولية، فمبادرة المعرفة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تطرح أفكارا أساسية في هذا المجال، في البحرين هناك الحاضنات التي تعتبر وسيلة لتنمية المشروعات، وفي السعودية تعتبر جامعة الملك عبدالله التكنولوجية من أهم المشروعات الداعمة للاقتصاد المعرفي، هذه علامات في الاتجاه السليم. شركة (سابك) تسير الآن في اتجاه الاقتصاد المعرفي، وقد استحوذت مؤخرا على قطاع البلاستيك من شركة جي أي العملاقة، وهذا نوع من اكتساب المعرفة عبر شراء شركات قائمة في مجال متطور ... المهم أن تكون الرؤية واضحة ... نحن تعودنا في السابق على التجارة، والتجارة تتوجه للربح السريع. كما تعودنا على الحصول على الريع من النفط، ولكن الاقتصاد المعرفي يتطلب رؤية بعيدة المدى، ويتطلب أن نحفر في العقول بدلا من الحفر في آبار النفط، وهذا يعني أنه يتوجب أن تكون لدينا الوسائل لاستخراج الأفكار كما نستخرج النفط، وأن تكون لدينا الوسائل لتنقية الأفكار وتطويرها وتحويلها إلى منتج مربح، تماما كما نفعل مع النفط ... الفرق أن النفط سينفد ولكن الأفكار داخل عقل الانسان لاتنفد.
هل توجد لدينا مؤشرات لمعرفة حجم الاقتصاد المعرفي في بلداننا؟
- حاليا لاتوجد مؤشرات والقراءات خاطئة، وحتى البنك الدولي يعتمد على إحصاءات صادرة من بلداننا وكثير منها لايقيس الاقتصاد المعرفي بصورة صحيحة. نحن في بدايات الطريق، ولازلنا من دون مؤشرات حقيقية في بلداننا فيما يخض الاقتصاد المعرفي.
ماهي أهم الموضوعات التي ستطرح في مؤتمر جدة يناير المقبل؟
- ستكون مشاركات نوعية، ونتوقع حضور شخصيات على مستوى رؤساء الوزراء من دول نجحت في الاقتصاد المعرفي، كما نعمل على إعلان أول ماجستير إدارة في العالم متخصصة في الاقتصاد المعرفي، وستطرح الماجستير بالتعاون مع جامعات متقدمة في هذا المجال. كما سنجتمع مع الشباب بين 16 و 24 سنة بحضور آبائهم وأمهاتهم لنستمع إليهم، ونشجعهم ونتبنى أفكارهم لتطويرها إلى نشاطات تتحرك في الواقع وتنتج لهم المردود المربح. سنوضح كيف أن التعليم والتدريب هما الأساس لجميع الصناعات ويشكلان العمود الفقري الحقيقي للنمو الاقتصادى والتنمية، فنحن بحاجة إلى احتضان الابتكار، وتطوير روح المبادرة، والاستثمار في البحث والتطوير واعتماده محركا أساسيا لعملية اقتصادية مربحة على المدى البعيد. المؤتمر سينظم حلقات نقاش لربط رواد الأعمال المبدعين وخبراء الصناعة المستثمرين معا، لمناقشة ودراسة أفضل الطرق لتحويل الأفكار الإبداعية إلى شركات، ولتحسين الإبداع وريادة الأعمال في عدة صناعات مهمة مثل التعليم والنفط والغاز والكهرباء والمياه والصحة والعقار والسياحة والاتصالات.
العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ