أن تخسر أو تفشل في العبور لمرحلة ثانية فذلك لا يعني نهاية العالم فلا يوجد فريق في العالم يظل يكسب دائما ويحقق الانتصارات المتتالية، ولا يوجد فريق في العالم لا يخسر، تلك المقدمة نسوقها بعد الفشل الذريع الذي حققه منتخب الشباب لكرة القدم وخروجه المهين والحزين من تصفيات كأس آسيا والمؤهلة لنهائياتها والتي ستقام العام المقبل، بعد أن حل خامسا في المجموعة الثانية والتي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران وبرصيد أربع نقاط لم تغنينا من جوع، إذ حقق منتخبنا الشاب فوزا وحيدا على الهند وبهدف واحد وتعادل مع باكستان سلبيا، في حين خسر من عمان بهدفين مقابل هدف واحد ومن المنتخب اللبناني بهدفين نظيفين ومن المنتخب الإيراني برباعية نظيفة.
توقعنا الخروج كما التأهل
وعلى رغم وجود توقعات مسبقة بإمكان خروج منتخبنا للشباب من التصفيات كما هو الحال لفرصة التأهل نظرا الى قوة المجموعة والمنتخبات التي لعبنا معها إلا أن الخروج الذي حصل كان مفاجئا وبصورة سيئة وحزينة وعلى نحو شكل لنا ضربة تحت الحزام وكانت موجعة حقا، لأنها شوهت الوجه الجميل لمنتخبنا للشباب.
إذا المحصلة النهائية للأحمر الشاب أربع نقاط وهدفان فقط للاعبينا و8 أهداف ولجت شباكنا، في صورة توضح الفارق الكبير في خطوط المنتخب والتي كما أعتقد - ويعتقد الكثيرون - أنها لا تتناسب مع إمكانات وقدرات ما يحمله هذا المنتخب الشاب وخصوصا أنه تلقى من الاتحاد البحريني لكرة القدم دعما أكبر من الذي تلقاه منتخب الناشئين وهو الذي فعل ما عجز عنه الأحمر الشاب.
ليس منتخبا سيئا
ولو جئنا لنحلل ونستقرئ مشاركة منتخبنا للشباب في التصفيات الآسيوية لواجهنا مشكلة كبيرة تتمثل في عدم مشاهدتنا له ولأدائه سواء في المباريات التجريبية التي خاضها قبل التصفيات أو هناك في طهران أثناء التصفيات حتى نستطيع أن نحكم على مستواه عن قناعة ولكن تقريرنا هذا سيستند على ما نعرفه في بعض الجزئيات عن منتخب الشباب ولاعبيه وجهازه الفني والتي رافقت مراحل إعداده قبل الدخول في التصفيات.
وليس من الانصاف أن ننظر الى اخفاق منتخب الشباب على أنه منتخب سيىء لا يوجد به لاعبون أكفاء ومواهب يمكن أن تستفيد منها الكرة البحرينية في السنوات المقبلة، وبحكم قربي الكبير من هذه المجموعة كما هو الحال ببقية الفئات وبلاعبيها وباعتباري مدربا سابقا أعرف الكثير والكثير عن اللاعبين الذين مثلوا الأحمر في التصفيات الآسيوية بالإضافة إلى الفرق والأندية الأخرى.
ليسوا هم الأفضل
في البداية يجب أن يعلم الجميع على أن اللاعب هو أساس كل منتخب وفريق وأيضا في العملية التدريبية ولهذا وكما يرى الكثير من متتبعي دوري الشباب لكرة القدم من مدربين وإداريين وجماهير، أن من تم اختيارهم لمنتخب الشباب ليسوا هم الأفضل في فئة الشباب وأن هناك من أنديتنا من هم أفضل مستوى وأداء وقدرات وإمكانات من اللاعبين الذين مثلوا منتخبنا للشباب في التصفيات ومن دون الدخول في الأسماء حتى لا نتهم أننا نميل لأسماء أو لأندية معينة.
فمن خلال متابعاتنا لدوري الفئات وخصوصا دوري الشباب فهذا الدوري يعتبر رافدا أساسيا لفرق دوري الدرجة الأولى والثانية ومليء باللاعبين الموهوبين والذين يمتلكون موهبة كروية وإمكانات فنية لم يحظوا بفرصة تمثيل المنتخب، ولا نعلم حتى هذه اللحظة على أي أساس تمت عملية اختيار قائمة لاعبي منتخب الشباب مع إيماننا المطلق لأحقية الجهاز الفني في اختياراته للاعبين، ولكن يجب في البداية إذا ما أردنا أن نتعلم من أخطائنا أن نبدأ دراسة أسباب الفشل الذي منينا به من نقطة الصفر، أي من ركلة البداية لانطلاق منتخب الشباب وعملية الاختيارات التي جاءت للاعبين.
خلل في التركيبة
تلك النقطة تجرنا إلى نقطة ثانية والتي سنتحدث عنها وهي تتعلق باختيارات اللاعبين أيضا ومن خلال مشاهدة الأسماء التي ذهبت إلى طهران نرى أنها لا تحوي إلا على مهاجمين اثنين هما لاعب المحرق محمد صالح ولاعب البديع سعد العامر. أما الأسماء الأخرى فتعددت المراكز بينها، ففي مركز الحراسة يوجد ثلاثة حراس هم محمود العجيمي «الشباب» ومحمود الإسكافي «الاتحاد» وإياد ناصر «الحالة»، بالإضافة إلى 8 مدافعين هم «أمان موسى وراشد قمبر ومحمد دعيج «الرفاع» وأحمد إبراهيم وعلي خليل «النجمة» وحسن سعيد وعلي عباس «الأهلي» وإلياس شاكر «الشباب»، أما خط الوسط فنال النصيب الأكبر إذ تم اختيار 9 لاعبين وهم «حسن يعقوب وحسن فريد «الرفاع» وفهد شويطر وأحمد جاسم «المحرق» ومحمد الطيب ومحمد عبدالعزيز «النجمة» وسعيد محمد منصور «الأهلي»، ومحمد مكي «التضامن» وعيسى زويد «الحالة».
تلك هي تشكيلة الأحمر الشاب في التصفيات الآسيوية وبنظرة سريعة يرى الكثيرون أن بها خللا واضحا في توزيع عدد اللاعبين على مراكز اللعب، فمركز الهجوم لا يوجد به إلا لاعبان الأمر الذي جعلنا في موقف لا نحسد عليه في التصفيات بعد إصابة محمد صالح في المباراة الأولى وعدم خوضه المباريات التالية في التصفيات، الأمر الذي اضطر معه الجهاز الفني للاستعانة بخدمات بعض لاعبي خط الوسط في هذا المركز المهم والذي يحتاج إلى مواصفات لا توجد لدى أي لاعب في منتخبنا يلعب في خط الوسط عدا لاعب واحد.
وربما نجد العذر بعض الشيء للجهاز الفني في تلك الاختيارات وخصوصا في مركز المهاجم إذ جاء اعتذار محمد عجاج وعبدالله حميدان مفاجئا للجميع وأربك خطط الجهاز الفني ولكن كان من الأولى والأفضل للجهاز الفني توسيع دائرة اختياراته وعدم قصرها في فترة معينة وفي الحدود الضيقة وهو خطأ قلما يقع فيه المدربون، عموما نرى الخلل الواضح في تركيبة منتخبنا للشباب في هذه النقطة والتي لا يختلف عليها مدربون.
الإعداد والجهود الشخصية
النقطة الثالثة والذي نسعى الى فتحها هي مرتبطة بعملية الإعداد، وعلى رغم أنني سبق أن ذكرت أن ما توافر لمنتخب الشباب أفضل بكثير من منتخب الناشئين فإن ذلك لا يعني أن الإعداد كان مثاليا وأوصل منتخب الشباب لمرحلة الجاهزية الكاملة، فما تحقق من عملية الإعداد إنما هو نتاج مجهودات شخصية «وببركة الله ودعاء الوالدين»، إذ إن مرحلة الإعداد ومن وجهة نظر شخصية لم يتم التخطيط لها بصورة علمية ودقيقة وإنما جاءت اعتباطا وبصورة عشوائية ويتضح ذلك من خلال عدم تنفيذ البرنامج الرسمي الذي رسمه الجهاز الفني للمنتخب منذ بداية الإعداد وحتى انطلاق التصفيات، وحتى المعسكر الخارجي أو الرحلة الخارجية إن صح التعبير والتي أقيمت خلال شهر رمضان المبارك الماضي لم تحقق الفائدة المرجوة كونها جاءت في ظروف أجبرت الجميع التسليم بها.
الأمانة في نقل ما حدث
تلك ثلاث نقاط قرأناها من خلال رحلة منتخب الشباب قبل وأثناء المشاركة الآسيوية، مع إيماننا أن هناك الكثير من الأخطاء والسلبيات التي حدثت فعلا سواء فنية أو إدارية ولكن لا نستطيع أن نجزم بها أو نؤكدها وخصوصا أن هناك من تحدث عنها من لاعبين ومدربين وإداريين، وبما أننا كنا بعيدين عن المسرح والحدث فذلك لا يعطينا حقا في التحدث فيها ويجب على من كان هناك الإدلاء بدلوه فيها وبكل أمانة حتى يستفيد منها الاتحاد البحريني لكرة القدم في المشاركات المقبلة لمنتخباتنا الكروية. نعتقد وبشكل كبير وأكيد أن هناك أخطاء إدارية حدثت وأيضا فنية وهي أدت لظهور منتخبنا الشاب بصورة سلبية وسيئة وبالتالي الخروج الحزين، ويجب على الاتحاد البحريني لكرة القدم قراءة هذه المشاركة والبحث في السلبيات ومعالجتها ووضع الحلول الكفيلة بالقضاء عليها من أجل مستقبل واعد للكرة البحرينية، فعندما لا تبقى لديك وفي جعبتك سوى تكرار المبررات السابقة، وإضافة أعذار جديدة وهي ليست بجديدة... والتي ربما يكون عنوانها جديدا لكن مضمونها لا يحمل جديدا!، فإن ذلك يعتبر عجزا لا يمكن التسليم به ولا يمكن السكوت عنه.
العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ